“بوليساريو”، من جماعة إرهابية إلى “مافيا” إجرامية للتصفية الجسدية للمعارضين
عبدالقادر كتــرة
بعد الانتكاسات والانكسارات السياسية والدبلوماسية والعسكرية التي توالت على جبهة “بوليساريو” وعرابها النظام العسكري الجزائري، أضافت هذه العصابة لسجلها الإرهابي بعد تحولها إلى جماعة إرهابية وعصابة قطاع الطرق، “مافيا” إجرامية تهدد معارضيها بالتصفية الجسدية.
بعد تهديده بالقتل من طرف البوليساريو خبير سياسي إسباني يلجأ إلى القضاء
“بيدرو إغناسيو ألتاميرانو” الخبير السياسي الإسباني المعروف بمواقفه المدافعة عن مغربية الصحراء/ تلقى تهديدات بالقتل عبر شبكات التواصل الاجتماعي أطلقها عنصران من البوليساريو .
وقد قام “ألتاميرانو” الذي انتابه الخوف والهلع جراء الطبيعة العدوانية والإجرامية لهذه الممارسات بتقديم شكاية عبر محاميه إلى قاضي التحقيق بمحكمة “مالقة ” جنوب شرقي إسبانيا، مطالبا بمحاكمة هؤلاء الأفراد بتهمة التهديد بالقتل والتشهير .
وأكد “إغناسيو ألتاميرانو” في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه “في مواجهة الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب وبعد الأحداث الأخيرة التي عززت ودعمت موقف المملكة بخصوص أقاليمها الجنوبية بدأت البوليساريو تستخدم العنف والتهديد في محاولة عبثية ويائسة لترويع الأصوات التي تتحدث بصدق وتصدح بالحقيقة حول الوضع في الصحراء ” .
وقال إغناسيو ألتاميرانو “بصفتي مدافعا عن السلام العالمي أعربت عن موقفي من قضية الصحراء وقلتها مرارا وتكرارا إن البوليساريو هي ضالة ومنحرفة ولا تمثل الصحراويين ” مشيرا إلى أن “هذه التصريحات تزعج البوليساريو ومن يدعمها خاصة في إسبانيا كما أنها تفضح وتعري أكاذيبهم ” .
وتشن جبهة البوليساريو الإنفصالية حملة تهديد ووعيد تستهدف أبرز معارضيها المقيمين في الأقاليم الجنوبية في الصحراء المغربية منهم الصحفي المعارض للفكر الإنفصالي بادي عبد ربو، حيث تحدث هذا الأخير في تسجيل صوتي منشور على قناته في اليوتيوب “قناة الغربية” عن تهديدات صريحة له بالتصفية الجسدية.
وقال المتحدث ولد جعيدر ابن أخت إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الوهمية، الذي هدد “بادي عبد ربو” في المقطع :”إنه لا يجب إعطاء أي أهمية لبادي، ولا تروجوا للشلح ، وهناك رجال في المنطقة، ومن يملك الرجولة ويعتبر صحراويا حقيقيا عليه أن يتوجه إليه ويطعنه بسكين حتى الموت، ثم ينتزع قلبه”.
وقال بادي نقلا عن هسبريس، أن الرسالة التهديدية التي توصل بها مصدرها رقم هاتفي على التراب الجزائري، مؤكدا أن “كل الكوادر الصحراوية التي تكونت تحت إدارة الدولة المغربية، والتي تعارض أطروحة البوليساريو، أصبحت مهددة بالتصفية على يد مرتزقة الجبهة الانفصالية”.
وأَضاف المتحدث نفسه بأن البوليساريو، دخلت التحريض على اغتيال الصحراويين الذين يعيشون في الصحراء المغربية، مثل العيون وبوجدور والداخلة.
ولم يسلم من تهديدات البوليساريو حتى صحفيو موقع إلكتروني بوليساري فضح أكاذيب قيادة العصابة حيث جاء في بداية أحد المقالات ” اسمحوا لي بداية أن استعير عبارات كتبها ذات يوم سياسي لبناني للرد على خصومه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال:”البومة مهما علا صوتها فلن تصبح نسرا، والهر مهما أظهر مخالبه فلن يصبح نمرا، والعربة مهما حملتها فلن ترى أمامها أسدا، والقبيح مهما جملته فلن يكون للجمال ملكا، والفطر السام مهما طبخته سيبقى قاتلا، ومن يركب العصا ظنا أنها فرس سيبقى واهما، هذا حالكم وعهدكم، يا أبواق الردود المنحطة!”….بهذه العبارات سأجيب الأصوات التي تحاول النيل من موقعنا الإعلامي، ذلك أن الفاسدين يحبون العيش في المستنقعات كالضفادع، ولا يحبذون السباحة في المياه الصافية لأنها تكشف قبحهم، لكننا في موقعنا أقسمنا على أن نقول الحقيقة كما هي حتى ننال براءة الذمة أمام شعبنا و أمام التاريخ”.
وسبق أن أكد الوزير الأول الفرنسي السابق “مانويل فالس” الذي نزل ضيفا على القناة الثالثة الإسبانية ، يوم الجمعة 20 نونبر 2020، على أن عصابة “بوليساريو” متورطة في الإرهاب وتجارة الأسلحة وتجارة البشر والاتجار الدولي في المخدرات، وتمثل بذلك تهديدا حقيقيا في منطقة الساحل.
وقال “فالس” الحكومة الإسبانية إلى “لا يجب أن نغرد خارج السرب”، مضيفا “على الحكومة أن تكون مسؤولة وفي مستوى التحديات التي تواجه إسبانيا وأوروبا”، مذكرا ” بأن المغرب بلد حليف جدّ مهم ّلأوروبا، وبلد ضروري في محاربة الإرهاب الذي يشكل تحدّيا لأوروبا”.
وسبق أن أشارت وكالة “أوروبا بريس” في مقال صادر لها في 16 فبراير 2020 ، إلى أن جبهة “بوليساريو” مرتبطة بما يسمى “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” التي أصبحت تشكل اليوم التهديد الجهادي الرئيسي في منطقة الساحل حيث قامت بسلسلة من الهجمات في الأشهر الأخيرة ضد جيوش بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وأضافت أن هذه الجماعة الإرهابية أصبحت تشكل مصدر قلق حقيقي لقوات الأمن مشيرة إلى إنشاء خلال قمة “بو” التي جمعت في يناير الماضي بين فرنسا ودول الساحل “مجموعة الخمسة” تحالفا من أجل محاربة الإرهاب يستهدف كأولوية الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، حيث أصبحت هذه المجموعة الإرهابية أصحبت ،الآن، محور تركيز القوات الفرنسية وقوات المنطقة.
وأضاف نفس المصدر أن هذه المجموعة يتزعمها “عدنان أبو وليد الصحراوي” وهو عضو بجبهة “البوليساريو” وأحد القادة الرئيسيين ل ” حركة الوحدة والجهاد ” في غرب إفريقيا “موجاو” الجماعة الجهادية التي كانت تسيطر على شمال مالي في عام 2012 والتي أصبحت في عام 2013 تحمل اسم “المرابطون” .
من جهة أخرى، دعا الإعلامي عضو “بوليساريو” المسمى ”محمد سالم بشريا” الملقب بالدكتور، إلى سلوك الطرق الإرهابية باستعمال العنف منتقدا في الوقت نفسه الأساليب السلمية، من خلال نداء صوتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحرض فيه مسلحي “بوليساريو” ضد التمثيليات القنصلية والمستثمرين بالصحراء المغربية، ويطلب من الشباب التركيز على إرهاب الساكنة والقوات العاملة بالأقاليم الصحراوية المغربية.
واعتبرت وسائل التواصل الاجتماعي أن التحريض الإرهابي هو في الأصل نابع من حلقات التكامل مع المشروع الإرهابي لـ “أبو الوليد الصحراوي” الذي يعد إمتدادا لمشروع سابقه ” مختار بلمختار”، مع التذكير بتاريخ 2011 حين تمكن الأمن المغربي من تفكيك خلية “طارق ابن زياد” التي كانت أهم خلية لتنظيم “القاعدة” وتم إيقاف 27 فردا، ضمنهم عناصر من “بوليساريو” ومصادرة أسلحة بمنطقة “أمغالا”، حينها لقبت الحادثة إعلاميا بـ “أمغالا -3-” عطفا على معارك أمغالا 1 و 2 التي حسمتهما القوات المسلحة الملكية المغربية لصالحه.
يشار إلى أن زعيم الإرهابيين الأول، “ابو الوليد الصحراوي”، المطلوب أمريكيا على رأس القائمة التي رصدت له واشنطن 5 ملايين من الدولارات كمكافئة على من يمنح الأمريكيين معلومات تقود إلى اعتقاله، وذلك في مقال شهد انتشارا واسعا في أوروبا وأصبح يستدل به في المناظرات الإعلامية حول الحرب ضد الإرهاب وتجفيف منابعه، وقد حمل المقال عنوان “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى التهديد الرئيسي في منطقة الساحل”.
وقامت قوات النخبة الفرنسية في عملية وقعت بمالي في سياق عملية بركان، خلال غشت الماضي، بقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بمنطقة الساحل، أبو الوليد الصحراوي العضو السابق في جبهة “بوليساريو”، إثر عملية عسكرية فرنسية