النظام العسكري الجزائري مع فلسطين بشعار “ظالمة أآو مظلومة” ومنتخبه للدراجات يشارك مع فريق “ستار آب” الإسرائيلي في دورة دولية
عبدالقادر كتــرة
من يسمع تصريحات النظام العسكري الجزائري وخطابات الزعماء السياسيين والحزبيين الجزائريين ومواقف رؤسائهم، يخيل إليه أن علاقة الجزائر بإسرائيل خط أحمر ومع فلسطين ظالمة أو مظلومة” وغيرها من التفاهات التي تظهر في المقالات الصحفية بإمضاء أسماء مأجورة تروّج لرفض الجزائر لصفقات عسكرية مع أمريكا وأوروبا بسبب وجود إسرائيل في الموضوع، للمزايدة فقط، بل تدين الدول العربية التي يلتقي مسؤولوها بمسؤولين إسرائيليين بسبب أو بغيره.
وتذهب تحاليل “الخبراء الجزائريين” بالقول أن إسرائيل متوجسة من “القوة العسكرية العظمى” للجزائر التي تتوفر على آلاف الجنون والعتاد الحربي العصري والحديث وترسانة بحرية وأسطول من الطائرات النفاثة والمرعبة فائقة الصوت غير مرئية لا بالعين المجردة ولا بالرادارات، وغيرها من الأخبار الغبية التي يحاولون ترويجها في زمن الإنترنت والصوت والصورة.
وآخر خبر عن النظام العسكري الجزائري الذي يفند ادعاءاته هو مشاركة المنتخب الوطني للدراجات يشارك مع فريق “ستار آب” الاسرائيلي في دورة دولية برواندا.
وأثار المنتخب الوطني للدرجات جدلا كبيرا عقب مشاركته رفقة فريق “ستار آب” الصهيوني في دورة رواندا، والذي لديه رخصة الاتحاد الدولي لرياضة الدراجات الهوائية (worldTeam)، ويضم الفريق الصهيوني كوكبة من النجوم يتصدرهم البريطاني كريستوفر فروم،
ولتبرير هذه المشاركة المذلة والجبانة ، تحدث رئيس الاتحاد الجزائري للدراجات خير الدين برباري في تصريح لوسائل الإعلام حول مشاركة المنتخب الوطني في دورة رواندا قائلا: “هذا الفريق ليس منتخب إسرائيل وإنما ممول من طرف شركة إسرائيل “ستار-أب” التي يقع مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية.. هو فريق مكون من دراجيين من جنسيات مختلفة وليسوا إسرائيليين بنسبة 100%”.
وسبق أن كشف مصدر من المعارضة الجزائرية في فرنسا أن نجل جنرال جزائري بارز يحمل الجنسية الإسرائيلية، ويقيم منذ أواخر سنة 1998 في مدينة حيفا.
وأكد المصدر ذاته، في حديث مع هسبريس من العاصمة الفرنسية باريس، أن الأمر يتعلق بابن غير شرعي للجنرال بوعلام مادي، مدير ما يسمى بـ”الإيصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني”، من سيدة فرنسية تحمل الجنسية الإسرائيلية تعرف عليها خلال منتصف سبعينات القرن الماضي.
وأضاف أن الجنرال الجزائري مادي، يتواصل مع ابنه غير الشرعي في إسرائيل عبر تطبيقات الأنترنت وعن طريق دائرة ضيقة تضم مليكة وفتيحة، شقيقتي الجنرال مادي، وذلك منذ إطلاق ما أصبح يعرف بـ”حملة محو آثار قايد صالح”، القائد السابق للجيش الجزائري الذي توفي في ظروف غامضة قبل أزيد من عام.
يذكر أن الجنرال بوعلام مادي، المشتهر في أوساط الجيش الجزائري بـ”جنرال الحبة الزرقاء”، يدير عبر شقيقه دحمان مادي شركة لاستيراد عقار “الفياغرا”، الذي تقوم بتوزيعه حصريا على التراب الجزائري شركة أخرى تملكها أسرة شقيقه الثاني إبراهيم مادي.
ما يتجاهله النظام العسكري الجزائري أن سياسة الانفتاح الإعلامي التي تفرضها قوانين الدول الغربية على المؤسسات الكبرى، تنشر منظمة حلف الأطلسي (النيتو) صور الاجتماعات التي تضم ممثلي الدول التي تربطها بها شراكة وتعاون، ومن بين هذه الدول نجد الجزائر وإسرائيل التي تحضر وفودها جنباً إلى جنب في إطار التعاون الأورومتوسطي وغيره من العناوين التي يحضر بموجبها ممثلو الوفود العسكرية من أعلى هرم السلطات العسكرية في البلدين.
كشف الباحث والأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين، أن الجزائر اشترطت مبلغا ضخما من أجل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وأورد كوهين في تغريدة على حسابه بـ “تويتر” باللغة العربية قائلا “عبد المجيد تبون اشترط على دول الخليج 23 مليار دولار لخزينة دزاير لقبول التطبيع العلني”.
وقدم “ايدي كوهن” المشهور بفضحه للقادة العرب الذين تربطهم علاقة الود مع إسرائيل ويخفونها على شعوبهم تعازيه الحارة للجزائر في وفاة الجنيرال القايد صالح ووصفه بالصديق في تغريدة على “تويتر”. ونشر بالمناسبة صورة للقايد صالح ممثلا للجزائر الى جانب المصريين في اجتماع مع القادة الإسرائيليين الدين يتظاهرون بعدائهم لشعوبهم.
ويعرف كوهين، وهو باحث في مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية بإثارته للجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يغرد باللغة العربية غالبا في موقع تويتر، بخصوص قضايا تمس دول الخليج.
وسبق للناشط الحقوقي والسياسي المعارض والدبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت أن نشر صورة الجنرال قايد صالح إلى جنب جنرالات الحلف الأطلسي بما فيهم قائد أركان الجيش الإسرائيلي…وعلق “أنا أعلم أن الكثيرين قد تفاجأوا إلى حد الصدمة…لأنهم ظلوا يصدقون الدعاية الكاذبة التي تنشرها النهار وأخواتها…والتي تزعم أن “إسرائيل ترتعد من الجيش الجزائري…”وأن”النيتو يتآمر على الجزائر…”وأن “جيشنا في أيد وطنية أمينة…”وأنهم “حماة الديار وصمام الآمان…الذين سيدافعون على الجزائر””.
وسبق لكثير من المسؤولين الجزائريين ، سياسيين وعسكريين، أن التقوا في اجتماع ومتلقيات شاركت فيها إسرائيل، وفي مقدمتها الاجتماعات التي تمت تحت وصاية الحلف الأطلسي للحوار المتوسطي، وكذا التعاون الأورو متوسطي، فضلا عن مشاركة وزير الخارجية الأسبق، أحمد عطاف، في مؤتمر دولي بشرم الشيخ عام 1996 جنبا إلى جنب مع وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، حول مكافحة الإرهاب، في أعقاب عمليات استشهادية قامت بها حماس في تل أبيب زلزلت إسرائيل.
وكان آخر محفل شارك فيه ممثلون عن البلدين، هو المظاهرة المنددة بالإرهاب، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في يناير 2015، بباريس، ردا على الاعتداء الذي استهدف المجلة الساخرة “شارلي إيبدو” بعد نشرها صورا مسيئة إلى الرسول الكريم، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحيث مثل الجزائر وزير الشؤون الخارجية، “رمطان لعمامرة”، فيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الصف الأول من المشاركين في المسيرة.
ولا شك أن أبرز مشهد سجله التاريخ، هي المصافحة الشهيرة بين الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود باراك، في جنازة العاهل المغربي، الحسن الثاني، في 25 يوليوز 1999، وهي الحادثة التي خلفت جدلا سياسيا ونقاشا إعلاميا طويلين، لكونها تعتبر المصافحة الأولى في تاريخ الجزائر ودولة إسرائيل، حسب الإعلام الجزائري الموالي للنظام.
مؤسس والزعيم السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي، فقد اعتبر موقف السلطات الجزائرية من القضية الفلسطينية “شعبوي” الهدف منه التغطية على “الإخفاقات والتوترات الداخلية”، كما اعتبره أيضا استحضارا لشعارات السبعينيات والثمانينيات التي عفا عنها الزمن…
وبعد كل ما سبق يحاول النظام العسكري الجزائري أن يظهر بمظهر الدفاع عن فلسطين والوقوف في وجه إسرائيل ومهاجمة كلّ من قرر التطبيع معها، لكن يستثني بعض الدول المُطبِّعة مخافة ردودها القوية مثل تركيا والإمارات العربية المتحدة…، وتحامل على المملكة المغربية الشريفة بعد صدمة اعتراف الولايات المتحدة بوحدته الوطنية وسيادته على الصحراء المغربية واستئناف علاقاته مع إسرائيل ووظف مزبلة الإعلام الجزائرية وأزلامه، وابتلع لسانه وأصابه البكم للتعليق على قرار الولايات المتحدة الأميركية مخافتة تقريعه وتوبيخه ووضعه في الحجم الذي يليق به.
لا بد من تذكير جنرالات النظام العسكري الجزائري أن جنود القوات المسلحة الملكية المغربية الأشاوس شاركوا في تحرير الجزائر واستقلالها ورفض الملك الراحل محمد الخامس التفاوض على الحدود مع فرنسا واسترجاع تندوف وبشار وقادوا حروب العرب ضد إسرائيل وساهموا في حفظ السلام في افريقيا والعالم، ولم يتوانى المغرب في مساعدة أي دولة عربية وساهم في المصالحة بين الفرقاء الأشقاء في ليبيا والفرقاء في مالي وقدم الدعم لفلسطين منذ بداية القضية وكان حاضرا لتلبية جميع النداءات العادلة مع قطر ولو على حساب مصالحه …
لكن ماذا فعل وماذا يفعل جنرالات الجزائر؟ أليس إشعال نيران الفتن والحروب داخل البلدان الجارة وأينما حلّوا وارتحلوا لتغذية حقدهم وفشل سياستهم وانتكاساتهم على جميع المستويات؟ سموم النظام العسكري الجزائري في لسانه وأفعاله وشعاراته الجوفاء إلى حد اليوم لتغذية عقيدته العدائية تجاه المغرب حيث صرف أكثر من 500 مليار دولار لتقسيمه عبر إيواء وتسليح شرذمة من المرتزقة واحتجاز آلاف من الصحراويين بسجن تندوف والاتجار بالمساعدات وتبرير فشله السياسي والاقتصادي بتدخل الأيادي الخارجية والمؤامرات على استقرار الجزائر وأمنها متهما جاره الغربي بكلّ المآسي التي تسبب فيها سياسة جنرالات الجزائر منذ أكثر من 58 سنة…
وجزاء للمغرب على مساعدته في استقلال الجزائر ودعم حربها التحريرية بالمال والعتاد والأرواح وعلى حساب مصالحها الخاصة…، ها هي النتيجة الحقد والحسد والغل والضغينة التي أحرقت قلوب النظام العسكري الجزائري وأفقرت الشعب الجزائري بعد أن خسر معاركه الظالمة وثروات البلاد من عائدات البترول والغاز والتي فاقت 1000 مليار دولار…