عسكر الجزائر يقتل منقبين موريتانيين وحكام موريتانيا يحملون المسؤولية لضحاياهم العزّل بدل المجرمين المسلحين
عبدالقادر كتــرة
أقدم عسكر النظام الجزائري صباح الأحد 16 ماي 2021 ، على قتل مواطن موريتاني كان ضمن مجموعة تمارس التنقيب عن الذهب داخل منطقة حدودية صحراوية مفتوحة بين موريتانيا والجزائر .
وأكدت مصادر المنقبين أن الموريتاني القتيل كان داخل سيارة رباعية الدفع أُمطرت بالرصاص الحيّ من طرف كتيبة من الجيش الجزائري.
وأعلن بيان مشترك صادر عن وزارات الخارجية والدفاع والداخلية، في موريتانيا، أن منقبا موريتانيا عن الذهب لقي حتفه وجرح آخر جراء قصف الجيش الجزائري لقافلة من المنقبين عبرت الحدود إلى داخل التراب الجزائري.
وقال البيان إن الحكومة الموريتانية تلقت للتو معلومات عن حادثة وقعت في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد 16 ماي 2021، على الحدود الموريتانية الجزائرية، الجانب الجزائري، إثر عبور موكب لمنقبين عن الذهب يتألف من ست سيارات الحدود باتجاه الجزائر.
وأضاف البيان أن الجيش الجزائري، بعد قيامه بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية ومواصلة الموكب التقدم ، قام بتعطيل أربع من هذه المركبات فيما تمكنت مركبتان من العودة نحو الحدود الموريتانية، مما تسبب في إصابة شخصين ، توفي أحدهما متأثرا بجراحه فيما بعد.
وأشار البيان إلى أن المصاب الثاني يخضع حاليا للعلاج في الجزائر، وحياته ليست في خطر، أما الشخص الثالث فقد خرج سالما، وسيُسلم لقائد المنطقة العسكرية الثانية بعد غد على هامش اجتماع بين السلطات العسكرية في المنطقة.
ودعا البيان جميع المواطنين إلى ضرورة تجنب المناطق الحدودية، التي غالبًا ما تكون مناطق عسكرية حساسة، وأن يحرصوا قبل كل شيء على البقاء في دائرة التراب الوطني.
العسكر الجزائري اعتاد على قتل الصحراويين العزّل بدم بارد ، عمدا وعن سابق إصرار، دون حساب ولا عقاب حيث سبق أن تعرض، بداية هذا الشهر، مجموعة من الشباب الصحراوي بينهم موريتانيون من المنقبين عن الذهب لوابل من الرصاص قرب مخيم الداخلة، نتج عنه مقتل اثنين وجرح آخر، ومن بين القتلى شاب يسمى “أبة سعيد أحمد سالم الرگيبي”، وهو صحراوي من مخيمات تندوف من قاطني مخيم الداخلة.
الجيش الجزائري لم يمهل الشباب، ولم يوجه لهم تحذيرا مسبقا، أو يبعث من يعترض سبيلهم ويستفسر عن هوياتهم أو يعتقلهم، وحتى حين قرر عناصر الجيش الجزائري إطلاق النيران صوب سيارات الشباب، لم يحاولوا إخافتهم أو ثنيهم عن التقدم ، وتبين ما إن كانوا مدنيين أو مهربين، بل تعمدوا إصابة العربات بشكل مباشر، وفي أماكن تواجد الركاب، ما يفشي النية المبيتة لتصفيتهم دون رحمة، وهو أمر يتنافى والضوابط المعمول بها في مثل هذه الحالات .
وسبق أن أقدم العسكر الجزائري بتندوف على قتل “محمد ولد محمود ولد لغضف ولد سيدي محمد” المنتمي إلى قبيلة ولاد بوسبع وهو أحد عناصر “بوليساريو”، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، صباح يوم الأحد 07 مارس 2021، متأثرا بجروح أصيب بها على مستوى الرأس والبطن نجمت عن أعيرة نارية أطلقتها عليه الخميس الماضي، عناصر من الجيش الجزائري على مستوى المنطقة العسكرية الواقعة قرب الرابوني بمخيمات تندوف لمجرد انه كان ينقل كمية من “الكازوار” بغرض بيعها للرحل .
هذه الجريمة الجديدة في حق الصحراويين المحتجزين بمخيمات الذل والعار بتندوف بالجزائر، المرتكبة من طرف الجيش الجزائري، تم تمريرها، كما هي العادة، تحت غطاء الصمت المذل لقيادة “جمهورية تندوف”، حسب موقع إلكتروني دعائي موال ل”بوليساريو”
هذا الحادث الجديد ينضاف إلى حوادث أخرى لا تقل خطورة ضد ساكنة مخيمات تندوف، سواء في الخيم أو في المعتقلات، إذ في واقعة وحشية وجد خطيرة وصفها موقع إلكتروني جزائري معارض بجرائم التنظيم الارهابي “داعش”، بعد أن أقدم العسكر الجزائري، بعد زوال يوم الاثنين 19 أكتوبر 2020، على قتل شابين صحراويين، حرقا داخل بئر، حيث كانا الضحيتان ضمن مجموعة من المنقبين الصحراويين عن الذهب شرق ما يسمى ب”مخيم الداخلة” بمخيمات الذل والعار.
واستنادا إلى أخبرا واردة من المخيمات والتسجيلات الصوتية التي تم تداولها على تطبيق الواتساب، قامت دورية لمن عناصر من النظام العسكري الجزائري بمطاردة المنقبين، الأمر الذي دفع غالبيتهم إلى الفرار خوفا من بطش ووحشية هؤلاء العسكر.
وفي الوقت الذي تمكن مرافق الضحيتين الذي كان في أعلى البئر من الهروب، اختبأ الضحيتان اللذان في أحد الآبار…، أقدمت عناصر النظام العسكري الجزائري، وبدافع الغل وبدون رحمة ولا شفقة ودون أي وازع ديني ولا أخلاقي ولا انساني، ودون انتظار خروجهما من البئر، حسب نفس المصادر، على اشعال النار بغطاء ورمته داخل البئر ثم سكبت عليه البنزين ليلفظ الشابان أنفاسهما حرقا، بعد أن التهمت ألسنة النيران جسديهما وخنقت الأدخنة أنفاسهما، وحولتهما إلى ركام من الفحم.
القتيلان من ساكنة ما يسمى ب”مخيم العيون،” بمخيمات الصحراويين المحتجزين تندوف، ماتا شهيدا لقمة العيش، ونتيجة رعونة الجيش الجزائري، الذي لا يعرف شفقة ولا رحمة ولا يعترف بحقوق الانسان ولا بالحق في العيش الكريم ولا بالحرية في التحرك حيث حول تلك المخيمات المحاصرة إلى أكبر سجن في العالم، عقاب كل من حاول الفرار القتل بشتى الطرق.
وعاشت مخيمات اللاجئين الصحراويين بمخيمات الذل والعار بتندوف، يوم الأحد 17 ماي 2020، حالة من الاستنفار الاستثنائي، بعدما تدخل مسلحي ميلشيات “بوليساريو” لإفشال عملية فرار جماعي لمجموعة من عناصره، محسوبين على الناحية العسكرية السابعة.
وحسب رواية أحد رفاق الفارين فإن الأمر كان يتعلق بكتيبة كاملة، التي اتفق أفرادها على هذه الخطوة الخطيرة بعدما وصل بهم الإحساس باليأس والظلم والإهمال من طرف القادة، خصوصا وسط فئة المقاتلين البسطاء، بالإضافة إلى الظروف السيئة جدا لأداء المهام، وضعف الراتب الشهري وتسلط قادة النواحي العسكرية لجمهورية تندوف.
وقد تمكنت وحدات من ميليشيات “بوليساريو”، بعد توصلها بمعلومات عن تخطيط كتيبة كاملة للقيام بعملية هروب جماعي باتجاه الجدار الأمني بالصحراء المغربية، فاستعملت الرصاص الحي لتوقيف الفارين، فأردت أحد العناصر “السالك حراري” صريعا في عين المكان، فيما أصيب عنصران آخران في أنحاء مختلف من جسديهما، قبل اقتادتهما إلى مكان مجهول للاستنطاق.
وسبق أن أورد منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المعروف اختصارا بـ”فورساتين” خبر مقتل شخصين صحراويين برصاص عناصر الجيش الجزائري، على بمنطقة تسمى “وديان تطرات” الفاصلة بين الحدود الجزائرية والموريتانية، وذلك خلال كمين نصبه لشاحنتين كبيرتين وسيارتين من نوع الدفع الرباعي كانت تقل عددا من الصحراويين من ساكنة مخيمات جمهورية تندوف.
وقد تمكن ثلاثة ممن كانوا على متن العربات المستهدفة من الوصل إلى المخيمات أحدهم يعاني من إصابة بليغة، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
وقد أثار الحادث الخطير، حسب نفس المنتدى، استنكارا واسع النطاق داخل المخيمات، الذي يدخل في إطار الحملة الشرسة التي تقودها الجزائر على أبناء المخيمات الذين عانوا في السنوات الأخيرة من تزايد التضييق عليهم حد إعطاء الأوامر للجيش الجزائري باتفاق مع قيادة “بوليساريو” بعدم التهاون في إطلاق النار على أي شخص يحاول التسلل خارج المخيمات تحت ذريعة الدواعي الأمنية واستفحال الإرهاب والتهريب بالمنطقة، في الوقت الذي يراه سكان المخيمات إجراء جزائريا لمنع عودة أبناء المخيمات إلى المغرب، والحد من الهجرة البشرية التي أصبحت تهدد المخيمات بالاندثار.