الشرطة الإسبانية تؤكد أن “غالي” زعيم عصابة “بوليساريو” دخل إسبانيا بطريقة غير شرعية وموجود فعلا في مستشفى لوغورنيو بوثائق مزورة
عبدالقادر كتــرة
أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية “أرانتشا غونزاليس لايا” أن استقبال بلادها للأمين العام لجبهة “بوليساريو” “ابراهيم غالي” (الحامل لجواز سفر جزائري باسم محمد بن بطوش) والذي أثار “سخط” المغرب لم يؤثر على العلاقات بين البلدين موضحة أنها قدّمت للرباط “التفسيرات المناسبة” .
وقالت “غونزاليس لايا” في مؤتمر صحافي الثلاثاء 4 ماي 2021: “إن إسبانيا قدمت للمغرب التفسيرات المناسبة حول الظروف التي أدت إلى استقبال غالي في إسبانيا ولأسباب إنسانية بحتة”، وأضافت “لايا” أن القضاء إن أراد مثول “غالي” فسيمثل أمامه لأن الحكومة الإسبانية لا تتدخل في استقلالية عمل القضاء.
وتابعت وزيرة الخارجية الإسبانية أنه بمجرد زوال الأسباب الإنسانية التي دفعت مدريد لاستقبال “غالي” فإن هذا الأخير سيغادر البلاد، مشددة في ذات الوقت على الصداقة والتعاون والشراكة الوثيقة بين إسبانيا والمغرب واصفة العلاقات بالاستراتيجية التي لن تتغير، وكان القضاء الإسباني قد استدعى غالي للمثول أمامه اليوم وذلك في إطار شكوى تقدّم بها المعارض السياسي لقيادة “بوليساريو” فاضل بريكة الذي يحمل الجنسية الإسبانية.
عناصر الشرطة الاسبانية انتقلت إلى مستشفى “لوكرونيو” وتحققت من هوية “محمد بن بطوش الحامل للجنسية الجزائرية وجواز سفر جزائري، بناء على طلب من القضاء الاسباني، وتأكدت أن الشخص المعني هو “إبراهيم غالي” الموجود فعلا في مستشفى لوغورنيو بوثائق مزورة، ولكنه ليس في وضع يسمح له بحضور جلسة الاستماع، يوم الجمعة 7 ماي 2021، لأنه مازال تحت جهاز التنفس.
وقدم الأطباء للشرطة ملف دخوله وآخر تقرير طبي أنجز اليوم، بالإضافة إلى وثيقة الخروج من المستشفى، وتأكد أنه أدخل إلى هذا المستشفى دون أي وثيقة هوية ورافقه طبيب جزائري قدم وثيقة مكتوبة بالفرنسية تبين فيها الهوية الجزائرية المزيفة المزعومة.
وأبلغت الشرطة قاضي المحكمة الوطنية “سانتياغو بيدراز”، حسب جريدة “لارازون” الاسبانية، أن زعيم جبهة “بوليساريو”، المجرم إبراهيم غالي، سيكون يوم الجمعة المقبل في مستشفى “سان بيدرو دي لوغرونيو”، لكنه لن يكون في وضع يسمح له بالتصريح بأقواله لأن “حالته العقلية لن تكون كافية” إلا بعد أيام قليلة من فترة إعادة التأهيل حيث لا يزال على التنفس المساعد.
وتعتزم وحدة الشرطة إرسال تقرير شامل إلى القاضي، عن الحالة الصحية للمجرم غالي، غدًا، يمكنه من اتخاذ قرار ما إذا كان سيؤجل الاستدعاء إلى حين يسمح وضع المجرم محمد بن بطوش الجزائري المدعو “إبراهيم غالي” بالمثول أمامه للإدلاء بأقواله، في جلسة كانت مقررة يوم الجمعة المقبل.
وكان الفاضل بريكة والذي يحمل الجنسية الإسبانية قد أطلق سراحه من سجن “بوليساريو”، تقدم بشكاية يشرح فيها ما عاناه هو واثنان من المدونين الآخرين، وهما محمود زيدان ومولاي أبا بوزيد، من “انتهاكات جسدية ونفسية فظيعة لجرأته على التنديد بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وانتهاكات وفساد قادة الانفصاليين واستغلالهم لبؤس محتجزي المخيمات لخدمة مصالحهم الشخصية “.
“النشطاء الثلاثة المؤيدين للديمقراطية اختطفهم مسلحون من البوليساريو لسبب بسيط، لأنهم أدانوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت بحق سكان مخيمات تندوف”.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الاسبانية EFE قد أعلنت أن قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية في مدريد، أمر بالتحقق من هوية المجرم ابراهيم غالي الذي يخضع للعلاج في مستشفى لوغرونيو.
وسبق لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ذكرت، الاثنين 3 ماي 2021، أنه قد علم لدى أحد المشتكين أن زعيم البوليساريو الموجود حاليا في مستشفى في لوغرونيو بإسبانيا، قد استدعي للمثول أمام القضاء الإسباني، يوم الأربعاء 5ماي 2021، في قضية تتعلق بالاختطاف والتعذيب.
وأضافت أن مصادر قضائية في مدريد أكدت كما “نقلت ذلك وسائل الإعلام الإسبانية، أن استدعاء إبراهيم غالي للمثول أمام المحاكم الإسبانية، جاء بعد شكاية قدمها فاضل بريكة”.
ويتهم الناشط الصحراوي فاضل بريكة، الذي قبلت المحاكم الإسبانية شكايته أبريل الماضي، زعيم الانفصاليين بالمسؤولية عن اختطافه خلال الفترة من 18 يونيو 2009 إلى 10 نونبر من العام نفسه.
وقال محام مغربي مقيم في إسبانيا إن زعيم البوليساريو سيتحجج بـ”الوضع الصحي المتدهور” لتفادي المثول أمام القضاء الإسباني، وذلك بالنظر إلى التهم الثقيلة التي تواجهه، وتتطلب يوما أو يومين على الأقل قصد مساءلته على جرائمه.
وأكد المحامي المغربي، في تصريح لهسبريس، أنه “لا توجد أي مراقبة أمنية على المستشفى الذي يتواجد فيه إبراهيم غالي، وبالتالي يمكن تهريبه من قبل المخابرات الجزائرية كما تم إدخاله بوثائق مزورة وهوية مزيفة”.
ونفت عصابة “بوليساريو” على لسان ما يسمى “سفيرها بالجزائر”، عبد القادر طالب عمر، أن يكون إبراهيم غالي تلقى أي استدعاء للتحقيق معه، مشيرا إلى أن هذه الرواية “غير صحيحة وموجهة إلى الاستهلاك الإعلامي”، بتعبيره.