اغاني خالدة ـ قصة رائعة الموسيقار فريد الأطرش ـ عش انت
محمد اسماعيلي
إنها من أروع أغاني ملك العود الموسيقار الراحل فريد الأطرش وهي من تلحينه ومن كلمات الشاعر الكبير الراحل بشارة عبدالله الخوري الملقب بالأخطل الصغير.. كما عرف باسم شاعر الحب والهوى وشاعر الصبا والجمال…
وللأغنية حكاية تبدأ بقصة حب عاشها الشاعر مع ﻓﺘﺎﺓ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴة ﻣﺴﻠمة ﻭﺑﺎﺩﻟﺘﻪ نفس ﺍﻟﺤﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻼ ﻗﺼﺔ ﺣﺒﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎة… ابتعدت الحبيبة وعانى الحبيب كثيرًا من ألم الفراق، ﻓﻜﺘﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﻩ ﻭﺍﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ولم ينشرها حتى جاء فريد الأطرش وطلب منه ان يغنيها فنشرت لأول مرة من ألحان موسيقار الأزمان الراحل فريد الأطرش وغنائه وكان ذلك خلال حفل أقيم بالقاهرة عام 1972م وقد أهدى فريد الاطرش أغنيته هذه للراحل عبد الحليم حافظ الذي كان يعالج في لندن… ويذكر أن الحفل قد أقيم في دار سينما ريفولي واقتصر على وصلة واحدة لأن وزارة ممدوح سالم وقتها قررت انتهاء العمل بالمسارح والسينمات الساعة الحادية عشر ليلا وكانت آخر حفل لفريد الأطرش بالقاهرة إذ وافته المنية في 26 ديسمبر 1974م أثر نوبة قلبية عن عمر ناهز 64 سنة وقد سبق لملك العود وموسيقار الأزمان أن حصل على عدة أوسمة وجوائز فنية منها جائزة “أعظم عازف على العود في العالم العربي وتركيا” عام 1962، وجائزة الفنون والآداب المصرية من الدرجة الأولى، وقلادة النيل العظمى، ووسام الاستحقاق المصري، ووسام الكوكب الأردني برتبة فارس…
تقول كلمات الأغنية:
عِش أنتَ إنّي مِتُّ بَعدَك*وأَطِل إِلى ما شِئتَ صَدَّك
كانت بَقايا لِلغَرام.*** بِمُهجَتي فَخَتَمت بَعدَك
أَنقى مِن الفَجرِ الضّحوك.** وقَد أَعَرتَ الفَجرَ خَدَّك
وأَرقّ مِن طَبعِ النَّسيم.*** فَهل خَلَعتَ عَلَيهِ بَردَك
وأَلَذّ مِن كَأسِ النَّديم.** وقَد أبَحتَ الكَأسَ شَهدَك
ما كان ضَرّك لَو عَدَلت.*** أَما رَأَت عَيناكَ قَدَّك
وجَعَلتَ مٍن جَفنَيَّ مُتَّكَأ.*** ومِن عَينَيّ مَهدَك
إن لَم يَكُن أَدَبي فَخُلُقك.*** كان أَولى أَن يَصُدَّك
أَغَضاضَةً يا روض إن أنا ** شاقَني فَشَمَمتُ وَردَك
ومَلامَةً يا قِطر إن أنا.*** راقَني فَأمَّمتُ وَردَك
وحياة عينك وهي عندي.*** مثلما الايمان عندك
ما قَلبُ أُمِّك إن تُفارِقها.*** ولَم تَبلُغ أشُدَّك
فهَوَت عَليك بِصَدرِها. *** يومَ الفِراق لتَستَرِدَّك
بِأشَد مِن خَفَقان قَلبي.*** يومَ قيل خَفَرتَ عَهدَك
م.إسماعيلي
2021/02/15