تعنت اسبانيا ضد المغرب يثير تساؤلات المهتمين؟
عبد القادر البدوي
لم يفهم أي احد الطريقة التي سلكتها دولة اسبانيا ، في تعاملها مع ملف ” الجلاد غالي” دون مراعاة المصالح المشتركة بينها وبين المملكة المغربية ،…غباء غير متوقع من جارة الشمال اتجاه المملكة المغربية بإقدامها على الافراج على مجرم عاث في الأرض فسادا متابع في جرائم ضد الإنسانية، دخل بطريقة مشبوهة بهوية مزورة ، وخرج خلسة مدموما مدحورا في جنح الليل، إرهابي اغتصب و عذب و قتل سكان يحملون جنسية اسبانية – يا حسراه -، و كما كان متوقعا – في سيناريو محبك – استنطق قاضي التحقيق في المحكمة الوطنية سانتياغو بيدراس يوم الثلاثاء الأخير الزعيم الوهمي غالي ، عبر تقنية الفيديو لمدة ساعتين، وبعد التحقيق، رفض القاضي تطبيق إجراءات احترازية مثل سحب جوازه أو اعتقاله كما طلب دفاع الطرف الذي رفع الدعوى، في محاكمة صورية ، ضاربة عرض الحائط للعلاقات المتميزة التي ربطت بين البلدين ، و دون ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية اتجاه شريك استراتيجي مثل المغرب … ومتناسية لمواقف المملكة المغربية ، أيام الشدة كما جاء في بلاغ بزارة الخارجة المغربية التي دكرت اسبانيا بها….
ويرى مراقبون ان اسبانيا وقع لها ما وقع ” لبراقش المشهورة ” التي جنت على نفسها وأهلها، ووقع لها ما وقع، واصبحت مضرب غباء … هدا وما أثار الانتباه في سيناريو ” بن بطوش الجزائري ” هو الزيارة التي قام بها الرئيس ال ” تيون ” لإبراهيم بن بطوش الذي يخضع للعلاج في مستشفى عين النعجة بالعاصمة الجزائرية، وهو يقدم الشكر للسلطات الإسبانية، التي استقبلت غالي ووفرت له العلاج ضد كورونا بأحد مستشفياتها، مؤكدا أن “العلاج كان صعبا.. وجئتنا معافى ونشكر الإسبان على ما قاموا به من واجب معكم”. ليبقى السؤال المحير في هده الزيارة هو هل كان ال ” تبون ” يتحدث مع شخص اسمه إبراهيم الرخيص ام مع مصطفى بن بطوش….
ويظهر جليا ان اسبانيا لم تقرأ بين السطور – و بإمعان- تقارير وزراء اسبان سابقين، الدين حدروا من مغبة التفريط في العلاقات الوطيدة التي تربط بين اسبانيا والمملكة المغربية، والتي تميزت دوما – بحكم القرب والجوار والتفاعل الحضاري- بالاستقرار، خاصة على مستوى المؤسسات وآليات صنع القرار… ولا حتى بلاغ سفيرة المغرب في مدريد كريمة بنيعيش ، عندما قالت بالحرف في بلاغ واضح لا لبس فيه ” في حال اختارت إسبانيا إبعاد زعيم البوليساريو إبراهيم غالي عن أراضيها بالغموض نفسه الذي دخل به، فهي تختار تدهور العلاقات مع الرباط”، و رغم دلك قررت إسبانيا السماح لمجرم ” متهم بارتكاب “أفعال خطيرة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات في حق المرأة وانتهاكات لحقوق الإنسان”. من مغادرة البلاد في ظروف مريبة….
ويبدو ان ” براقش” بفعلتها، تكون قد اختارت السيناريو الأسوأ ……و لم تدرس جيدا العواقب المترتبة عن هده المهزلة التي أصبحت حديت كبريات الصحف العالمية ، و كان الرد سريعا “لبراقش وما جنته على نفسها ” بعد القرار الدي صدر اول امس الأربعاء من نائب رئيس المحكمة العامة للاتحاد الأوربي و مقرها ستراسبورغ ، جاء فيه انه أوقف مؤقتا رفع الحصانة البرلمانية عن ممثلي كاتالونيا ( الانفصاليين ) و يتعلق الامر بكل من الثلاثي بويجديمونت ووزيرا الصحة و التعليم السابقان في كاتالونيا كلارا بونساتي و توني كومين ،هدا وتزامن قرار المحكمة الاوربية مع اقدام اسبانيا على السماح للمجرم غالي بمغادرة أراضيها وعدم اتخاد اي اجراء قانوني في حقه رغم عشرات الشكايات الموضوعة ضده بتهم التعذيب و الاغتصاب و الاحتجاز…
وحسب العارفين بخبايا الأمور فان قرار المملكة المغربية سيكون صادما لكل من سولت له نفسه التلاعب بازدواجية المواقف، واكيد ان القرار سوف لن يكون مجرد رد فعل من اجل الرد فقط، بل قرار سيكون سيادي حكيما ومدروسا….