حين يتحول اليمين إلى المعارضة: سيناريو المستقبل
فريد بوجيدة
عثرت على مقال شبه افتتاحي كتبته سنة 1994 ونشر في الصفحة الأولى بجريدة أنوال المغربية . ما استوقفني تلك القراءة الاستباقية للأحداث ، التي كانت بداية لتحول في الحقل السياسي المغربي ، من خلال قبول الاتحاد الاشتراكي المشاركة في الحكومة ، كتجربة جديدة ، وانتقاله من المعارضة إلى تدبير المرحلة . لكن حاولت أن أطرح بعض الأسئلة لعل أهمها من سيلعب دور المعارضة ؟ ومن ستعارض ؟ وعلى الأصح ماذا ستعارض ؟ خصوصا أن السيناريو الذي كان مفترضا هو حكومة إنقاذ …بمعنى أن اليمين حين يتحول إلى معارضة ، لن يجد مايعارضه ، أو للتدقيق لن يجد ماسيدافع عنه !
الانتخابات قادمة ، وأتصور سيناريو آخر ، هو أقرب إلى المنطق ، أي خروج العدالة والتنمية إلى المعارضة . بالرغم من بعض الاختلافات بين الماضي والحاضر ، تظل الإشكالية هي هي ، كيف سيتصرف حزب الاسلاميين ، وماذا سيعارض؟ وماهي الحصيلة التي سيدافع عنها ؟ ودون الدخول في التفاصيل، سأقول هل سيستطيع الآن أن يعارض العلاقات المغربية الإسرائيلية؟ وهل يمكن له أن يتبنى ملفا اجتماعيا مثل التقاعد أو ملفا اقتصاديا مثل صندوق المقاصة ، أو ينظم إلى قطاع كبير مثل التعليم كي يسترجع تعاطف رجاله ونسائه ؟
وإذا كان في استطاعته كحزب سياسي أن يلعب على ازدواجية الخطاب ، من أجل النسيان، فالتاريخ لاينسى أبدا ، فهو الآن يوثق بالصوت والصور