أصوات إسبانية تتهم الحكومة الإسبانية بالتحايل على القانون وعلى العدالة من أجل استضافة زعيم الانفصاليين مجرم الحرب الجزائري”ابن بطوش”
عبدالقادر كتــرة
اتهم الموقع الإخباري “أنفو مارويكوس”، الصادر باللغة الإسبانية، اليوم الثلاثاء 27 أبريل 2021، أن حكومة مدريد بالتحايل على القانون وعلى العدالة من أجل استضافة زعيم الانفصاليين مجرم الحرب المتابع من القضاء الاسباني المدعو ابراهيم غالي على التراب الإسباني.، باسم مزور وهوية جزائرية وجواز جزائري وضمانة رئيس الوزراء الاسباني .
واعتبر الموقع في مقال من توقيع الصحافي والكاتب سعيد جديدي تحت عنوان “فن مراوغة القانون والعدالة: المواطن بن بطوش”، أن دخول غالي إلى التراب الإسباني منتحلا هوية مواطن جزائري وبجواز سفر مزور رفقة فريق طبي أجنبي “لا يمكن أن يحدث دون اتفاق مسبق بين الحكومتين الاسبانية والجزائرية وهو ما يعد مؤامرة ضد العدالة الاسبانية”.
وأوضح جديدي أنه “بالإضافة إلى اسمه المستعار، دخل غالي إسبانيا بطائرة إسعاف جزائرية وفريق طبي تابع للجزائر وهو ما لا يمكن أن يحدث بدون تشاور وصفقات وحتى اتفاقات مسبقة مع السلطات المحلية بمدينة لوغرونيو”.
وتساءل الكاتب “كيف جرت هذه العملية ؟ “، مجيبا بسخرية بأن الأمر كان “لدواع إنسانية” لم يستفد منها، كارل بودجيمونت وزعماء انفصاليون آخرون في كاتالونيا رغم عدم ارتكابهم جرائم قتل وتعذيب واغتصاب”.
وأورد الموقع أن “الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حصل، بحسب معلومات موثوقة، على تأكيد وتعهد من رئيس الحكومة الإسبانية بحماية غالي من العدالة التي تلاحقه من أجل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.
وخلص المقال إلى أن “عملية بن بطوش” تمت بترتيب مسبق بين الجانبين على حساب القانون والعدالة، و”يبقى الآن معرفة مقابل ماذا ؟ “.
من جهته، أكد الخبير الجيو-سياسي الفرنسي، ايمريك شوبراد، أن قبول الحكومة الإسبانية بادخال زعيم انفصاليي “البوليساريو”، المدعو إبراهيم غالي، المتابع في إسبانيا على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مستشفى اسباني، يجعلها تواجه “فضيحة دولة حقيقية”.
وكتب الخبير الجيو-سياسي في تعليق على حسابه في “تويتر”، إن “الحكومة الإسبانية تواجه فضيحة دولة حقيقية : لقد هرب من العدالة الإسبانية، بتواطؤ مع الجزائر، منتحلا هوية مزورة “إبراهيم غالي المنتمي للبوليساريو”، موضوع مذكرة بحث إسبانية لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، أعمال التعذيب والاغتصاب”. وبحسب السيد شوبراد، فإنها “فضيحة دولة حقيقية !”.
من جهتها، قالت مجلة “أتالايار” الإسبانية المتخصصة في الشؤون المغاربية: “إن انفصاليي “البوليساريو” يمرون بـ “أوقات عصيبة” ولا يتمتعون فعليا “بأي دعم دولي”.
وأضافت المجلة الإسبانية في مقال نشرته، اليوم السبت، أن دخول زعيم الانفصاليين إلى المستشفى في إسبانيا بهوية وأوراق مزورة، هربا من العدالة الإسبانية، “يأتي في وقت صعب” بالنسبة لجبهة “البوليساريو” التي تعد منظمة انفصالية “لا تحظى عمليا بأي دعم دولي”.
وحسب مجلة “أتالايار”، فبالإضافة إلى ذلك، فإن الجمهورية الوهمية غير معترف بها لا من قبل إسبانيا ولا من طرف المجتمع الدولي، مسلطة الضوء بالمقابل على الانتصارات والمكاسب التي حققتها الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء.
وقال كاتب المقال “إن المغرب يقدم حلا عبارة عن حكم ذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو المقترح الذي يحظى بدعم أكبر على الساحة الدولية”، مشيرا إلى أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء “كان بمثابة نقطة تحول كبرى في هذا النزاع المفتعل”.
وتابعت الصحيفة ” وإضافة إلى ذلك، واعترافا بأهمية ومكانة المغرب، فتحت عدة دول قنصليات عامة في مدن الأقاليم الجنوبية للمملكة مثل الداخلة والعيون”.
وقالت مجلة “أتالايار” إن هذه الحقائق ” أعطت زخما إيجابيا كبيرا للمملكة المغربية”.
وتقدم ضحايا الأعمال الإجرامية المقترفة من طرف المدعو إبراهيم غالي، بشكوى أمام القضاء الإسباني لتفعيل مذكرة التوقيف الأوروبية الصادرة بحقه. ويطالب محاموهم بتحرك عمومي والرفع من مستوى التعاون من جانب الشرطة الإسبانية لاستجواب زعيم ميليشيات “البوليساريو” في المستشفى، ومن ثم اعتقاله بموجب مذكرة التوقيف.
وأعرب المغرب عن أسفه حيال موقف إسبانيا التي تستقبل على أراضيها زعيم ميليشيات “البوليساريو” الانفصالية، والمتابع على خلفية ارتكابه لجرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد عبرت في بيان لها عن “خيبة أمل” المغرب إزاء هذا “الموقف الذي يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار، والذي يهم قضية أساسية للشعب المغربي ولقواه الحية”.
وقد تم استدعاء السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته.