عندما قلنا للرباح: مهمتكم انتهت عودوا إلى مقاعدكم
فؤاد ابو علي
كثيرة هي التعليقات والتحاليل التي توقفت عند نكسة البيجيدي الأخيرة وكل تعليق هو تعبير عن موقف إيديولوجي قبل أن يسائل الخيار السياسي للحزب ومساره في السنين الأخيرة… البعض فوجئ من حجم السقوط، وآخرون بدأوا يتشفون في التجربة برمتها، لكن الأكيد أن الحزب وقيادته يتحملان الجزء الأهم من المسؤولية… وككل سقوط لا بد له من مقدمات، ومقدماته الأساسية التفريط في الشرعية الشعبية والبحث الدائم عن تقديم شهادة حسن السلوك لأصحاب القرار… ولعل أهم المقدمات التي جعلت الجمع ينفض عن حزب مثل آمال المغاربة هو التخلي عن الثوابت المؤسسة للفكرة، فحين تتخلى عن مبرر وجودك فلا معنى لوجودك أصلا…. فحين قلنا في الرد على دفاع عزيز الرباح عن القانون الإطار، وهو البعيد تخصصا ومعرفة عن موضوع التربية، بأن المهمة التي وكل بها الحزب قد شارفت على النهاية كتب يكيل لنا التهم بأننا نأمل نهاية الحزب وهو ما لن يتحقق. لذا لم ينصت إلى جوهر القول بل أخذته الحمية دفاعا عن مكانه ومكانته وعرينه… لذا فنهاية أي فكرة تنطلق من وقت التخلي عن شرعيتها الواقعية والمؤسسة… وهذا ما كان… ولم تكن فرنسة التعليم إلا نقطة في مسار طويل من التراجعات المادية والمبدئية…والواقع أن النقطة التي جعلت قيادة الحزب تبني آمالا على الرمال هو غياب البديل الحزبي بعد ضياع بوصلة اليسار … اليسار الذي تحول بعضه إلى بوق للاستبداد باسم الحداثة والعصرنة يقتات على تجربة الإنصاف والمصالحة، وآخرون أضاعوا البوصلة نهائيا كما حدث في فاس عندما رشح حزب الخياري أمين عام حزب محافظ… لكن غياب اليسار لا يعني غياب البدائل، لذا كان العقاب أقسى ولو بأسوء البدائل….