ارتفاع ضحايا الحرائق بمنطقة القبايل وحكومة “الماك” المؤقتة تتهم النظام العسكري الجزائري بمحاولة إبادة شعب القبايل بحرائق مفتعلة
عبدالقادر كتــرة
ارتفع عدد ضحايا حرائق الغابات “المفتعل من طرف النظام العسكري الجزائري من سكان منطقة القبايل بعد رفضهم الانتخابات المزورة والمطالبة بالاستقلال”، حسب تصريحات مسؤولي الحكومة المؤقتة للشعب القبائلي، إلى 65 شخصا بين مدني وعسكري. وأوضح التلفزيون العمومي أن من بين الضحايا 28 عسكريا و37 مدنيا أغلبهم بولاية تيزي وزو، في حين يتواجد 12 عسكريا في حالة حرجة بالمستشفى.
واتهمت حكومة القبايل المؤقتة، بتورط النظام العسكري الجزائري في إشعال حرائق منطقة تيزي وزو، داعية المجتمع الدولي للضغط على النظام الجزائري لوقف معاناة شعب القبايل عقب اندلاع حرائق مهولة بمنطقة تيزي وزو كبرى مدن جمهورية القبايل.
بلاغ صادر عن قيادة الحكومة القبايلية، تناقلته وسائل الإعلام الدولية، قال: “إن النظام العسكري الحاكم في الجزائر، تعمد إشعال النيران والتسبب في سقوط عشرات القتلى عقب الحرائق التي شهدتها ولاتزال تشهدها منطقة القبايل التي تطالب بتقرير مصيرها”.
البلاغ الذي وقعه، فرحات مهني، شدد “على أن النظام الجزائري، يريد إبادة شعب القبايل، حيث عمد لإختلاق الحرائق، بعدما ترك مواطني منطقة القبايل يموتون بسبب “كوفيد 19″ وتم منع وصول الأكسجين لمدن منطقة القبايل من طرف الجيش والأمن الجزائري”.
وأظهرت أشرطة فيديو، استنجاد مواطني القبايل لمساعدتهم، بعدما تخلى عنهم الجميع، حيث غابت السلطات الجزائرية التي تدعي سيادتها على المنطقة.
وسبق فرحات مهنّي، زعيم حركة انفصال منطقة القبائل “ماك” في غشت 2020، أن دعا إلى ضرورة تدخّل الهيئات الدولية ضدّ ما يعتبره جريمةً منظمةً تطال غابات منطقة القبائل.
وفي كلمة له يوم 29 يوليوز 2020 على قناة الكترونية، ندّد فرحات مهني بما أسماه “سياسة الأرض المحروقة التي تمارسها السلطات الجزائرية على سكّان منطقة القبائل وعلى غاباتها القريبة من المراكز السكانية”، وأعلن عن إعداد ملف لصالح “تدخّل أجنبي إيكولوجي”.
وقال مهني في تدخله : “هذا العام، قمنا بتعيين لجنة ستعدّ ملفًا حول الحرائق التي اجتاحت منطقة القبائل بطريقة مثيرة للريبة، وسوف نسلّم الملف إلى الهيئات الدولية، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وكذلك المنظمات التي تقاتل لصالح الإيكولوجيا”، ويعتبر زعيم “الماك” ، أن هذا النهج يهدف إلى استمالة ردّ فعل الهيئات الدولية التي سيُطلب منها تطبيق حقّ وواجب التدخل الإيكولوجي، ويتابع مهني “هذه الأرض التي تحترق تنتمي إليها الإنسانية، والعواقب ستكون عالمية أيضًا”.
ويتهم فرحات مهني النظام العسكري الجزائري بالوقوف وراء الحرائق التي تلتهم أراضي جبال منطقة القبائل، قائلًا: “كل عام، يحرقون المنطقة نفسها وهذا منذ الربيع الأسود (..) هذا العام، أتى دور نظام تبون، ومن يريدون أن يدفع سكان منطقة القبائل ثمن مقاطعة الانتخابات الرئاسية السابقة”.
وفي السياق ذاته، أبدى مهني أسفه على الوضع الذي يواجه المواطنين، حيث ختم حديثه بالقول “أصر على أن هذا لا يعزّز سوى الكفاح من أجل مشروع الانفصال، يمكنك إشعال النار حتى في الصخور، لكننا لن ننحني، سنقف دائمًا مصمّمين أكثر من أي وقت مضى على انتزاع استقلالنا”.
وبحسب مصادر “أنباء الجزائر” فإن جهات جزائرية تتحرك بإيعاز من دول أجنبية مناهضة للبلاد تكون وراء إضرام النيران وإشعال الحرائق عبر أزيد من 14 ولاية، الإثنين الماضي، في سلسلة حرائق هي الأكبر في البلاد منذ الاستقلال.
وأصبح النظام العسكري الجزائري، تغطية لفشله في تدبير شؤون الشعب الجزائري وتقويضا للحراك، أصبح يوزع الاتهامات يمينا وشمالا وتحتا وفوقا، حيث اتهم “ما سماه ب”حركة الماك الإرهابية” بتورطها في إشعال هذه الحرائق لتوريط النظام الجزائري وتأليب الرأي العام الوطني ضد السلطة، خاصة وأن هذه الحرائق جاءت بعد أقل من 24 ساعة من تحذيرات الرئيس تبون للجزائريين الانسياق وراء الإشاعات والأخبار الكاذبة” .
ثم اتجه نحو فرضية تورط ما أطلق عليها ب”حركة رشاد الإرهابية التي لا تزال تجند بعض الجزائريين في الداخل بــ”الريمونت كونترول” من وراء البحار لزعزعة استقرار الوطن ونشر الفوضى والخراب فيه.”
ثم لم ينس أن يتهم بعد هذه ما عبر عنه ب”الحركات الإرهابية والإجرامية” دولًا عديدة على رأسها فرنسا، المغرب وإسرائيل.
وتشهد تيزي وزو منذ، مساء الإثنين 9 غشت 2021، حرائق مهولة شبَّت في الغابات المحيطة بالمدينة، ودفعت الآلاف من سكانها إلى مغادرة منازلهم، بينما تقترب النيران من تجمعات سكنية كبيرة، كما تسببت في سقوط 65 قتيل.
وأتت حرائق مهولة على عشرات الهكتارات من الغابات، كما وثقت مواقع التواصل الاجتماعي هلع وهرب المئات من تجمعات سكنية؛ خشية إصابتهم بالنيران.
وأكد وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود، لدى تنقله إلى ولاية تيزي وزو، الثلاثاء 10 غشت، أن أيادي إجرامية تتسبب في حرائق الغابات في 14 ولاية. وقال بلجود في هذا الخصوص: “من المستحيلات السبع اشتعال عشرات الحرائق في نفس الوقت”.
هذه الكوارث التي تسبب فيها النظام العسكري الجزائري وسياسيوه الفاشلون تأتي بعد أزمات الحليب والسميد والزيت والجفاف والماء والأكسيجين وانتشار وباء فيروس كورونا وانهيار المنظومة الصحية ونقصان السيولة وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وانهيار أسعار البترول والغاز وسرقة ميزانية الدولة بمئات الملايير من الدولارات عائدات البترول والغاز وسوء التسيير وصرف الأموال على مرتزقة بوليساريو…و…و.. إذ لا يعقل أن تصرف دولة مئات ملايير الدولار ات على خردة الأسلحة ولا تتوفر على طائرة واحدة للإطفاء الحرائق أو مستشفى ميداني لعلاج المرضى ….