بعد السطو على تاريخ وثقافة المغرب ومصر وليبيا، الجزائر تسطو على جغرافية موريتانيا وتسرق صور شلالات رمال
عبدالقادر كتــرة
من النوادر الطريفة والحكايات الغريبة التي دأب الأشقاء الجزائريون على ممارستها، بإيعاز من النظام العسكري الجزائري، تحريف التاريخ وتزويره وسرقة تاريخ المغرب وثقافته وتراثه، وتبنيها ضدا على التاريخ قبل ميلاد بلاد الجزائر التي أنشأتها فرنسا الاستعمارية وأطلقت عليها اسم “الجزائر” بعد احتلالها لأكثر من 130 سنة خلفا للإمبراطورية العثمانية.
ولم يعرف هذا البلد تاريخا خاصا به وهوية مميزة له اللهم هوية شعب الأمازيغ الذي يعمل النظام العسكري على محو هويته وطمسها، كما يذكر أن أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال من الاستعمار الفرنسي هو أحمد بنبلة الوجدي المغربي الأصل ثم بوخروبة الملقب ب”هواري بومدين” ووزيره الوجدي الرئيس المخلوع “عبدالعزيز بوتفليقة” (ولم تجرؤ رئاسة الجزائر ذكر اسم مسقط رأسه مدينة “وجدة” المغربية) وتلاه من المسؤولين عدد كبير من أصل مغربي من بينهم جماعة وجدة التي كانت تأويها المدينة الألفية المكافحة والتي انطلقت منها ثورة التحرير الجزائرية من بينهم آلاف من الثوار المغاربة.
وبعد السطو على تاريخ المغرب وشخصياته وتراثه وإرثه التقليدي وطبخه ولباسه وأغانيه وموسيقاه وتقاليده ومنها الموروثات الثقافية المغربية، على غرار الملابس التقليدية كالقفطان، والمأكولات كالكسكس المغربي، وسرقة أفكار المبدعين السينمائيين المغاربة واستنساخ وتقليد السلسلات والسيتكومات المغربية، دون حياء ولا خجل، قامت بعض المنابر والمواقع الجزائرية وقنواتهم التلفزيونية الرسمية وغير الرسمية، بسرقة صور مغربية لمحلات تجارية للخضر والفواكه وجلسات بمقاهي مغربية مختصة في الشاي المغربي، وتبنيها على أنها جزائرية ونشرها دون حياء ولا خجل…
ومرة أخرى في إطار تخصصها في السرقات والسطو والتزوير، قام موقع الجريدة الرسمية “البلاد” المقربة من النظام العسكري الجزائري بالسطو على صورة لمحل تجاري للخضر والفواكه المغربية، وذلك بهدف تسويق صورة إيجابية للجزائر إلى الشعب الجزائري على أنه محلّ تجاري جزائري يتوفر على القناطر المقنطرة من الفواكه والخضر المتنوعة وبوفرة كبيرة وأسعار في متناول الجميع تحيل على أن أسواق الجزائر لا ينقصها شيء ولا تشهد أزمة في المنتجات الغذائية، وكلّ ما يتم تداوله مجرد افتراء وبهتان وإذا كان هناك خصاص فبسبب احتكار وجشع عدد من الممونين، وعلقت على الصورة ب”المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أن وزارة التجارة أمرت بغلق أسواق التجزئة وحى الجملة التي تثبت بأن تجارها يمارسون المضاربة …
لكن ما لم تلاحظه جريدة النظام العسكري الجزائري أعمى البصر والبصيرة، صورة جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشريفة، المعلقة في أعلى وعمق المحل التجاري، وهي عادة المغاربة للتعبير عن حُبّهم وتقديرهم لملكهم وذلك بتزيين محلاتهم وبيوتهم ومكاتبهم بصوره، كما هي ، في نفس الوقت ، بمثابة فضيحة مدوية للإعلام الجزائر الذي تفضحه عُقَدُهم من المغرب، جارهم الغربي، وتجسيد مقولة “المغرب هو الأصل والباقي تقليد”.
الصورة المنشورة بموقع جريدة “البلاد الجزائرية” تعود إلى محلات مغربية للخضر والفواكه، تم نشرها في 13 أبريل 2016، بموقع “سكاي نيوز عربية” ب”أبو ظبي” بالإمارات العربية المتحدة، مرفوقة بمقال بعنوان ” ارتفاع نسبة التضخم بالمغرب بسبب أسعار الغذاء” مع تعليق على الصورة ب”جانب من إحدى الأسواق في الرباط”.
وأعاد نشرها الموقع الألماني “Deutschland Grüne Woche 2016 in Berlin – Partnerland Marokko”، 19 يناير 2016، مرفقة لمقال بعنوان “المغرب الأخضر” شريك فوق العادة في “الأسبوع الأخضر”.
وفي نفس السياق، قامت إحدى النجمات الجزائريات المشتغلة في “الموضة” عارضة الأزياء المقيمة بدبي بالإمارات العربية المتحدة الزائرات للمملكة المغربية الشريفة بنشر صورة لها على جدارها الفيسبوكي، في جلسة بمقهى مغربية ترتشف كأس شاي معلقة على الصورة بأنها تستمتع بكأ س شاي بمقهى بالجزائر .
تعليق كذب جرّ عليها وبالا من النقد والسخرية والتهكم من طرف رواد شبكة التواصل الاجتماعي متهمينها بالكذب دون حياء ولا جل، وفاضحين إياها على أن الجلسة التي تتحدث عنها هي بمقهى مغربي والشاي مغربي بالمملكة المغربية الشريفة ويبقى “المغرب هو الأصل والباقي تقليد”، فسارعت إلى حذفها.
وأثار جدال واسع إقدام مواقع جزائرية ورسمية بالسطو على تاريخ ليبيا ومصر حيث تم تبني الملك الأمازيغي “شيشناق” ونسبه إلى جزائر لم تخلق بعد وليس لها تاريخ وهي دولة حديثة العهد إذ خلقتها فرنسا ومنحتها اسم الجزائر التي احتلتها 130 سنة وكانت تعتبرها ولاية فرنسية إلى أن قررت منحها الاستقلال سنة 1962 .
ودخلت ليبيا رسميا على خط الجدل القائم بين جزائريين ومصريين حول أصول الملك شيشناق، بعد وضع تمثال له بمدينة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر، بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2971 التي يحتفل بها شعوب شمال إفريقيا أيام 10/11/ 12 يناير من كل سنة.
وتخطى النقاش ليصبح مثار جدل بين جزائريين ومصريين، بسبب هوية الملك شيشناق هل هو فرعون مصري أم أمازيغي جزائري؟ كل هذا الجدل تفجر بعد تنصيب تمثال بوسط مدينة تيزي وزو شرق العاصمة لشيشناق وهو يرتدي لباسا فرعونيا، بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2971. جدل انضمت إليه ليبيا بنشر بيان رسمي أكد جزءا من رواية الجزائريين بأنه أمازيغي لكن قالت بأنه ليبي.
وأصدرت الهيئة العامة للثقافة الليبية التابعة لحكومة الوفاق بيانا رسميا، قدمت فيه رواية ليبيا، انطلاقا كما جاء في البيان من مراجع ذات “الدرجة العالية من الدقة والمصداقية”، والتي تقول بأن “الملك شيشناق الأول (929-950 ق.م) أصوله أمازيغية من قبيلة المشواش الليبية، حكم مصر وسمي حكمه بالأسرة 22 وعرفت أسرته لدى المهتمين بالتاريخ المصري القديم، باسم الأسرة الليبية”.
وحسب البيان “قد استطاع شيشنق الأول أن يتولى حكم مصر وحمل لقب الفرعون وأسس بذلك لحكم أسرته، الأسرة الثانية والعشرين في حوالي عام 9 قبل الميلاد” وقالت الهيئة إنها “لم تجد أي مصادر باللغة الإنكليزية تذكر أن أصول شيشناق جزائرية أو مصرية أو تونسية كما يروج البعض”.
ومسَّ السطو الجزائري هذه المرة جغرافية موريتانيا لكن تصدى لذلك محرك بحث الصور العالمي “بينغ” وفند معلومة تداولها بعض المدونين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بانتماء صور شلالات الرمال إلى صحراء الجزائر .
ونشر حساب يحمل إسم Sofian Rigaya صورة لتلك الشلالات الرملية وقال إنها شلالات جزائرية وحصد المنشور أكثر من 71 ألف تفاعل و أكثر من 7 آلاف مشاركة وذلك خلال فترة قصيرة.
بعد تداول المنشور على نطاق واسع أظهر محرك الحث العالمي Bing زيف المعلومة المتداولة وصححها بالقول إن الصورة التقطها المصوّر الإسباني Juan Antonio Muñoz وأنها تعود إلى صحراء موريتانيا،
وأكد المصور فى تدوينة له، أن تلك الصورة التقطها خلال رحلته السياحية إلى صحراء موريتانيا مع عدة صور أخرى، وذكر رؤيته للكثبان الرملية هناك والشلالات الرملية، واصفًا المنظر كأن الصحراء تبكي.
يذكر أن الصحراء الموريتانية تزخر بالصور الجميلة الأخاذة تجذب عشاق تصوير اللوحات الطبيعية البكر.