تحمل الأعلام والشعارات وعلب الصابون، الجزائر ترسل شاحنات شبه فارغة من المساعدات إلى المحتجزين الصحراويين بتندوف
عبدالقادر كتــرة
صُدِم المحتجزون الصحراويون بمخيمات تندوف بالجزائر وضمنهم مرتزقة “بوليساريو” عند وصول شاحنات ما أطلق عليه ” قافلة التضامن” الجزائرية قيل أنها تحمل أطنانا من المساعدات، بعد أن اكتشفوا أنها شبه فارغة، ولم يكن المشهد أمام الكاميرات إلا للاستهلاك الإعلامي وتسويق صورة مذمومة للنظام العسكري الجزائري المهزوم الذي تعود على ذلك تخدمه وكالة الأنباء الجزائرية وبيادقه الإعلامية الذين تخصصوا في التلفيق والتزوير والكذب…
وكان المحتجزون الصحراويين يترقبون وصول الشاحنات المفروض أن تكون محملة بالمساعدات الجزائرية الغذائية والطبية وخياما وأغطية ومفروشات وألبسة لمقاومة زمهرير هذا الفصل البارد وحتى اللقاحات والتي طبل لها وغنى الإعلام الجزائري فيما أطلق عليها “قافلة التضامن” إلى مخيمات الذل والعار…
وبعد الكشف عما تحتويه الصناديق، كما علق أحد المدونين الصحراويين، “حلت الفاجعة التي وثقتها عدسات الهواتف والكاميرات، وتحولت إلى مستملحة تحكي في عصر العبث القيادي الصحراوي، لقد كانت الشاحنات شبه فارغة إلا من بعض الأعلام والشعارات وعلب الصابون…، تذكرت بعدها يوم قال سيناتور روما لمجلس الشيوخ “الشعب يريد الخبز والألعاب”، وليتهم أحضروا لنا الخبز والألعاب… !!!
ولم تؤل منابر عصابة “بوليساريو” جهدا للإشادة بهذه القافلة مشيرة إلى أن ” مساعدات إنسانية متنوعة وصلت ، السبت 9 يناير 2021، إلى مخيمات المحتجزين الصحراويين في إطار قافلة تضامنية جزائرية، مقدمة من قبل مؤسسة الأخوة الجزائرية الصحراوية”.
“وتضم القافلة التضامنية/ حسب نفس المصادر، مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات أخرى، كما تضم بعثة طبية ستقوم بإجراء فحوصات طبية بالتنسيق مع وزارة الصحة العمومية، وأفرشة ومواد غذائية متنوعة كالخضر والتمور والحبوب وغيرها، هي مساهمة من عدة ولايات جزائرية، منها بسكرة، الوادي، وهران، الجزائر العاصمة، غرداية وباتنة”.
وزادت “من جهته ثمن رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، بوحبيني يحيى، الذي استقبل القافلة، هذه المبادرة التضامنية، مبرزا الدور التضامني الكبير الذي تقوم به الجزائر والمجتمع المدني الجزائري بكل أطيافه، الذي ما فتئ يعزز أواصر الأخوة والتضامن بين الشعبين الشقيقين” بتعبير المنابر البوليسارية المرتزقة ، قبل أن تتلقى الصدمة القوية دون أن تنبس بكلمة مخافة ردّ فعل عرابها النظام العسكر الجزائري الذي يهمه تلميع صورته المشوهة لتسويقها إعلاميا والإضفاء عليها مسحوق الإنسانية والأخوة والتعاون…
في المقابل أكد منتدى “فورستاين” الداعم لمقترح الحكم الذاتي بالصحراء، أن المساعدات الجديدة التي روج النظام العسكري الجزائري تقديمها للمحتجزين بمخيمات تندوف ما هي إلا مساعدات قدم لقيادة البوليساريو.
وأوضح المنتدى في تقرير حول المساعدات التي تم الترويج لها من قبل العسكر الجزائري “حين تسمعون بمساعدة مقدمة من الجزائر فاعلموا أنها فقط للقيادة”، مشيرا الى أن النظام الجزائري اعتاد على تقديم مساعدات وهبات بين الفينة والأخرى يسوقها إعلاميا كمساعدات إنسانية موجهة للصحراويين بالمخيمات، غير أن الحقيقة هي أن النظام الجزائري يحرص على تلقي قيادة “البوليساريو” مساعدات مختلفة كعربون رضى على جليل الخدمات التي تقدمها “شركة البوليساريو المتعددة الجنسيات ” نظير أعمالها في حراسة وتأمين حظيرة المخيمات، ومقابل خدماتها العسكرية والتشويشية لتنمية المغرب ومنع التئام الصحراويين بوطنهم الأم”.
وشدد المنتدى على أن المساعدات الجزائرية تدخل مخازن ما يسمى “الهلال الأحمر الصحراوي” الذي يعتبر المؤسسة الرسمية لتبييض الأموال بجبهة البوليساريو، والصندوق الأسود لكل السرقات والاتجار الغير شرعي بالمساعدات العينية والمادية الموجهة لساكنة المخيمات.
واعتبر منتدى فورستاين أن الفيديو التي تم الترويج له أمس على أنه لقافلة مساعدات قيل أنها مساعدات من المجتمع المدني الجزائري، تدخل الى مستودعات الهلال الأحمر الصحراوي، وستختفي كما العادة على غرار المئات من القوافل الإنسانية التي تبخرت بمجرد دخول مستودعات الهلال قبل ظهورها بمساكن القيادة والأسواق بالدول المجاورة.