الشعب الجزائري في حاجة إلى زيت وسميد وحليب والنظام العسكري يبَشِّرُه بتخفيض أثمان المشروبات الغازية كما لو كان “متخوما”
عبدالقادر كتــرة
انتشرت على مدار سنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وقبلها بعقود وقرون طويلة على ألسنة الكتاب وعموم الناس، تلك الجملة الشهيرة، “إذا لم يجدوا الخبر، فليأكلوا البسكويت”، التي قيل أن صاحبتها هي الملكة الفرنسية الأشهر في التاريخ، “ماري أنطوانيت” قالتها عندما كانت متزوجة من الملك لويس الرابع عشر، في عام 1660.
ويحكى أنه بينما عانى الآلاف من جموع الشعب الفرنسي من الفقر، في ظل ثراء وبذخ عاشه الملوك والأمراء، أوضح المسؤولون هناك لزوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر، الملكة ماري أنطوانيت، مدى المعاناة التي يعيشها الفقراء في دولتهم، والتي وصلت بهم إلى حد عدم امتلاك الخبز، لتجيب الملكة والعهدة على الراوي، قائلة: “إذا لم يجدوا الخبر، فليأكلوا البسكويت”.
وهي العبارة التي يشار إلى أنها أغضبت جموع الشعب الفرنسي، وعجلت برحيل الملكة وزوجها عن الحكم، عبر قيام الثورة الفرنسية، التي لم تكتف بتنحية الملكة، بل وقامت بإعدامها جزاء لغرورها واستهتارها بآلام الفقراء.
سياق هذه الحكاية التي أوردُتها ذكرني بها عنوان لمقال نشره موقع جزائري معارض “الجزائر تايمز” جاء فيه “يا قوم أبشروا الشعب يبحث عن الزيت ومنتجو المشروبات يعلنون عدم الزيادة في أسعارها خلال رمضان”، نقلا عن “الجمعية الوطنية لمنتجي المشروبات والعصائر” التي أوصت كافة المنتجين المحليين بضرورة تخفيض أسعار منتجاتهم خلال شهر رمضان واعتماد تخفيضات خاصة، في ظل الظرف الاقتصادي الذي تعرفه البلاد وانهيار القدرة الشرائية للمستهلك الجزائري.
وقال رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي المشروبات والعصائر علي حماني، حسب نفس الموقع، في تصريح لـ”سبق برس” إن الجمعية أوصت كافة المتعاملين الاقتصاديين المنخرطين تحت لوائها باعتماد تخفيضات خاصة خلال شهر رمضان لصالح المستهلكين، وهذا بسبب انهيار القدرة الشرائية في الأشهر الأخيرة وارتفاع أسعار كافة المواد واسعة الاستهلاك مؤخرا.
وأشار المتحدث أن المنتجين تعهدوا بتوفير كافة المنتجات سواء ما تعلق بالعصائر أو المياه المعدنية خلال شهر رمضان هذه الأخيرة الذي يزداد عليها الطلب بنسبة 15 بالمائة، والأمر نفسه بالنسبة لتخفيضات التي ستحدد حسب كل متعامل اقتصادي.
بالمقابل جدد علي حماني دعوته للحكومة من أجل الإسراع في إصدار قانون يضبط نسبة السكر في المنتجات الغذائية خاصة المشروبات والعصائر الأكثر استهلاكا وسط الجزائريين خاصة خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن الغموض لا يزال يكتنف هذا الملف، فمن غير المعقول – حسبه – أن يبقى التضارب حول هذا الموضوع منذ أكثر من 4 سنوات.
وأضاف:” الغريب في الأمر أن السكر المضاف في تركيبة المشروبات لا تحكمه ضوابط منذ إلغاء العمل بالقانون الذي يحدد ما معدله 110غ في اللتر الواحد ، وهو الأمر الذي يفتح المجال أمام اللوبيات لفرض منطقهم في السوق.”
ومن يقرأ هذا المقال يخيل له أن الشعب الجزائري مصاب بالتخمة بفضل استهلاكه بشراهة للمنتجات الأساسية وغيرها من سميد وحليب وزيت وسمك ولحوم بيضاء وحمراء وخضر وفواكه وغيرها…، ولم يبق له إلا المشروبات الغازية للتخفيف عن بطنه من ثقل الشواء والشبع…
هذا في الوقت الذي الذي أصبح الشعب الجزائري يلقب ب”شعب المليون طابور”، بسبب انهيار الدينار وارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرتها، وتجاوزت القدرة الشرائية للمواطنين الذين اعترفوا عبر ربروتاجات قنوات رسمية وجرائد وطنية جزائرية ولم يعد في متناول أيديهم شراء الدجاج واللحوم الحمراء والسردين التي تجاوز ثمنها 1000 دينار، دون الحديث عن ندرة الزيت والحليب والسميد حيث يقضون الليالي في الطوابير اللامتناهية ليظفروا، إن كان لهم حظ، بقنينة زيت أو شكارة عليب أو كيس سميد…
من جهتها، قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس:” إن عدد المحتاجين للمساعدات في الجزائر ارتفع بنسبة 50 بالمائة بسبب تداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن وباء كورونا مشيرة إلى أن غياب البطاقية الوطنية لإحصاء المعوزين أثر على عملية توزيع المساعدات على مستحقيها.”
وأكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري في تصريح صحفي أن مصالحها اعتمدت في الفترة الماضية على القوائم التقليدية التي يعدها الأعيان وكبار السن في المدن والقرى من أجل تقديم المساعدات للعائلات المحتاجة خاصة في مناطق الظل وهذا خلال شهر رمضان المقبل بسبب غياب الإحصائيات الدقيقة عن عدد الفقراء والمحتاجين.