النظام العسكري الجزائري ومزابله الإعلامية: “شهود كلاب” أو “كلاب شهود”
عبدالقادر كتــر ة
كانت هناك قرية امتاز أهلها بالكذب وشهادة الزور والخسة. ويقال أنه تزوج رجل امرأة سراً وكان زواجاً شرعيا عند شيخ وبحضور شاهدين..! وبعد فترة اختلف الزوجان وطردها الزوج من المنزل وسلبها حقوقها فذهبت للقاضي مشتكية٠
وقالت: “تزوجني زواجاً شرعياً ويشهد بذلك فلان وفلان”٠
طلب القاضي حضور الزوج والشاهدين فأنكر الزوج والشاهدين معرفتهم بهذه المرأة أو أنهم رأوها سابقا٠نظر القاضي للشاهدين جيدا وللزوجة ايضا وسألها: “هل عند زوجك كلاب.!”
أجابت: “نعم”. قال: “هل تقبلين بشهادة الكلاب وحكمهم؟”. قالت: “نعم”.
قال: “خذوها فإن نبحت الكلاب عليها فهي تكذب وان رحبت بها فهي صاحبة الدار٠”
ارتبك الشاهدان واصفرت وجوههم. فقال القاضي: “اجلدوهم فإنهم يكذبون٠”
الخلاصة: “يا أعزائي بئس القرى التي كلابها أصدق من أهلها. ”
وجاء في نصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن علامات المنافق، أولهما قوله: “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”. والنص الآخر: “أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدَعها: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر”.
مناسبة سرد الحكاية والتذكير بنصي الحديثين النبويين الشريفين هو ما يمارسه النظام العسكري الجزائري الخبيث ومزابله الإعلامية الرسمية وغير الرسمية المسموعة والمكتوبة والمرئية، من سلوك مريض مصاب باسكيزوفرينيا تجاه المملكة المغربية الشريفة، من كذب وبهتان واختلاق وتلفيق وتزوير.
إذا كان من الصعب أن تجتمع آيات المنافق الثلاث أو الأربع في شخص واحد، فقد اجتمعت في النظام العسكري الجزائري المريض والحاقد والحاسد وحاشيته العاملة في مزابل الإعلام و”الشياتة” ماسحي أحدية جنرالات ثكنة بن عكنون.
كلاب العسكر الجزائري الخبيث تنكروا لأرواح الشهداء والأحرار المغاربة الذين ساهموا في استقلال الجزائر وامتزج دماؤهم بدماء الشهداء المقاومين الجزائريين وعلى رأسهم المرحوم الملك محمد الخامس الذي رفض مقايضة التوقف عن دعم الحركة التحررية بالجزائر مقابل ترسيم الحدود وإرجاع الصحراء الشرقية لخريطة المملكة ، كما أوى المغرب زعماء جبهة التحرير الجزائري بمدينة وجدة واتخذت مدينة وجدة مقرا لها والتي تعرض لقصف الاستعمار الفرنسي، إضافة إلى أن سفن السلاح كانت تعبر البحر إلى مدينة الناظور التي كانت مخزنا له…
أية النظام العسكري الجزائري المنافق الكذب، حيث تفنن في اختلاق قضايا ومزاعم والدفاع عنها بالمال والعتاد والصراخ والعويل والوعيد…وآية النظام العسكري الجزائري أنه أخلف وعده عند وعد بالاستجابة لما عاهد به بعد الاستقلال ورفض إرجاع الحق للمملكة المتمثل في الصحراء الشرقية وبشار وتندوف وأشعل حرب الرمال مع من كان ولي نعمته ونعمة أزيد من 200 ألف جزائري لاجئ نصفهم بمدينة وجدة المناضلة، وأية النظام العسكري الجزائري المنافق الغدر عندما أكد للمرحوم الحسن الثاني أنه سيدعم الوحدة الترابية المغربية باسترجاع صحرائه أمام المؤتمر الجامعة الحربية وأمام ملوك ورؤساء الدول العربية، فغدر واختلق جماعة من المرتزقة وكون منهم ميلشيات وسلحهم ودعمه بالمال والعتاد ليجهوا فوهات بنادقهم إلى جاره، بل قام بما لم يقم به أحد في تاريخ البشرية بعد أن طرد المقبور بومدين 45 ألف أسرة صباح يوم عيد الأضحى وفرق بين الأب وزوجته وأولاده وبين الزوجة وأولادها وزوجها، فعذبه الله حيث سلط عليه مرضا حار فيه أطباء العالم ونفخ الله جسده مثل قربة ماء حت انفصل جلده عن لحمه..
ورابع الآيات للنظام العسكري الجزائري المنافق الظالم الفجور عند الخصام حيث لم يؤلُ جهدا لنعت جاره الغربي، المملكة المغربية الشريفة ورموزها، بأقدح النعوت والصفات وكلما سنحت له الفرصة لذلك أمام الملأ في المناسبات وغيرها، دون حياء ولا خجل…
جنرالات وشياتة ومزابل إعلامية “شهود كلاب” تتقدمهم جريدة “الشرور” الناق الرسمي باسم جنرالات ثكنة بنعكنون عندما تشهد بأن مدينتي سبتة ومليلية إسبانيتين بعد أن دعم النظام العسكري الجزائري الخاسر الاستعمار الإسباني ضد البلد الجار المملكة المغربية الشريفة العربية المسلمة، عقب اندلاع أزمة جزيرة ليلى واصطف كبرانات فرنسا إلى جانب الاستعمار الاسباني المحتل لمدينتين مغربيتين مسلمتين، يشهد بذلك الاستعمار الاسباني والعالم والأمم المتحدة والمنظمات الدولية…
وأشارت هذه الجريدة الفاجرة والخبيثة ضمن ” شهود كلاب” إلى ” رفع النائب الإسباني عن الحزب الشعبي إيميليو غويرا وهو كذلك نائب رئيس الشركة العامة “بويكتو مليلية” في مليلية الإسبانية، تقريرا إلى الحكومة الإسبانية في مدريد، لأجل الانتقال بالسرعة القصوى لتنفيذ مشروع الخط البحري بين مليلية وميناء الغزوات في تلمسان أقصى الحدود الغربية الجزائرية.
لا تزال هيئة الموانئ الاسبانية ترافع لأجل إنجاح هذا الخط البحري الذي يربط ميناء مليلية وميناء الغزوات، خارج فضاء شنغهن المنطقة الحرة غير الخاضعة للمراقبة الحدودية، حيث لا يكون المسافر الجزائري بحاجة لتقديم طلب للحصول على تأشيرة لدخول مليلية الاسبانية”.
صَدَقَ الراحل الحَسَن الثَّانِي حين قال: ” لم نكن ننتظر من كولومبو أن يثبت أو ينفي مغربية الصحراء لأن هذا شيء لا جدال فيه، لكن كنا ننتظر من كولومبو أن يُعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار.. كنا نريد أن يعرف الناس النوايا الحقيقية لمن هم يساكنوننا ويجاوروننا، ولله الحمد سبحانه وتعالى انكشف الغطاء وعٌرف كل واحد بقيمته الحقيقية وقيمته البشرية وقيمته السياسية، وهذا هو الربح الأول والمهم من مؤتمر كولومبو “.