عواصف رملية تُحوّل نهار وجدة إلى ليل وتثير الحساسية لدى المرضى
عبدالقادر كتــرة
تحول يوم الجمعة 05 فبراير 2021 بمدينة وجدة، إلى يوم “أصفر” يميل إلى الحمرة بسبب سُحب محملة بالأتربة غطت سماءها وحجبت أشعة الشمس وأثقلت الهواء، وحولت النهار إلى ليل، قبل أن تشهد عواصف رملية وهبوب رياح قوية محمّلة بالرمال، أثارت الحساسية لدى العديد من المرضى خاصة أولائك الذين يعانون من مرض الربو وحساسية الأنف والحلق.
وسبق أن شهدت المدينة الألفية زوبعة رملية ، زوال يوم الخميس 05 نونبر 2020، حيث فوجئ سكان المدينة الألفية بمشهد مريع ذكرها بسنوات الستينيات والسبعينيات…
وشهدت عاصمة الجهة الشرقية، في أحد أيام أكتوبر 2012، نفس التغيرات المناخية، حيث سجلت عاصفة رملية مصحوبة بالرياح القوية المحملة بالأتربة، أفزعت الساكنة وأعاقت تحركاتها وشلّت في بعض الأماكن أنشطتها وفضل البعض الارتكان إلى المقاهي والبيوت.
من حين للآخر تعيش المدينة ظواهر طبيعية توصف بالغريبة والاستثنائية، مفزعة تنشر الرعب والقلق وسط الساكنة رغم أنها لا تدوم طويلا، مثل ما عاشته المدينة الألفية في حدود الساعة الرابعة مساء الأربعاء 27 يناير 2016، حيث فاجأت عاصفة من البرد الساكنة مصحوبة بأمطار قوية لمدة أكثر من عشرين دقيقة، أرغمت المارة والمتبضعين على الاحتماء في أي مكان يرددون اللطيف.
حبات البرد كانت تفوق حجم الحمص وتتساقط بسرعة وقوية متتالية تؤذي الوجه وتؤلم الرأس العارية، فيما حاول سائقو السيارات البحث عن أمكنة لحماية زجاج سياراتهم مخافة انكسارها، كما عرقلت العاصفة حركة السير والمرور بسبب الانزلاقات، رغم أنه لم يسجل أي حادث سير يذكر أو إصابات وسط المواطنين.
الحالة الجوية التي شهدتها المدينة ليست بالغريبة ولا استثنائية بالنسبة لأهل وجدة المتقدمين في السنّ والذي يعرفون أن مناخ الجهة الشرقية مصنف في خانة المناطق الشبه الصحراوية، لكن الاستثناء هو أن الحالة لم تشهدها المدينة الألفية منذ أكثر من 20 سنة.
ومن جهة أخرى، تعرف مناطق الجهة الشرقية من حين لآخر عواصف رعدية تتسبب في فياضات قوية تخلف ضحايا وخسائر مادية جسيمة .
يشار إلى أن المديرية العامة للأرصاد الجوية توقعت أن تعرف عدة مناطق بالمملكة، استمرار الأجواء المضطربة، طيلة عطلة نهاية الأسبوع وإلى غاية يوم الاثنين المقبل.
وفي السياق، كشف الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية أن الأمطار ستستمر في التهاطل يوم الجمعة ويومه السبت، في مدن الشمال والوسط وسوس وشمال الأقاليم الجنوبية.
وأوضح يوعابد أن التساقطات المطرية ستكون مصحوبة برياح معتلة من قطاع الجنوب الغربي وقوية في الشرق وجنوب شرق البلاد والمناطق الداخلية.
وبخصوص التساقطات الثلجية، قال رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية أنها ستهم المرتفعات التي تصل لـ 1700 متر وقمم الريف.
