اعتداء طائفة شيعية على ثوابت الإسلام: “مجسم للكعبة” في كربلاء وطواف حولها.. يؤجج غضب العالم الإسلامي
عبدالقادر كتــرة
في خطوة غريبة وخطيرة على الدين الإسلامي الحنيف وعلى المسلمين السنة، قامت طائفة من الشيعة بالعراق بوضع مجسم للكعبة المشرفة في الصحن الحسيني بمدينة كربلاء، أثارت عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة والحادة في العراق وعموم العالمين العربي والإسلامي، لعمل اتفق مراجع وعلماء دين سنة وشيعة على كونه يرقى لدرجة المس بثوابت الدين الإسلامي ومقدساته.
وأثار المجسم جدلا واسعا، خاصة بعد طواف جمع من الناس حوله، حسب جريدة “القدس العربي” الأمر الذي أثار انتقادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض “مبالغة في التعامل مع المجسمات”، وفقا لموقع “بي بي سي عربي”.
وتعاظم الأمر بعد انتشار مقطع فيديو يظهر رجلا يدعو إلى أداء مناسك الحج والعمرة في العراق، بدلا من مكة المكرمة، حيث اعتبره البعض محاولة لتسييس الشعائر، بينما رفض آخرون محاكاة الكعبة ومناسك الحج لأسباب دينية.
وغصت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي عراقيا وعربيا بالتعليقات المستهجنة والمستنكرة لهذا الأمر بعد انتشار مقاطع فيديو لمجسم أسود كبير يشبه الكعبة بينما يطوف العشرات حوله في مدينة كربلاء.
ووصفت الخطوة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أنها بدعة ومس بمكانة الكعبة المشرفة التي هي قبلة المسلمين سنة وشيعة حيث لا يجوز صنع مجسمات عنها للطواف حولها كما حدث في كربلاء .
وذهبت بعض التعليقات إلى أن هذه الحادثة تهدف لزرع الفتنة في العالم الإسلامي وإدخال العراق في متاهات خدمة لأجندات غير عراقية تسعى لفصله عن عمقه العربي .
واستهجنت تعليقات أخرى هذا الاستهتار بمشاعر أكثر من مليار مسلم حول العالم خاصة أنه قد ظهر جليا خلال مقاطع الفيديو التي وثقت الحدث أن الناس كانت تطوف حول المجسم وتتمسح به كما لو أنه بات بديلا عن الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة .
واعتبر مدونون حملة “التضخيم” وتحليلات المشاهد القادمة من كربلاء، حسب نفس المصدر، حيث استدلوا بمشاهد لمجسمات للكعبة سبق نصبها في دول عربية وإسلامية أخرى، بينما قال عراقيون إن المجسم شيد بهدف الاحتفال بمولد علي بن أبي طالب ولا ينطوي على إساءات أو دلالات سياسية.
ومن جهتها، نفت العتبة الحسينية مسؤوليتها عن نصب المجسم، مشيرة إلى أن المجسم “يعود لبعض المواكب الحسينية التي نصبته في إطار أحد المشاهد التمثيلية لإحياء مناسبة مولد الإمام علي”، لكن هذا التبرير بدا بحسب معلقين ومغردين أفظع من الذنب حيث تساءل بعضهم كيف يمكن لمجسم بهذا الحجم الكبير أن يمر من دون ملاحظة من المسؤولين عن العتبة.
ومن جهتهم توجه بعض الشيوخ والمراجع الدينية الشيعية لإبداء رأيهم في الموضوع، حيث طالب المرجع الشيعي محمد مهدي الخالصي بـ”موقف موحد” من المراجع السنية والشيعية لمواجهة ما وصفه بـ”الافتراء على الدين”.
وقد استنكر المرجع الديني الشيعي محمد مهدي الخالصي، حسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام ، الواقعة بالقول إن ما جرى من بناء هيكلية للكعبة المشرفة في مدينة الإمام الحسين الشهيد هو كفر بواح وارتداد عن الدين وافتراء وكذب على الله وتكذيب صريح للقرآن .
وتابع: على العلماء والمراجع وكل من يستطيع من المسلمين إنكار هذا الافتراء الصريح والعمل على إزالة المجسم. من يسكت عنه مشارك في الإثم والعدوان .
أما المرجع الشيعي العراقي حسن الموسوي فقال إن تشييد مجسم يرمز للكعبة المشرفة بين مرقدي الإمامين الحسين والعباس وجعل الناس تطوف حوله إنما جاء حسب أهواء مرجعيات الضلال ويعد تحديا صارخا لأوامر الله ويحمل طابعا سياسيا واضحا لاستفزاز مشاعر مسلمي العالم بل هو عودة إلى الجاهلية الأولى .
ودعا الموسوي إلى موقف إسلامي موحد ضد هذه البدع التي تؤدي إلى حرف الدين عن أصله الصحيح. إن صمت المرجعيات الدينية عن هذا العمل لهو دليل واضح على رضاها بهذا العمل المخالف لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحاء .
واعتبر أن هذا العمل بداية لتشييد كعبة جديدة ثابتة في المستقبل استنادا إلى فتاوى الولي الفقيه في إيران إذ نهيب بالمسلمين كافة أن ينتبهوا إلى دينهم الحق ويبتعدوا عن تلك الخزعبلات التي يراد لها الفتنة .
وطالب العديد من المعلقين بموقف موحد من المراجع السنية والشيعية يرفض هذا العمل معتبرين أن الصمت يفسح المجال لتكرار مثل هذه البدع والإساءات للمقدسات الإسلامية