“بن بطوش” المدعو “غالي” زعيم مرتزقة “بوليساريو” مَدْعوٌ للمثول غدا أمام القضاء الإسباني في قضية اختطاف وتعذيب
عبدالقادر كتــرة
من المنتظر أن يمثل زعيم انفصاليي “البوليساريو”، “محمد بن بطوش” الملقب ب”إبراهيم غالي”، الموجود حاليا في مستشفى في لوغرونيو بإسبانيا، أمام القضاء الاسباني، غدا الأربعاء 5 ماي 2021، في قضية تتعلق بالاختطاف والتعذيب.
وأكدت مصادر قضائية في مدريد كما نقلت ذلك وسائل الإعلام الإسبانية، أن استدعاء إبراهيم غالي للمثول أمام المحاكم الإسبانية، جاء بعد شكاية قدمها فاضل بريكة، الذي قبلت المحاكم الإسبانية شكايته في أبريل الماضي، ضد زعيم الانفصاليين بالمسؤولية عن اختطافه خلال الفترة من 18 يونيو 2009 إلى 10 نونبر من العام نفسه.
وقال بريكة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “لقد تم اختطافي قرابة خمسة أشهر وتعرضت للتعذيب في سجون مخيمات تندوف لسبب بسيط هو أنني طالبت بالكشف عن مصير أحمد خالد الذي اختطف من قبل المخابرات الجزائرية منذ يناير 2009”.
وأضاف فاضل بريكة “لقد نددت أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي بتجنيد الأطفال من قبل جبهة “بوليساريو” وأعمال العنف التي يرتكبها قادتها”.
وقال “من خلال هذه الشكاية ومثول هذا المجرم وغيره من قادة “البوليساريو” أمام القضاء، أطالب بتحقيق العدالة لجميع ضحايا فظائع “البوليساريو””.
ونظمت مجموعة من الفعاليات الجمعوية بمدينة خيرونا والمنطقة ( جهة كتالونيا ) مساء يوم الجمعة 30 أبريل 2021، وقفة احتجاجية أمام مقر مندوبية الحكومة الإسبانية من أجل المطالبة باعتقال المدعو إبراهيم غالي زعيم ميليشيات البوليساريو الذي أدخل إلى مستشفى إسباني بهوية جزائرية مزورة ومحاكمته على الجرائم التي اقترفها في حق العديد من الضحايا المغاربة والإسبان .
وطالبت المنظمة الإيطالية-المغربية لحقوق الإنسان الحكومة الإسبانية باتخاذ الإجراءات القانونية واعتقال المدعو ابراهيم غالي، المطلوب للعدالة الإسبانية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وذكرت المنظمة، في بيان لها، بأن المدعو غالي أدخل مستشفى سان بيدرو في شمال إسبانيا بجواز سفر جزائري مزور ومستترا في هوية مواطن جزائري يدعى محمد بن بطوش، وذلك هربا من العدالة الإسبانية لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، الإبادة الجماعية والتعذيب والاختفاء القسري والاغتصاب.
وعبرت البوابة الإخبارية الإيطالية “إنسايد أوفر” عن سخطها لقيام إسبانيا بحماية زعيم انفصاليي البوليساريو المتابع قضائيا من أجل ارتكاب جرائم شنيعة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ، واعتبرت هذه القضية “غريبة ” .
ونشرت البوابة مقالا حول فضيحة الدولة في إسبانيا المتمثلة في استقبالها للمدعو إبراهيم غالي بهوية مزورة وبأوراق جزائرية مزورة من أجل الإفلات من العدالة الإسبانية، وأشارت إلى حدوث خصومة دبلوماسية بين الرباط ومدريد بسبب ذلك.
وطالبت هذه المنظمة الحكومة الإسبانية بإحالة المدعو إبراهيم غالي على المحكمة الوطنية، التي تطالب بمثوله لمحاكمته على “الجرائم ضد الإنسانية المنسوبة إليه وتحقيق العدالة للضحايا”.
واعتبر الخبير السياسي، مصطفى الطوسة “أن خضوع زعيم انفصاليي “البوليساريو”، إبراهيم غالي، للعلاج في إسبانيا، بهوية جزائرية، يندرج في خانة الأحداث التي تحيل على منعطف أو تسارع في عجلة التاريخ، أو بالأحرى نهاية حقبة.”
وذكر السيد الطوسة، في مقال تحليلي بعنوان “البوليساريو، نهاية حقبة”، أن إبراهيم غالي أدخل المستشفى في إسبانيا مستترا في هوية مواطن جزائري اسمه محمد بن بطوش، وذلك “حتما قصد التهرب” من شكاية اغتصاب تعود للعام 2010 قدمت في حقه من قبل جمعيات حقوقية وشابة صحراوية تنحدر من المخيمات، والمسماة خديجتو محمود.
وطرح الخبير السياسي سؤالا يقض مضجع العسكر الجزائري، هل سينتهي الأمر بزعيم “البوليساريو” أمام المحاكم الإسبانية بتهمة الاغتصاب والتعذيب ؟ مضيفا أن ذلك “سيشكل الذروة والنهاية المدوية لحياة مرتزق مأجور من طرف الجزائر”.
واعتبر الخبير البيروفي في العلاقات الدولية، ريكاردو سانتشيز سيرا، أن استضافة إسبانيا بشكل سري لزعيم الانفصاليين المدعو ابراهيم غالي قد تضر بـ”علاقات الصداقة والتعاون الجيدة” بين الرباط ومدريد، وأشار إلى أن النظام العسكري الجزائري يحاول دائما خلق “اضطراب” في العلاقات المغربية الإسبانية.
وقال سانتشيز سيرا، في مقال نشر بيومية “لاراثون” البيروفية واسعة الانتشار، إن استضافة “إسبانيا (للمدعو غالي) بشكل سري في ازدراء لقوانينها الخاصة والقانون الدولي يُنظر إليها على أنها عمل عدائي حقيقي تجاه المغرب، ويمكن أن تعرض للخطر علاقات الصداقة والتعاون الجيدة التي تجمع” البلدين، لافتا إلى أن زعيم الانفصاليين يعد “أحد أخطر مجرمي “البوليساريو” ويواجه تهما بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية والقتل والاغتصاب والاختطاف وغيرها من الجرائم”.
وصدرت مذكرة توقيف في حق المسمى إبراهيم غالي من قبل السلطات الإسبانية في العام 2008، وفي العام 2013 وجهت إليه المحاكم الإسبانية لائحة اتهام طويلة: الاغتصاب والتعذيب والإبادة الجماعية والاختطاف..