هل سيصوم الجزائريون النهار وليله في ظل اشتعال الاسعار وندرتها؟… ماذا لو تخلى النظام العسكري عن عجرفته وتواضع والتمس من ملك المغرب مساعدات…
عبدالقادر كتــرة
قدم جلالة الملك محمد السادس هبة ملكية شخصية للشعب والجيش اللبنانيين عبارة عن مساعدات غذائية أساسية لفائدة القوات المسلحة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق، وتم تأمين إيصال هذه المساعدات إلى لبنان، عبر ثمان طائرات عسكرية مغربية.
هذا القرار الملكي يأتي استجابة للطلب الذي تقدم به الجانب اللبناني، وفي إطار التضامن مع هذا البلد الشقيق لتمكينه من مواجهة التحديات الاقتصادية وتداعيات جائحة كوفيد 19.
وعبر الجيش اللبناني عن الشكر الجزيل لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مبادرته القيمة، بإرسال مساعدات غذائية لفائدة القوات المسلحة اللبنانية والشعب اللبناني.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، اليوم السبت 17 أبريل 2021، أن ممثل قائد الجيش، العماد جوزاف عون، أعرب خلال استقبال الهبة الملكية بمطار رفيق الحريري الدولي، عن الشكر الجزيل لجلالة الملك على مبادرته القيمة. كما عبر عن متمنياته بالسلام والطمأنينة للشعب المغربي وللمملكة المغربية بدوام الازدهار والتقدم.
ويستمر الجسر الجوي لنقل هذه المساعات يوم غد الأحد ، حيث من المنتظر في المجموع إيصال 90 طنا من المساعدات الغذائية الأساسية على متن ثماني طائرات عسكرية.
وسبق للملكة المغربية الشريفة أن قدم مساعدات عقب انفجار مرفأ بالعاصمة اللبنانية بيروت ا في 4 غشت من العام الماضي، والذي تسبب في مقتل نحو 200 شخص وأكثر من 6 آلاف جريح، فضلا عن أضرار مادية هائلة في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.
وحينها حطت بمطار بيروت الدولي ست طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية المغربية. وجرى تسليم المساعدات بحضور سفير المغرب لدى لبنان امحمد كرين، والسفير المولى، والمدير العام لوزارة الصحة فادي سنان، وعدد من المسؤولين اللبنانيين، تنفيذا تعليمات الملك محمد السادس بإرسال مساعدة طبية وإنسانية عاجلة للبنان.
وأعطى العاهل المغربي توجيهاته أيضاً لإرسال وإقامة مستشفى عسكري ميداني ببيروت بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للسكان المصابين في انفجار مرفأ بيروت.
وكان المستشفى الميداني المغربي يتكون من 100 شخص، ضمنهم 14 طبيباً من تخصصات مختلفة (الإنعاش، الجراحة، العظام والمفاصل، الأنف والأذن والحنجرة، العيون، علاج الحروق، جراحة الأعصاب، وطب الأطفال، وصيادلة)، وممرضين متخصصين وعناصر للدعم. وسيشتمل على جناح للعمليات، ووحدات للاستشفاء، والفحص بالأشعة، والتعقيم، ومختبراً وصيدلية.
وشملت المساعدة الطبية والإنسانية كميات من الأدوية للإسعافات الأولية ومواد غذائية (مصبرات وبقوليات، وحليب مجفف، وزيت وسكر ..إلخ)، وخيام وأغطية لإيواء ضحايا الفاجعة. وتتضمن أيضاً أدوات طبية للوقاية من فيروس كوفيد 19 لاسيما كمامات واقية، وأقنعة، وأغطية الرأس، وسترات طبية، بالإضافة إلى مطهرات كحولية.
كما عبرت المملكة المغربية الشريفة عن مؤازرتها وتضامنها، خلال يونيو الماضي، مع عدد من البلدان الإفريقية وذلك بإرسال مساعدات طبية لـ15 بلدا إفريقيا لمواجهة كورونا.
وأرسل مساعدات طبية وقائية لعدد من الدول الإفريقية من أجل مواكبة هذه الدول في جهودها لمحاربة فيروس كورونا المستجد، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس ، تتكون من حوالي ثمانية ملايين كمامة، و900 ألف من الأقنعة الواقية، و600 ألف غطاء للرأس، و60 ألف سترة طبية، و30 ألف لتر من المطهرات الكحولية، وكذا 75 ألف علبة من الكلوروكين، و15 ألف علبة من الأزيتروميسين.
وأوضح بلاغ للوزارة الخارجية أن المستفيدين من هذه المساعدات 15 بلدا إفريقيا ينتمون إلى جميع جهات القارة، وهي بوركينا فاسو، الكاميرون، جزر القمر، الكونغو، إسواتيني، غينيا، غينيا بيساو، ملاوي، موريتانيا، النيجر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، السنغال، تنزانيا، تشاد وزامبيا.
وأكد البلاغ أن هذا العمل التضامني يندرج في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها العاهل المغربي في 13 نيسان/ أبريل 2020، باعتبارها نهجا براغماتيا وموجها نحو العمل، لفائدة البلدان الإفريقية، مبرزة أن هذه المبادرة تمكن من تقاسم التجارب والممارسات الفضلى وتتوخى إرساء إطار عملي لمواكبة جهود هذه البلدان في مختلف مراحل تدبير الجائحة.
وقالت الوزارة إن جميع المنتوجات والمعدات الواقية التي تتكون منها المساعدات الطبية المرسلة نحو الدول الإفريقية، تم تصنيعها في المغرب من طرف مقاولات مغربية، وتتطابق مع معايير منظمة الصحة العالمية.
ماذا لو تخلى النظام العسكري الجزائري عن عجرفته وعنجهيته وتواضع وحدا حدو البلدان والعربية والإفريقية الشقيقة والصديقة والتمس من جلالة الملك محمد السادس مساعدات لدعم الشعب الجزائري الشقيق والتخفيف عنه من مصائب جائحة الوباء اللعين وثقل القوت اليومي و قفة شهر رمضان والمعيشة بصفة عامة ، خاصة وأن المغرب يتوفر على كلّ ما تتطلبه المعيشة الضنكة من مواد غذائية أساسية وخضر وفواكه بحيث أمن اكتقاءه الذاتي وتفوق احتياجاته ويصدرها لكافة بلدان العالم…
ولا شك أن الأمر ليس فيه عيب ويتطلب قليلا من الشجاعة ، خاصة وأن الوضع مقلق جدا وصعب كثيرا بشهادة مقالات وشرائط حية التي تنشرها وتنقلها وتتداولها وسائل الإعلام الجزائري الرسمية وغير الرسمية والمواقع الالكترونية وشبكة التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري، تجسدها عناوين الجرائد الجزائرية من قبيل “خضر رمضان ممنوعة على الزوالية” و”القفة تحرق جيوب الجزائريين!” و”وعود الحكومة في مهب الريح.. ووزير التجارة يلتزم الصمت”….
وتواصلت أسعار الخضر الواسعة الاستهلاك في رمضان بالجزائر، ارتفاعها لتبلغ مستويات قياسية جديدة، شأن البطاطا التي وصلت أسعارها ما بين 950 و100 دينار جزائري (ما يقارب 12 درهما في الوقت الذي لا يتجاوز سعرها بالأسواق المغربية 2 درهمان مع العلم أن القدرة الشرائية في المغرب مرتفعة عن مثيلتها في الجزائر)، ناهيك عن خضر أخرى على غرار الطماطم والسلاطة التي تجاوزت 160 دج (18 درهم مغربي في الوقت الذي لا يتجاوز ثمنها 3 و4 دراهم وأقل)، أما اللحوم والأسماك فلم تعد في متناول الجزائري البسيط أو متوسط الدخل، حيث صرحت إحدى الجزائريات بغضب أن مليون سنتيم جزائري لا تملأ قفة واحدة ليوم واحد في الوقت الذي لا يتجاوز الحد الأدنى من الأجر مليونين ونصف المليون سنتيم، مما يعني أن الأجر يكفي لقوت يومين ونصف! ! !…
وتساءلت إحدى الجرائد الموالية للنظام قائلة “ولنا أن نتصور المواطن البسيط والفقير منه كيف يمكن له أن يتمم الأيام المقبلة من رمضان في ظل الضربات المتعاقبة لارتفاع مختلف أسعار المواد الغذائية على غرار أسعار اللحوم البيضاء التي بلغت حدود 400 دينار للكيلوغرام الواحد من الدجاج(48 درهم مقابل 15 درهم في المغرب)، اما “السكالوب” فوصل سعره إلى 900 دينار (120 دراهم) دون ذكر اللحوم الحمراء التي لم تنزل عن 1300 دج (150 درهم 65 درهم في المغرب) وصولا إلى أسعار السردين التي تجاوزت كل التصورات ببلوغ الكيلوغرام الواحد منه عتبة 1200 دينار (140 درهم ما بين 10 و20 درهم في المغرب) منذ أيام”.
والمقلق أن ارتفاع أسعار الخضر لم يشمل البطاطا فقط، بل شمل الطماطم التي وصلت ما بين 160 و180 دينار ( 18 إلى 20 درهم،) والسلاطة الذي قارب عتبة 200 دينار للكيلوغرام الواحد، أما القرعة والجزر واللفت فتراوحت أسعارها ما بين 60 إلى 80 دينار (7 و10 دراهم)، ويبقى سعر اللوبيا الخضراء يتراوح ما بين 250 و300 دينار (28 إلى 36 درهم) و” الجلبانة” بـ160 دج(19 درهم)، وحتى الفواكه لم تسلم من الارتفاع الجنوني، حيث انتقل سعر التمور إلى 650 دج (75 درهم) والبرتقال إلى 220 دج (27 درهم) والموز إلى 280 دج (35 درهم) دون الحديث عن التفاح الذي تجاوز 500 دج(60 درهم).
اعترف نائب رئيس جمعية وكلاء سوق الكاليتوس عمر غربي، في تصريح إعلامي بوجود ندرة غير مسبوقة في مادة البطاطا ، والتي ارتفعت أسعارها بسوق الجملة بالكاليتوس إلى 70 دج(8 دراهم) ، وذلك بسبب تراجع العرض، وأكد ارتفاعا في أسعار العديد من الخضر الأخرى على غرار الطماطم التي بلغت أسعارها أمس بأسواق الجملة 150 دج و”السلاطة” 150 دينار جزائري (17 درهم).