ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: (طيوفيل-جان-دولاي) (1896-1970) -الحلقة 113
بدر المقري
لَوِ استَفْرَغْنا الوُسْعَ في موضوع (صُوَرِ مدينة وجدة في الفنون التشكيلية الغربية إِبانَ المرحلة الكولونيالية) لَكانَتِ الحصيلة كتاباً يُوَثقُ الصورة النمطية للشرق في خيالِ الغرب. والقصد إلى أن الغرب يعتبر كل ما كان خارجَهُ، أي مُتميزاً عنه، شرقاً. فَلَيْسَتِ الجغرافيا هي التي تحددُ الشرقَ، بل الثقافة والحضارة والتراث. وَ أَجْدِرْ بالمفكر الفلسطيني (إِدْواردْ سعيد)(1935-2003) أن يختصر تلك الصورة النمطية في المُعادلة الآتية:
(الشرقُ الذي يَصْنَعُهُ الغربُ).
وَلا نزال نَقِفُ منذ 31 عاماً على أصداء مدينة وجدة في الفنون التشكيلية الغربية إِبانَ المرحلة الكولونيالية خاصةً، مما يُحَفزنا على تجديد النداء لِمَنْ يَعْنيهِمُ الأمر كَيْ يتعاونوا على اقْتِناءِ أصولِ الأعمال الفنية التشكيلية التي خُصتْ بمدينة وجدة والتي تُعْرَضُ في مختلف الأروقة العالمية أو تُباعُ في المزادِ العَلَنِي.
و من نماذج مَنِ اهتموا بِبعض معالم وجدة التاريخية، Théophile-Jean Delaye (1896-1970) الذي جمع ما بين مهامه العسكرية الكولونيالية و بُحوثه الخاصة بِجُغرافيا المغرب و رُسوماتِهِ. و نُقَدمُ في هذه الحلقة من سلسلة (ذاكرة وجدة المعرفية) رَسْماً خاصاً بِبابِ سيدي عبد الوهاب من الخارج، أَنْجَزَهُ سنة 1939.