ما هذا التوضيح المجاني ايها السيد العثماني ؟!
بقلم .. عمر الطيبي
صرح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية السيد سعد الدين العثماني، إن الرد الذي قدمه عمر هلال، ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، حول تقرير المصير في منطقة القبايل الجزائرية، “ليس موقفا سياسيا للدولة المغربية”، مقدما بذلك توضيحا أو قل تنازلا إعلاميا مجانيا لنظام العسكر.
وقال العثماني في حديث لموقع “هسيريس” الاكتروني الذي قدمه بدوره بصفتيه كامين عام لحزب العدالة والتنمية وكرئيس للحكوم .. “ان رد السفير هلال كان عبارة عن رد فعل حجاجي على الجزائر “، في ما بدا كاستجابة اعلامية متاخرة من الرجل لطلب مسؤولي نظام العسكر توضيحات من الرباط حول تصريحات الديبلوماسي المغربي.
كان بإمكان السيد العثماني ان يكتفي بالاحالة على مبادرة الملك كما جاءت في خطاب العرش ففيها الرد، حيث دعا محمد السادس المسؤولين الجزائريين، للجلوس الى مائدة الحوار بدون شروط مسبقة ومعالجة جميع القضايا التي تشغل بال الطرفين، وأشار من جهة اخرى الى ضرورة تجاوز تاثير التفاعلات الديبلوماسية والاعلامية على مستوى القضايا الخلافية والبحث لها عن حلول، فماذا دهاك ايها السيد العثماني حتى تتفضل عليهم بتوضيحات مجانية من عنديتك ؟؟!!!.
هل يظن السيد العثماني ان مسؤولي نظام العسكر لا يعرفون ان حديث عمر هلال عن استقلال القبايل “كان مجرد رد فعل حجاجي” كما قال او انه كان بالضبط عبارة عن رد فعل على استفزازات لعمامرة لما اراد اقحام قضية الصحراء المغربية ضمن جدول اعمال اجتماع دول عدم الانحياز، كلا ايها السيد العثماني انهم يعرفون ذلك واكثر، وانما يحاولون قول ما قاله القرد للحمار في الحكاية الشعبية، عندما ساله لماذا يضربه بدون سبب وباستمرار، فلم يجد ما يرد به عليه سوى قوله “وعلاش انت مزغب .. علاش !!”، هكذا ببساطة يا سيدي .. وقديما قيل “توضيح الواضحات من المفضحات”!!
لو كانت عند الرجل ذاكرة سياسية كما يجدر برجل سياسة محنك، لتاسى بالحديث الشريف “لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين” والعثماني سبق له ان لدغ من الجحر الجزائري مرة اولى عندما صدق ابتسامة بوتفليقة الماكرة وعاد من زيارة للجزائر ليبشر النغاربة بانفراجة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، وكان ذلك احد الاسباب التي ادت لاقالته من منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون، فماذا دهاك لتدخل يدك في الجحر الجزائري مرة اخرى يا رجل؟!
اعرف ان خسارة الزلة التي ارتكبها العثماني لن تتجاوز بعض الخسارة في الحرب الاعلامية، على اعتبار انها تتيح لاعلام العسكر التبجح بتراجع المغرب تحت ضغطه وحتى جراء خوفه من التهديدات، ويبقى ان من حسن حظ هذا البلد ان الملف يوجد بين يدين متمرستين ومتمكنتين هما يدا الملك !!
وليعلم السيد العثماني في الختام، انه سبق للمغرب ان اعلن عن موقفه من قضية القبايل بشكل واضح وصريح ومسؤول داخل منظمة الامم المتحدة، وذلك عندما دعا المستشار عمر ربيع عضو الممثيلية المغربية الداءمة لدى المنظمة الاممية مطلع نوفمبر 2015، ومن داخل اللجنة الثالثة، الى تمكين الشعب القبايلي من حقوقة السياسية وتمتيعه بحكم ذاتي ..”، ورايي انه لا يجدر بالمغرب التراجع عن هذا الموقف مهما كانت الأسباب.