النظام العسكري الجزائري يخطط لتصفية “بن بطوش” قبل فاتح يونيو لتفادي محاكمته التي هي محاكمة مهينة للمخابرات الجزائرية
عبدالقادر كتــرة
بعد انتكاسة النظام العسكري الجزائري الدبلوماسية والسياسية وفشله في الدفاع عن أطروحته المشروخة لجمهورية تندوف وفضيحة تهريب الجزائري المجرم زعيم ميليشيات مرتزقة “بوليساريو” المتابع قضائيا “محمد بن بطوش” المدعو “إبراهيم غالي” بجواز سفر جزائري إلى إسبانيا للعلاج من سرطان الكبد وفيروس كورونا، تبحث المخابرات الجزائرية للتخلص من هذه الورطة بتصفيته قبل الفاتح يونيو لتفادي مثوله أمام القضاء الاسباني للمسائلة عن التهم الخطيرة الموجهة له.
وتعيش المخيمات وقيادة المرتزقة على وقع الاختلاف حول تجهيز الاسم الذي سيخلف الجزائري :”بن بطوش المدعو “إبراهيم غالي” الذي تتضارب الأنباء حول وضعه الصحي، فقيادة “بوليساريو” تقول أن وضعه مستقر وأنه بدأ الاستجابة لبرنامج العلاج، وأنه خرج من مرحلة الحرج، ودخل مرحلة النقاهة، بينما الإعلام الإسباني وبعد حادث استدعاءه من طرف القضاء الإسباني، فقد نشر أن المجرم “بن بطوش” في وضع جد حرج وأنه لا يستطيع الكلام وأن نسب نجاته من المرض قد تكون ضعيفة هذه المرة.
قياديو المرتزقة الموجودون في الرابوني، حسب موقع إعلامي دعائي تابع ل”بوليساريو”، يناقشون أمر رفض مقترح لتصفية “بن بطوش” بأسلوب طبي، أي أن الالنظام العسكري الجزائري يسعى للطلب من الأطقم الطبية عدم الاجتهاد في علاجه، وترك وضعه الصحي يتعقد، حتى لا يتمكن القضاء الإسباني من استدعاءه وإهانة النظام الجزائري، الذي أدخله إلى التراب الإسباني بهوية مزورة، وتمكين الرجل من الموت الرحيم…
الأمر الثاني، حسب نفس المصدر، قيادة الجبهة الانفصالية بدأت تقتنع بعدم جدوى المواجهة العسكرية مع المغرب في ظل عدم التكافؤ العسكري، وفي ظل ارتفاع حصيلة قتلى و أسرى المرتزقة ، الأمر الذي تراه المخابرات الجزائرية محاولة من قادة الرابوني لتخريب المشروع الكبير للنظام الجزائري الذي يبني أهدافه على إرهاق المغرب عسكريا والترويج للحرب، لإجهاض مشروع الأنبوب النيجيري الأوروبي، ودفع المستثمرين الأمريكيين والأوروبيين إلى الاعتقاد أن المنطقة غير آمنة ثم التخلي عنه أو تغيير مساره إلى التراب الجزائري، وأيضا تغيير مسار الخط التجاري البري المار عبر الكركرات إلى الخط البحري الجزائري الموريتاني بعد فشل الخط البري الجزائري الموريتاني.
مصادر أخرى أشارت إلى أنه بعد نجاح خطة الجنرالات في التخلص من “إبراهيم بن بطوش” بإرساله إلى إسبانيا بهوية مزورة لتوريطها سياسياً مع المغرب وقانونياً في حال وفاة زعيم التنظيم الانفصالي فوق أراضيها وهو بهوية مزورة، رفضت الجزائر إعادة بن بطوش الى البلاد.
وحسب تسريب توصلت به الجريدة الإلكترونية “الجزائر تايمز” طلبت الحكومة الإسبانية عن طريق سفيرها في الجزائر بإرسال طائرة لإعادته الى مستشفى عين النعجة بعد تحسن حالته حسب تقرير المستشفى والحقيقة أن خبراء في القانون الدولي نصحوا حكومة “بيدرو شانشيز” بالتخلص من “بن بطوش” لأن وضعيته القانونية في حال وفاته ستشكل مشكلة حقيقية للدولة الإسبانية.
في حين يستعد النظام الجزائري بعد التخلص من “إبراهيم غالي”، وتعويضه بزعيم جديد مقرب من حاكم الجزائر الجديد بوال الأركان شنقريحة، بعدما أصبح “غالي” مطلوباً للعدالة الأوربية، ويعاني مرض السرطان القاتل.
أصوات أخرى صحراوية تعالت ونددت بالنظام العسكري الجزائري واصفة إياه بالغادر والخائن لجبهة البوليساريو حين سلمت قائدها إلى إسبانيا، وهي تعلم أكثر من غيرها ما ينتظره على ترابها، والمخاطر القانونية المترتبة عن تواجده بإسبانيا، وليس خفيا كم الشكاوى المقدمة في حق “إبراهيم غالي” أمام القضاء الاسباني.
وتساءل منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف ب”فورساتين” :”فلماذا تغامر الجزائر ببعثه الى الدولة الوحيدة التي يقصدها الصحراويون ؟، هل الجزائر غبية لتتناسى تلك القضايا التي تواجه قائد صنيعتها ؟، ثم أليس الأدعى توخي الحذر ، وتجنب الشك ولو كان ضئيلا، وتفادي إرسال ابراهيم غالي الى اسبانيا ، ولو من باب سد الذرائع ، فكيف والجزائر تعرف أن مجرد تواجده بإسبانيا سيجر عليه متابعات قضائية ، واحتمال اعتقاله ؟. هل الجزائر لا تعرف ذلك ؟، هل كانت قادرة على إرساله إلى أماكن أخرى في العالم الفسيح ؟. ألم تكن تستطيع أن ترسله بهوية مزورة الى دول أخرى دون أن ينكشف أمره ؟.
وكان جوابه : “نعم كانت تستطيع ، ونعم كانت تعرف ما ينتظر “إبراهيم غالي” في إسبانيا ، ونعم تعمدت إرساله بالضبط الى اسبانيا .
نقدم لكم مساعدة أخيرة، فتشوا في الماضي واقرؤوا التاريخ ، حتى تستشفوا منه الدروس، فالتاريخ لا يكذب. ولكم في التاريخ موعظة.
التاريخ يخبركم بمن خان الصحراويين، ومن تاجر بهم، ومن صنع القيادة وجعلها على رؤوسكم ، ومن أطلق لها العنان، ومن منع الصحراويين من تقرير مصيرهم ، وحرمهم من أبسط الحقوق الكونية.
القراءة في التاريخ ستساعدكم لتعرفوا لماذا سلمت الجزائر زعيمكم . فالقيادة لعبة، والقادة كراكيز بيدها، تقدم هذا وتؤخر ذاك ، تمنح هذا وتمنع ذاك، تنصب هذا وتزيح ذاك.”