تُعْتَبر أقدم مقر للبعثة الدبلوماسية الأمريكية خارج أراضيها، سفارة واشنطن بالرباط تحتفل بالذكرى المئوية الثانية للمفوضية الأمريكية بطنجة
عبدالقادر كتـــرة
في إطار الاحتفال بالمئوية الثانية للصداقة المغربية-الأمريكية، نظمت سفارة الولايات المتحدة إلى جانب شركائها المغاربة احتفالا بالمفوضية الأمريكية بطنجة، كأقدم مقر للبعثة الدبلوماسية الأمريكية خارج أراضيها، والتي أصبحت اليوم مركزا ثقافيا ومتحفا يشهد على أزيد من قرنين من الصداقة بين البلدين.
والمفوضية الأميركية في طنجة هي أول ملكية عامة أمريكية تم بناؤها خارج الولايات المتحدة، وقد بنيت بهدف إحياء العلاقات الثقافية والدبلوماسية التاريخية بين الولايات المتحدة والمغرب، ويتخذ المبنى بشكل عام طابعاً مغربياً مميزاً، وقد قدمه السلطان سليمان في عام 1821 هدية إلى الولايات المتحدة، ثم استخدمه خلال الحرب العالمية الثانية كمركز لوكالات الاستخبارات الأمريكية، وتتكون البناية من أربعة طوابق، تحولت غرفها إلى متحف يؤرخ للعلاقات المغربية الأمريكية على مستويات متعددة.
قبل مائتي عام، أصبحت المفوضية الأمريكية في طنجة بعثة دبلوماسية رسمية للولايات المتحدة، عندما انتقل القنصل الأمريكي جون مولوني John Mullwany إلى البناية .
المفوضية الأمريكية في طنجة هي أول ملكية دبلوماسية حصلت عليها الولايات المتحدة، وأقدم ملكية دبلوماسية أمريكية في العالم، وهي أيضاً المعلمة التاريخية الوطنية الوحيدة خارج الأراضي الأمريكية.
كانت المفوضية مسرحاً للعديد من الأحداث المهمة في التاريخ الأمريكي والمغربي والعالمي، وتشمل هذه الأحداث المفاوضات على معاهدة منارة سبارتل ، وهي إحدى أولى الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة، فضلاً عن الاتفاقيات المبرمة مع المغرب لتسهيل النقل البحري والتجارة. وخلال الحرب العالمية الثانية.
عملت المفوضية كمقر للتخطيط لعمليات الحلفاء في شمال أفريقيا، كما استخدمت أيضا من قبل مكتب الولايات المتحدة للخدمات الخاصة لفك الرموز النازية. ولكونها إحدى أول بعثتين دبلوماسيتين أمريكيتين التي استقبلت حراس أمن مشاة البحرية، فقد كانت المفوضية معروفة جيدًا في المدينة لوجود حارس دائم من مشاة البحرية الأمريكية خارج مدخلها.
وقال ديفيد غرين، القائم بالأعمال الأمريكي بالمغرب: ” إن المفوضية الأمريكية بطنجة هي أول ملكية دبلوماسية حصلت عليها الولايات المتحدة، وأقدم ملكية دبلوماسية أمريكية في العالم، وهي أيضا المعلمة التاريخية الوطنية الوحيدة خارج الأراضي الأمريكية”.
وأضاف القائم بالأعمال الأمريكي بالمغرب، في كلمة له خلال لقاء نظم الاثنين 17 ماي 2021، بمقر المفوضية بطنجة بمناسبة الاحتفال بمرور 200 سنة على افتتاح هذا المبنى العريق، أن المفوضية الأمريكية في طنجة أصبحت بعثة دبلوماسية رسمية للولايات المتحدة، عندما انتقل القنصل الأمريكي جون مولوني John Mullwany إلى المبنى الذي أهداه السلطان المغربي مولاي سليمان في وقت سابق للولايات المتحدة الأمريكية عام 1821.
كما أنها، وخلال الحرب العالمية الثانية، “عملت كمقر للتخطيط لعمليات الحلفاء في شمال إفريقيا. كما استخدمت أيضا من قبل مكتب الولايات المتحدة للخدمات الخاصة لفك الرموز النازية. ولكونها إحدى أول بعثتين دبلوماسيتين أمريكيتين التي استقبلت حراس أمن مشاة البحرية، فقد كانت المفوضية معروفة جيدا في المدينة لوجود حارس دائم من مشاة البحرية الأمريكية خارج مدخلها”، يضيف القائم بالأعمال الأمريكي بالمغرب”.
كانت المفوضية الأمريكية عبارة عن بعثة دبلوماسية أمريكية من عام 1821 حتى الستينيات، عندما أصبحت مدرسة للغات الدبلوماسية ثم مركزاً لتدريب فيلق السلام. ومنذ سبعينيات القرن العشرين، تم تشغيلها كمتحف ومركز ثقافي ومكتبة أبحاث من قِبَل معهد المفوضية الأمريكية للدراسات المغربية بطنجة (TALIM).
من جهتها، ثمنت نادية الحنوط، مديرة التعاون والعمل الثقافي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في كلمتها، جودة العلاقات الأمريكية المغربية “الضاربة في التاريخ منذ قرنين، والتي بدأت باعتراف المغرب بالولايات المتحدة، وتوقيع معاهدة الصداقة، وإهداء هذا المبنى من طرف السلطان مولاي سليمان”.
وأضافت الحنوط أن هذه العلاقات المتينة “توجت مؤخرا باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، إضافة إلى قرار فتح قنصلية بالداخلة”، موردة أن مبنى المفوضية تحولت مهامه من السياسي الدبلوماسي إلى الثقافي التربوي، مؤكدا دائما على عراقة العلاقة بين البلدين.
يذكر أن الاحتفالية شهدت عرضا للألوان من قبل مشاة البحرية الأمريكية، مرفوقا في نهايته بالنشيدين الوطنيين الأمريكي والمغربي.
يشار إلى أن الاحتفال بالمفوضية كرمز للصداقة الأمريكية المغربية يتمثل أيضا في مجموعة من البرامج الثقافية والتوعوية والتعليمية، بما في ذلك معرض للمتحف الذي سيفتتح في المكتبة الوطنية بالرباط في 10 يونيو المقبل، وسيبقى هناك حتى أواخر شتنبر من السنة الجارية قبل الانتقال إلى الدار البيضاء.
حضر الحفل كل من نادية الحنوط، مديرة التعاون والعمل الثقافي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومحمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان، وجون ديفيد، مدير المفوضية الأمريكية حاليا.