محمد شحلال
أقدمت الجزائر على قطع علاقاتها الدبلوماسية ببلادنا من جانب واحد وكما كان متوقعا ،بعد ما صدت كل أبواب التعقل التي فتحها المغرب.
عقد وزير خارجية الجزائر ندوة استأثر خلالها بالحديث، ليلتقط من الماضي البعيد كل ما يسوغ قطع هذه العلاقات،وكأن مثل هذا الفعل لا بد له من مرور عقود حتى يكشف عنه ذات يوم بدون مبرر اني يمكن تسويقه خارجيا.
لقد تبادل المهتمون في البلدين من السياسيين والاعلاميين خاصة الذباب الا لكتروني ،ما يكفي من التهم والقذف عبر ردود الأفعال ،مما جعل الإجواء تزداد سوداوية ،ويتعذر أن تنقشع في المدى القريب.
لم يدعني الفضول كباقي المواطنين،فتابعت الشأن المغربي/الجزائري منذ زمن قديم الى أن بلغ هذه المرحلة التي لا يريدها مسلم لأخيه.
لقد ساق الجزائريون الموالون لنظامهم واطروحاته كل المبررات التي تجعلهم مقتنعين بمسؤولية المغرب الثابتة فيما يحصل.
وبالمقابل،فان الخبراء المغاربة لم يدخروا جهدا في تفسير سيرورة الأحداث، مؤكدين ان بلدنا لم يقم بغير انتزاع حقوقه المشروعة، من غير التطاول على سيادة أحد.
لنترك الساسة وأهل الحل والعقد يدبرون هذا الملف الشائك، الذي نسال الله ألا يتطور الى ما هو أسوأ،ولنعد الى ملاحظة أثارت انتباهي -شخصيا-في تحليل بعض الخبراء الجزائريين بمن فيهم المعارضون.
ان هناك هما مشتركا بين كل هؤلاء،حيث يصرحون دون خجل بإنه لا يحق،،للمروك،،أن يتجاوز دول المغرب العربي ويخترق الأسواق الأفريقية،كما لا يحق له أن،،يزاحم،،الجزائر في ملف ليبيا !
عندما يتحدث بعض معارضي النظام الجزائري عن الاوضاع ببلادهم،فانهم يجرونك الى التضامن معهم،لكنهم ما يلبثون أن يصدموك بهمهم المشترك المتمثل في عدم السماح بتميز يحسب للمغرب !
ليس المرء بحاجة الى ذكاء خارق ليفهم بأن مبررات قطع العلاقات الحقيقية هي التي استعرضها وزير خارجية الجزائر،بما فيها حرب الرمال التي عفا عنها الزمان وحرائق القبائل ومساعدة حركتي ،،الماك ورشاد،،وغيرها،وانما هي عقدة فقدان ،،leadearship،، التي ظلت الجزائر تنتشي بها في وقت من الوقت،فتغيرت الأوضاع في كل بقاع العالم واختلت الشروط والموازين، دون أن يواكبها حكام هذا البلد الذين علموا شعبهم بأن يغذي حلم الريادة المطلقة في كل شيء ،ليجد نفسه فجأة في مواجهة واقع تسقط معه كل الشعارات التضليلية التي كادت تخدعنا أيام المد الناصري/البومدييني !
ليت الشعب الجزائري المخدوع يتأمل كيف هرولت اسبانيا غير العربية ولا المسلمة الى مغازلة المغرب بعد ازمة عميقة،بينما ينتصر الاخ والجار المسلم لعناد شخصية مريضة باوهام العظمة التي كذبتها الوقائع !
وبالرغم من وقع الضربات التي نتلقاها منذ عقود على يد اخواننا،فاننا نسأل الله ان يحول حالهم الى أحسن حال حتى تزول كل موانع التواصل التي تراكمت عبر السنين.
سؤال واحد لا يجيب عنه حكام الجزائر :
أين تاسست حركة الماك؟ ومن يحتضنها ويضمن لها الحماية والحق في التظاهر؟
لماذا لم ترد الجزائر على فرنسا وتطالبها بمنع هذه الحركة بدل المغرب الذي تلفق ضده التهم بهذا الصدد ؟ لماذا لا تسائل بريطانيا التي تاوي وتحتضن زعيم حركة ،،رشاد،،؟
لماذا لا تقطع علاقاتها مع كل الدول التي تعترف وتتعامل مع اسرائيل ؟
ان لائحة الأسئلة المحيرة مفتوحة،ولا بد للتاريخ أن يفضح سماسرة السياسة في الوقت المناسب