بؤس حكام الجزائر
محمد شحلال
يحرص جلالة الملك على أن يظل وفيا لأسلوب الملوك في التعامل الدولي،مبرهنا عن سعة صدر استثنائية في امتصاص السم الزعاف الذي ينفثه نظام العسكر عبر كل خطاباتهم الموجهة لبلدنا.
في ظرف اقل من اسبوعين،قدم عاهل البلاد عرضين أخويين لحكام الجزائر لعلهم ينتفضون يوما لتجنب مصير سلفهم الذين انتهوا نهايات مأساوية.
رفض هؤلاء الأوغاد فتح صفحة جديدة تحتمها كل الظروف السائدة والقادمة معللين ضعفهم عن التجاوب مع نداء العقل باشهار شروط تفتقر الى سند وجيه.
وكأن القدر يأبى الا أن يخضع الطرفين المسلمين لامتحان جديد،حين اندلعت نيران قوية في العديد من ولايات الجزائر،خاصة في منطقة القبايل التي لن يسلم من أهوالها بشر ولا حجر.
وهكذا ،لم تتخلف روح الأخوة في الجانب المغربي، كما ترجمها عرض جلالة الملك السخي بوضع امكانات البلاد تحت تصرف الجيران للمساهمة في اخماد النيران.
فضل نظام العسكر التريث لتشتد ألسنة النيران في انتظار هيلوكبتر يحمل دلوا -ربما لن يطفىء عطش بقرة منكوبة-وكل ذلك بحثا عن أقل ما يخدش،،أنفة،،بئيسة يحتمي بها الجنرالات في كل مناسبة.
في هذا الوقت نشر الرئيس الفرنسي عرضا للمساعدة على صفحته موجها للشعب الجزائري كذا ! من دون أدنى اشارة للحكام مثلما فعل بسلطة لبنان قبل سنة.
وبالرغم من احتضان فرنسا لحركة الماك القبايلية،فان ،،ورثة الثورة،،المفترى عليها،قبلوا في النهاية عرض،،النصارى،،على علاته،بينما قوبل العرض الأخوي-يا حسراه-بصبيانية لا يتمسك بها الا من يفضحه فشل مركب،ذلك انه وبدلا من الرد بما لا يتنافى مع الأعراف،فقد سارعت وكالة الاخبار الجزائرية الى بث برقية التعزية التي بعثتها الانفصالية اميناتو حيدر !
لقد شهد العالم بأسره ان الحكام الجزائريين يقدمون اقوى الدلائل على فشلهم في كل الأصعدة ،معبدين بذلك السبيل امام تغير جارف، لأن للتاريخ مكره الذي لا ينكره الا جاهل.
ان اجدادنا كانوا على مر الزمان يؤمنون بان هناك لغزا كبيرا يسمونه،،أموتن،،وهو انتقام حتمي وتلقائي يلحق بكل من يقطع يد الخير الممدودة !