من هم المحتجون الغاضبون ومن هم المحتج ضدهم المغضوب عليهم ؟
ذة. سليمة فراجي
اذا كنا نجزم ان الديموقراطية التمثيلية تميزت بقصور و شعور بعدم الرضى المعبر عنه من خلال أصوات ارتفعت من مختلف المنابر ومنصات التواصل الاجتماعي ، والاسلوب الجديد المتمثل في 20 الف احتجاج يسجل سنويا بمعدل 46 احتجاجا في كل يوم ،
فمن هم المحتجون ، ومن هم المحتج ضدهم ؟
اذا كنا نعتقد ان الأمل اصبح معقودا على الديموقراطية المواطنة او
الديموقراطية التشاركية ، وكنا نجزم ايضا ان رواد الديموقراطية التمثيلية والتشاركية هم ابناء وطن واحد ومنتوج فكري سوسيوثقافي نبع من نفس المجتمع ، مجتمع اصبح يغوص في الرداءة و يعاين باستسلام انهيار منظومة القيم ، فما الفرق إذن وما هي النتائج المرجوة من ديموقراطيتين نابعتين من منظور وممارسات وقيم نفس المجتمع بجميع مكوناته ؟
ديموقراطية تمثيلية عمادها منتخبون منحهم الشعب صوته لتمثيله أصبحت متجاوزة بسبب تغلب المصالح الخاصة على المصلحة العامة وانحياز الاحزاب الى الماكينات الانتخابية بدل الكفاءات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وديموقراطية تشاركية عبارة عن آلية لتفعيل مساهمة المواطنين في مسلسل صنع القرار العمومي وتقييمه ومراقبته ; وإيجاد الحلول الناجعة لمختلف المشاكل المطروحة، مكونة طبعا من المحتجين والمحتج ضدهم بل اصبحت تنعت بالمجتمع المدني الخبزي لتركيزها في اغلب الاحيان على المطالبة بالدعم وتوفير المقرات دونما نتائج تذكر !
مشكل تقهقر منظومة القيم مرده الى انهيار منظومة التعليم وتراجع دور الاسرة في التأطير وتلقين مبادئ المواطنة الحقة والممارسات الاخلاقية ، ناهيك عن تخلي دور الاحزاب في تأطير المواطنين والانتصار فقط لسلطة المال ولو كان صاحبه مجردا من خصال وشروط تحمل المسؤولية وتدبير الشأن العام ، أسئلة كثيرة مطروحة للنقاش في زمن اعادة ترتيب الاولويات والتأهب لدخول معارك الاستحقاقات الجماعية الجهوية و التشريعية
عيد مبارك سعيد…