نوازل كورونا بين الخبراء والعامة
د.المفضل المومني*
نوازل عظمى نزلت بالعالم باسره، لم تكن معهودة ولا معروفة من قبل، بسبب وباء كرونا الذي انتشر كانتشار النار في الهشيم، عن طريق العدوى، ففرضت الدول كلها على مواطنيها الحجر العام أو الجزئي، وذلك من أجل السيطر ة على هذا الوباء أو التخفيف من حدته، وفي هذا الشهر الكريم قررت الدولة المغربية وغيرها من الدول الإسلامية وغير الإسلامية اتخاذ إجراءات صارمة من أجل منع انتشار هذا الوباء، ولاسيما الفيروس المتحور الذي هو أخطر من الأول واشد فتكا، فمنع الناس من أداء عبادات وشعائر هي عظيمة عند الله والمسلمين، كما منع الناس كذلك من الخروج ليلا ليكسبوا أقواتهم وأرزاقهم، وهذا أمر عظيم أيضا، فقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق كما يقال، إذاً فهذه نوازل عظمى تخص الحفاظ على أرواح المسلمين، وشعائر الدين، وتخص الأمن الاجتماعي، فهل مثل هذه النوازل العظمى يتحدث فيها كل من هب ودب؟! وهل مثل هذه النوازل الكبرى تكون موضوع نقاش وحكم من قبل العوام والوعاظ، الأمر في هذا كله يرجع فيه إلى العلماء والخبراء في مجال الأوبئة والأمراض المعدية، هم المختصون الذين ترجع إليهم الكلمة قبل الفقهاء وغيرهم ، والفقهاء العلماء تكون فتواهم مبنية على قرارهم وتوصيتهم ، هذا ما يأمرنا به الشرع الحكيم، وقد قال بعض الخبراء: إن الازدحام ليس كبعض الازدحام، فتهكم العوام وبعض الوعاظ من هذا الكلام، ورأوا أنه مخالف للمنطق والعقل، فأقول: إن مثل هذا الأمر يحصل للفقهاء أيضا، فتكون هناك صورة واحدة للنازلة فيحكم الفقيه فيها بحكمين مختلفين تماما، فيقول هذا حرام، وهذا حلال، وهذا ممنوع وهذا جائز، مع أن الصورة واحدة، ولذلك أنشأ الفقهاء علما خاصا بهذا يسمى علم الفروق، تبين فيه الأسباب و العلل التي تجعل الحكم مختلفا مع أن الصورة واحدة، و لا شك أن هذا الخبير يعلم قبل غيره الأسباب والعلل التي تجعل الحكم يختلف بين هذا الازدحام والازدحام الآخر، لذلك لا بد من أن ندع الأمور إلى أهلها ، فلو سكت من لا يعلم لقل الخلاف، و انتفت النزاعات والخصومات.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
*أستاذ الفقه، بكلية الآدب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة.