النظام العسكري الجزائري يخصص 1000 جرعة فقط لمخيمات تندوف، والمغرب يلقح أكثر من 35 ألف من مواطنيه بالأقاليم الجنوبية أكثر من عدد الملقحين بالجزائر
عبدالقادر كتــرة
ادعى النظام العسكري الجزائري أنه خصص هبة مكونة من 5000 جرعة من لقاح كورونا للمحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف بالجزائر، وهي كمية مثيرة للسخرية ، لكن الدعاية الإعلامية الجزائرية أصرت على الحديث عن هذا الرقم رغم سخافته، وتم التطبيل له والتزمير والتغني ، كما سبق أن ادعى بأنه سيخصص 7 ملايين جرعة لتونس الشقيقة، لكن فاقد الشيء لا يعطيه، ولم يوفر لمواطنيه حتى 50 ألف جرعة ويتنظر الجزائريون ما ستجود به عليهم الأمم المتحدة في إطار مساعدات “كوفاكس”…
وحين حلت لحظة تسليم الكمية المبرمجة من اللقاح ، تبين أن الرقم 5 الاف مبالغ فيه، وليس سوى رقم للاستهلاك الإعلامي ، وأن قيادة البوليساريو تلقت فقط 1000 جرعة ( الف جرعة ) لا غير .
ومن هنا نفهم سبب الدعاية للرقم 5 الاف، بتعبير منتدى “فورساتين” لدعم أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، فهو مهما بلغ من هزالة، فلن تكون السخرية عليه بقدر السخرية إذا تم الحديث عن تقديم 1000 جرعة، التي لا تكفي سوى 500 شخص، والحديث عنها يعتبر مهزلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
واعتبر المنتدى أن الألف لقاح موجهة للقيادة وعائلاتها وذويها، أما الساكنة فلتمت، لا يهم، كما سبق منح العشرات من الهبات والمنح والمكيفات والمواد الغذائية ، التي كانت دائما تخصص للقيادة وليس للساكنة.
واكد على أن قيادة البوليساريو تلقت 1000 لقاح، كتب على صناديقها يوزع بتندوف ، أي أن المخيمات تلقت حصصا ضئيلة انتزعت أساسا من مدينة تندوف الجزائرية. كما أن ما كتب على الصناديق يحيل على نظرة النظام الجزائري لقيادة البوليساريو كفريق تابع للإدارة الجزائرية، ومحسوب على مدينة تندوف .
ويضيف نفس المصدر:”ورغم هذه الفضيحة يخرجون في الإعلام ويقولون : قدمت الجزائر هبة للحكومة الصحراوية ، وتقوم بتسليمها بشكل رسمي ، وتتلقها وزيرة الصحة التابعة للبوليساريو ، ويتم تصوير التسليم ، وتبادل ملف يحمل علم الجزائر والبوليساريو .
كل هذا التمثيل والتهريج، ليتم إعداد مواد صحفية على القنوات الجزائرية، وتصوير الأمر كهبة من الدولة الجزائرية لجمهورية تندوف .
في المقابلـ منح المغرب الأقاليم الصحراوية نصيبها من اللقاح ضد كورونا، حيث بلغ مجموع الجرعات التي توصلت بها خلال الدفعة الأولى فقط من اللقاح 32248 جرعة ، موزعة بين كل من 5748 حقنة من سينوفرام الصيني، و26500 حقنة من لقاح أسترازينيكا-أوكسفورد البريطاني.
الدفعة الأولى كان نصيب جهة العيون لوحدها 12000 ( 12 الف ) جرعة ، وبعد تقسيم الجرعات على أقاليم الجهة ، كان نصيب مدينة العيون 7500 جرعة ، يعني أكثر من نصيب مخيمات تندوف بأسرها ، قيما مجموع الجرعات التي استفاد منها مواطنو الأقاليم الجنوبية تفوق بكثير مجموع اللقاحات التي استفاد منها مواطنو الجزائر “القارة” بأكملها في انتظار ما ستجود به عليها منظمة الصحة العالمية من لقاح “كوفاكس” في إطار مساعدة الدول الفقيرة، أو بعض الصدقات من بعض الدول الغنية والمصنعة…