هل تدوس اسبانيا على ” قدسية قضائها ” من اجل برميل غاز !!
عبد القادر البدوي
اجمع حكماء إسبان على أهمية العلاقات الوطيدة التي تربط بين اسبانيا والمملكة المغربية، والتي تميزت دوما – بحكم القرب والجوار والتفاعل الحضاري- بالاستقرار، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، خاصة على مستوى المؤسسات وآليات صنع القرار…
و في هدا الاطار اكد وزير الدفاع الاسباني الأسبق خوسيه بونو والمسؤول السابق عن مصالح الاستخبارات الاسبانية الأهمية الأساسية للمغرب في مكافحة بلاده للشبكات الإرهابية المتطرفة، و اكد وزير الدفاع الاسباني الأسبق عن مصالح الاستخبارات الاسبانية الأهمية الأساسية للمغرب في مكافحة بلاده للشبكات الإرهابية المتطرفة، وأضاف انه بفضل المملكة المغربية تمكنت من اعتقال العديد من الإرهابيين المتطرفين و بفضل المغرب تمكنا من تفادي اعتداءات قاتلة، واعرب عن اسفه لكون ” بعض الأوساط في اسبانيا تريد ان يكون المغرب دائما خصما و ان نتعامل معه بشكل غير لائق”
بدوره قال وزير الخارجية الإسباني الأسبق خوسيه مانويل غارسيا مرغالو أن إسبانيا مدعوة إلى إعادة النظر في موقفها بشأن قضية الصحراء في السياق الجيوسياسي الجديد، الذي يتميز بقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، وقال إن الظرفية الجيوسياسية الدولية تغيرت وحكومة بيدرو سانشيز لم تستطع استخلاص الدروس من هذه التغييرات، وخلص إلى “إنه عندما تتغير الظروف، علينا أن نتغير…. علينا أن نتكيف مع السياق الجديد، إنها مشكلة يجب أن نحلها”.، كما اعرب وزير الخارجية الاسباني الأسبق خافير سولانا في تصريح صحفي، عن أمله في اصلاح الوضع مع المغرب قبل فوات الأوان.
من جهته، هاجم رئيس الحزب الشعبي الدي يقود المعارضة داخل البرلمان الاسباني بابلو كاسادو السياسة الخارجية لرئيس الحكومة الائتلافية اليسارية بيدرو سانشيز لاستقبال مجرم حرب على أراضيها بهوية جزائرية مزورة لتفادي معارضته قضائيا، واعتبر ان الحكومة الاسبانية الحالية لم تتحمل مسؤوليتها التاريخية اتجاه شريك استراتيجي مثل المغرب …
تدخلات الحكماء الاسبان تزامنت مع التطورات التي عرفها ملف الجلاد غالي، خاصة بعدما تأكد وصول طائرة تابعة للقوات الجوية الجزائرية، الى قاعدة “توريخون دي أردوز” العسكرية، بغية تهريب غالي لتجنب المساءلة القضائية على خلفية الشكايات الموجهة ضده، وتزامنت أيضا بالتصريحات – البئيسة – المبهمة التي ادلت بها وزيرة الخارجية الإسبانية ” أرانشا غونزاليس لايا “…
ويظهر جليا ان المغرب لا يمزح في ملف الإرهابي غالي، كما انه لا يسعى الى الحصول على امتيازات – كما يظن البعض- فقط يريد من اسبانيا تطبيق القانون على ” مجرم ” متهم بارتكاب “أفعال خطيرة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات في حق المرأة وانتهاكات لحقوق الإنسان”. طالت حتى مواطنين اسبان عزل بجزر الكناري ، سبق وان قدموا شكاية بدورهم ضد المجرم غالي على خلفية تعرضهم للقرصنة والتعذيب و الاغتصاب..
ويبدو ان التحدير الدي وجهته سفيرة المغرب في مدريد كريمة بنيعيش – واضح كل الوضوح ولا لبس فيه- عندما قالت بالحرف ” في حال اختارت إسبانيا إبعاد زعيم البوليساريو إبراهيم غالي عن أراضيها بالغموض نفسه الذي دخل به، فهي تختار تدهور العلاقات مع الرباط”، علما ان آخر الاخبار تأكد ان اسبانيا تسعى الى تقديم غالي لمحاكمة صورية لا غير، تجنبا فقط للإحراج المحلي و الدولي ، لتبقى آفاق الحلّ غائبة عند الجار الاسباني الدي أصبح همه الوحيد الحصول على برميل غاز جزائري – حتى وان داس على قدسية قضائه – ،….. دون مراعاة المصالح المشتركة بينه وبين المملكة المغربية ، والتي تتجاوز حاليا الميدان الاقتصادي، فما يلاحظه أي متتبع في مجال العلاقات الدولية في الوقت الحاضر، ان زمن اسلوب المصلحة الظرفية في مفهومها الضيق قد ولى ، و ان القضايا الأمنية أضحت عاملا أساسيا في التنمية المشتركة ، ومعالجة القضايا الحساسة ، وتطور الاقتصاد ، فواقع الحال اصبح اكثر من أي وقت مضى ، ان تبقى العلاقات المغربية الاسبانية وثيقة ومتميزة، تتداخل فيها مصالح العنصر الاقتصادي، والأمني والسياسي، والثقافي مع بعض،… وبه وجب الاعلام…