بعد نقص في احتياط النقد الأجنبي بالجزائر، ثكنة “بنعكنون” تعرض 100 مليون متر مكعب من الغاز لأي دولة تسلمها الجنرال بلقصير
عبدالقادر كتــرة
اشتهرت حقبة تاريخية من “الغرب الأمريكي القديم ” والغرب القديم والغرب المتوحش والغرب البعيد (Far West) باهتمام شعبي ضخم في وسائل الإعلام في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على ولايات الغرب الأمريكية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، الذي كان موضوعه عادةً مبالغًا في الرومانسية والفوضى والعنف الفوضوي لهذه الفترة لإعطاء تأثير درامي أكبر، وهو ما أدى في النهاية إلى إلهام النوع الغربي “الويسترن” من الأفلام، والذي امتد إلى الكتب المصورة ولعب الأطفال والألعاب والأزياء.
وتحكي الأساطير أن عددا من الأبطال الأمريكيين الذين يحسنون استعمال الأسلحة النارية من مسدسات وبندقيات، يقتاتون من جثث ضحاياهم من المبحوث عنهم بعد قتلهم وتسليمهم إلى القضاء أو المكاتب الفيدرالية للشرطة والحصول على مبالغ مالية متفاوتة “مكافاة” حسب خطورة “الرؤوس” المبحوث عنهم الهاربين من وجه العدالة، كما كانت تعلق ملصقات “أفيشات” عليها صورة المبحوث عنه وتحته مبلغ تسليمه “حيا أو ميتا”…
على غرار أفلام “الويستيرن” وفي خطوة غريبة وعجيبة تجاوزت في غرابتها أفلام “الويسترن” وبسبب نقص في احتياط النقد الأجنبي بالجزائر، قرر النظام العسكري الجزائري بثكنة بنعكنون وضع منحة 100 مليون متر مكعب من الغاز لأي دولة تسلمها العميد غالي بلقصير الذي تمكن من الفرار مع زوجته القاضية في غشت 2019 إلى وجهة مجهولة حيث كان دائما على تواصل مع “قرميط بونويرة” عندما كان في تركيا، علبة أسرار رئيس الأركان المغتال القايد صالح .
“قرميط بونويرة” سلمته تركيا لنظام الجنرالات مقابل 50 مليون متر مكعب من الغاز، حسب أحد المواقع الإلكترونية الإعلامية المعارضة للنظام العسكري الجزائري، لأن المعلومات التي سرقها “قرميط بونويرة” بعد هروبه كانت ذات قيمة كبيرة وتخص قيادة الأركان وبعض الملفات الحساسة بينها معلومات شخصية عن كبار الضباط في الجيش ومكان تواجد الأسلحة الكيماوية والبليستية…
بعد تسليم “قرميط بونويرة” للجزائر، قرر العميد غالي بلقصير الدخول في اتصالات رسمية مع الأجهزة الاستخباراتية الغربية وبالتحديد الفرنسية والإسبانية للتفاوض معهم بخصوص اللجوء السياسي الآمن فالرجل يريد المساومة مع هذه الأجهزة الاستخباراتية بكافة الأسرار التي بحوزته فيما يتعلق بصفقات السلاح السرية للجنرالات والجامعات الإرهابية التي تتبع المخابرات الجزائرية.
ويعد الجنرال غالي بلقصير، حسب نفس المصدر، صندوقاً أسود حقيقياً للمؤسسة العسكرية الجزائرية بحيث يحمل وثائق وأسرار جميع القضايا الكبرى للنظام الجنرالات فهو يمثل ثروة من المعلومات من شأن الحصول عليها أن يشكل مصدر ضغط لباريس ومدريد على نظام الجنرالات….