الجزائر: تصاعد حملة الاعتقالات التعسفية يثير غضب منظمات حقوقية… !!
بدر سنوسي
خرج الجزائريون، اليوم في الجمعة 115 من الحراك الشعبي، بمسيرات حاشدة في العاصمة ، للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام، كما رفعوا شعارات مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ومقاطعة الانتخابات… وعلى غرار الجمعات الماضية التي أعقبت الذكرى الثانية لانطلاق الحراك الشعبي، انطلقت مسيرات العاصمة وسط المدينة ، و بالضبط ممن مسجد الرحمة ، وسارت حشود المتظاهرين في اتجاه ساحة البريد المركزي، حيث يلتقي المتظاهرون، كما خرجت مظاهرات في عدد ولايات أخرى، و خاصة في مدن وهران وتلمسان و سيدي بلعباس و قسنطينة وعنابة وسكيكدة والمدية و الاغواط و غرداية والبويرة وتيزي وزو وبجاية ومستغانم، وفق ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إعلامية.
هدا وعبرت عدة جمعيات حقوقية ، عن قلقها من “تصعيد القمع الذي يستهدف جميع أصوات المعارضة والحراك”، وحثت الحكومة على “الوقف الفوري للمضايقات والاعتقالات التعسفية بحق النشطاء السلميين من الحراك والمجتمع السياسي والمدني والصحافيين”.
كما تفاعل حقوقيون ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر” للحملة الشرسة من الاعتقالات التي مست الحراكيين”. بعدما تم توقيف كل من الناشط السياسي الجزائري كريم طابو، الدي تم توقيفه، اول أمس، من قبل مصالح الأمن بمركز الشرطة بالعاصمة، و ايضا الناشط المعروف سليمان حميطوش قرب بيته، قبل ان يتم الافراج عنهما من طرف محكمة القطب الجزائي بوهران و وضعهما تحت الرقابة القضائية…
و في سياق الموضوع تضامن نشطاء حراك الجمعة 115 مع مسيرة الطلبة ليوم الثلاثاء الاخير ، بعدما منعت عناصر الأمن ، انطلاق مسيرتهم في وسط الجزائر العاصمة، وأوقفت عددا كبيرا من الطلبة الجامعيين،…. كما منعت الشرطة الصحفيين من تغطية الأحداث في ساحة وسط العاصمة التي كان من المفترض أن تنطلق منها مسيرة الطلبة، و أعلنت اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين ان توقيف الطلبة طال ايضا نشطاء مدينة وهران (غرب البلاد ) و مدينة بجاية (في الشرق).
و لتبرير الاعتقالات التعسفية التي و صلت الى حوالي 500 معتقل – حسب مصادر اعلامية محلية – ، اصدرت الحكومة الجزائرية بيانا في ختام اجتماع مجلس الحكومة ،ليوم الاربعاء الاخير، جاء فيه بأن “ممارسة الحريات النقابية حق مكرس دستوريا ومضمون قانونا”، غير أنها نبهت في الوقت نفسه إلى أن “الإفراط والتعسف في استغلاله لن تكون له إلا نتائج عكسية” وذلك في تعليق على قوة الحراك الشعبي، و الاحتجاجات النقابية التي تشهدها البلاد ، وبحسب ما جاء في البيان أن “الإصرار على اتباع هذا النهج المبالغ فيه- حسب ادعاءات الوزير الاول – لا يفهم منه إلا أنه يخدم أهدافا واضحة وإن كانت غير معلنة، ترمي إلى تعكير مناخ التغيير الذي شرعت فيه السلطات العمومية”.
و يرى مراقبون ان الامور تزداد تعقيدا في الجزائر بسبب تصاعد حملات الاعتقالات التعسفية، بل ان هناك تخوفات من انفجار الاوضاع في اية لحظة، في ظل الضائقة الاقتصادية التي تمر منها البلاد، نتيجة لانخفاض أسعار النفط إلى ادنى مستوى، و كدا لجوء الدولة الى القمع العنيف لأصوات المعارضة في جميع أنحاء البلاد….