المصطفي المريزق..الثقة فقدت في النظام الحزبي والقادة السياسيين
الأستاذ منير الحردول
أكد الرئيس الناطق الرسمي لمنتدى مغرب المستقبل- حركة قادمون وقادرون سابقا السيد “المريزق مصطفى” خلال اتصال هاتفي مع كاتب الرأي الأستاذ “منير الحردول” على أهمية التوجيهات
السامية لملك البلاد، توجيهات تروم تقوية الضمانات الانتخابية، وضبط قواعد استفادة الأحزاب السياسية من الدعم المالي، وتخليق العمليات الانتخابية، وتعزيز الشفافية المالية للحملات الانتخابية للمرشحين.
واسترسل أنه مع قرب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، أراد التذكير بالقوانين التنظيمية التي جاءت في قانون تنظيمي جديد لتغيير القانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية والذي يروم تفعيل التعليمات الملكية السامية بخصوص الرفع من مبلغ الدعم العمومي الممنوح للأحزاب، قصد مواكبتها، وتحفيزها على تجديد أساليب عملها، ولقد سبق كما قال، ومن دون لف أو دوران، ومن دون الحديث عن أناس وأماكن، وأحداث عشناها في تجاربنا السابقة، ولا حتى إضافة أشياء جديدة، أو أطروحة تسعى إلى تفسير “الواقع” بإحالته على حكم متعال وذاتي، أننا الآن أمام مفترق الطرق، وأمام لحظة مفصلية في تحول مسارنا النضالي المتواضع، رغم الآهات النابعة من القلب..فهناك بحسب حديثه تفاصيل غريبة الأطوار لا يمكن الحديث عنها الآن لكي لا نعكر الأجواء..لاننا اخترنا طريق التفاؤل..وهو طريق طويل و شاق، لا يحكمه الانفعال..بل تحكمه البرغماتية من موقع المساهمة في البناء، بناء مغرب المستقبل.
كما جزم بأنه ومنذ انتخابات العقد الأخير، وقبله، تحولت الأحزاب السياسية المغربية إلى أحزاب انتخابية بامتياز بشكل لم يسبق له مثيل، في زمن العولمة، والتقدم التكنولوجي، والثورة المعلوماتية والرقمية، والاعتراف الكوني بحقوق المواطنة، وفي زمن سقوط الجدران، وتعدد الثقافات، والمقاربات ونسبية الحقيقة.
ووضح من خلال كلامه بأن الناس اليوم لم تعد تثق في الأحزاب والمؤسسات. ونسبة المشاركة حتى خارج الوطن شاهدة على ما نقول. وهذه معظلة كبيرة. ورغم ذلك فالأحزاب السياسية غير مبالية بهذه الحقيقة المرة.
وهذا ما اعترف به ملك البلاد محمد السادس، وصرح به علانية في أكثر من مناسبة. حسب كلام الفاعل الحقوقي و الأستاذ الجامعي، وواصل السيد المريزق كلامه مؤكدا بأنه رغم ذلك تستمر الأحزاب السياسية متشبثة بزعمائها و بمواقعها، متجاهلة أعطابها التنظيمية، وثغراتها التدبيرية التي باتت تقتل كل يوم روح المبادرة والخلق والإبداع داخل صفوفها، وتقمع كفاءاتها التي أظهرت عن قدراتها الانجابية في محطات متعددة، وتستمر متمادية في حشد المهزومين وتلميع وجوههم، ضدا على الطلائع الحاملة لنفس جديد، نابع من العمق المجتمعي، ومن العمل اليومي الطموح الذي لا يحتاج للتوطئة، ولا للأعيان القدامى منهم و الجدد.
واعتبر ذلك إهانات ترمز للهزيمة في حرب باردة بين الأحزاب السياسية والشعب، بدون رصاص ولا قناص، تشرعن سياسية الموت البطيء بسبب التحكم في وسائل الإعلام والتواصل، وتقتل الأمل المنشود في مغرب المستقبل، حتى لدى العديد من المناضلات والمناضلين الشرفاء في العديد من الأحزاب.
فالوضع الحالي كما قال لم يعد يسمح لنا بالصمت، فنحن لم تلدنا أمهاتنا في خرق وأقمطة بيضاء، لم نرث لا رأسمالا رمزيا ولا ماديا ثمينا، ولا نملك سوى فلذات أكبادنا وحب الوطن.
لقد أكد الفاعل الحقوقي كذلك على أن المشهد الحزبي أصبح اليوم جزءا من المشكل، وليس جزءا من الحل، في غياب المواثيق الاجتماعية والحوار المجتمعي، ومواجهة الاستئثار بالنفوذ والمال، والحسب والنسب…
ومن جهة أخرى، اوضح أن هناك هيمنة الأقلية والنخبوية على النظام الحزبي المغربي، وهي المسيطرة على دواليب التنظيمات طوال عشرات السنين، وأعادت إنتاجها حتى بالنسبة للأحزاب الناشئة، الشبه ليبرالية منها واليسارية النيوليبرالية واليمينية والمحافظة. وظلت هذه الأقلية تسيطر على الأحزاب، وتضع من خالفها خارج بيتها، تحت شعار “أرض الله واسعة”!
لذ! كما قال، فالمغاربة اليوم لم يعودوا يشعرون بالثقة في القادة السياسيين التقليديين، كما لا يشعرون بأن هذه الأحزاب تمثلهم، والدليل الملموس هو انخفاض أعداد المنتسبين إليهم.
ومما زاد الوضع غموضا وانتكاسة، هو توافق هذه الأحزاب مع السياسات النيوليبرالية الجديدة، وإقامة تحالفات مشبوهة بدون طعم ولا مذاق بين أحزاب وتنظيمات تحولت إلى شركات كبرى، وأخرى تقحم الدين في الحراك المجتمعي، وأخرى تفضل العيش في مستنقع الأزمات…وهو ما سيزيد من فقدان الثقة في النظام الحزبي والقادة السياسيين، والديمقراطية التمثيلية، خاصة مع صعود التطرف والقوى النكوصية والشعبوية و”الريعيون الجدد”، وارتباطات أحزاب سياسية قديمة وتاريخية بأعيان الانتخابات، وتخليها عن ماضيها المشرق في العديد من المحطات.
وعلى ضوء هذا الواقع الحزبي المؤلم، يمكن فهم ظاهرة العزوف السياسي في جزء منها، ويمكن فهم لماذا لم تعد الجماهير الشعبية تنخرط في فضاءات العملية السياسية لتتبع الشأن العام عن طريق الأحزاب السياسية، بل عن طريق الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والوقفات الاحتجاجية والمسيرات الشعبية.
فالناس اليوم ينتظرون حلولا لمشاكلهم وللقضايا الاجتماعية التي يعتبرونها أيديولوجيتهم الحقيقة وفلسفتهم البراغماتية، ويريدون التعبير على ذلك في نقاش عمومي…
وأكد ايضا السيد “المصطفى” رئيس منتدى المستقبل بأن المغاربة اليوم يريدون لغة بديلة، وقوة بديلة لبناء ديمقراطية حقيقية، وجبهة حداثية ديمقراطية كبيرة تتسع لكل الشرفاء، تخرجهم من الظلمات إلى النور، ويريدون برامج تجعل من المواطن المغربي فاعلا سياسيا أساسيا، ويريدون تحريرهم من النخبة الفاسدة، وتمكينهم من حرية الاختيار في إطار العدالة الاجتماعية والضريبية والمجالية واللغوية، والمساواة.
هذا وعبر الفاعل الحقيقي والأستاذ الجامعي في نهاية كلامه مع الأستاذ منير الحردول بانه يتألم و يحز في نفسه ما وصلت إليه الأحزاب…والتي يعتبر وجودها ضرورة مجتمعية..
وفي نفس الوقت ناشدها من القلب وبحسب تعبيره، وذلك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه..
واعتبر الراي في للأحزاب نقدا وليس تجرحا ضد أحد..