الصهاينة يُقتلون أبناء الشعب الفلسطيني، وبعض أشباه “المثقفين العرب يُثبطون همم المقاومة، وفايسبوك تُكمم الأفواه، وتمنع أي فضح لآلة القتل الصهيونية..
المختار عويدي
قبل أربعة أيام من الآن تحديداً، صادفت على فايسبوك تدوينة لأحد مرتزقة المهرجانات السينمائية، من مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان في الصالونات، تهاجم المقاومة الفلسطينية، وتبخس دورها في مواجهة المحتل الصهيوني، وتسْخر من قدراتها العسكرية، بل وتنعت معتقداتها (الدينية) “بالبذيئة”. وتطاولت حتى على من يتضامنون مع الشعب والمقاومة الفلسطينية، واصفة إياهم “بالرعاع”. داعية ومبشرة “بالحوار” مع الصهاينة القتلة، يقوم به “أصحاب العقول”. وذلك بدعوى الحفاظ على أرواح الفلسطينيين.
وهو ما دفعني إلى التعليق على التدوينة، بكل لباقة ولياقة. مبرزا غطرسة العدو الصهيوني، الذي بشر مثقف الصالونات بالحوار معه، وموضحاً نهجه الدموي الإستيطاني. ما يجعله طرفاً لا يصلح لا للسلام ولا للحوار، بل عدوا لا يفهم سوى لغة المواجهة والمقاومة.
الغريب في الأمر، أنه لم تمر سوى دقيقة واحدة على نشر التعليق تحت تدوينة “مناضل الحقوق”، حتى كانت إدارة فايسبوك قد حذفته، بدعوى أنه يدعو إلى الكراهية، وعاقبتني بعدم النشر أو التعليق لمدة 24 ساعة.
حقاً لقد كان قرار إدارة فايسبوك مؤلماً، لا لشيء سوى لأنه أشعرني بتكميم فاضح من طرفها، لفم كل من يجرؤ على انتقاد الآلة الصهيونية.
انتظرت انتهاء مدة العقوبة على أحر من الجمر، ثم عاودت التعليق على تدوينة المثقف المتصهين “مناضل الحقوق”، منتقدا بشدة الآلة الصهيونية التي ينتصب صاحبنا للدفاع عن أطروحاتها. وحرصت هذه المرة على أن أعبر عن رأيي، من دون أن يكون في تعليقي أي لفظ يمكن أن يتم إساءة فهمه أو تأويله، أو الإدعاء أن فيه أثراً للكراهية أو لغيرها.
لكن ومع ذلك، كم كانت صدمتي كبيرة أيضا بعدما قامت إدارة فايسبوك مرة أخرى، بحذف التعليق، بعد دقيقة واحدة فقط من نشره، بدعوى أنه يحث على الكراهية، وعاقبتني هذه المرة بحرماني من أي نشر أو تعليق أو تشيير لمدة ثلاثة أيام.
أدركت لحظتها بما لا يدع مجالا للشك، بأن هذه الشبكة الإجتماعية متصهينة حتى النخاع، وليست أبداً مستقلة أو محايدة. وهي تمارس سياسة تكميم الأفواه بأبشع الطرق، في حق كل من يعبر عن رأيه، بشأن ما تفعله وترتكبه آلة العدوان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، من قمع واستيطان وتهجير وتقتيل واحتلال…
ها قد انتهت عقوبة توقيف حسابي في هذه اللحظة. ولست طامعا أن يسمح حتى لهذه التدوينة، التي هي عبارة عن إخبار عادي بالنشر من دون أن تطالها آلة الحذف والتكميم.