“كرين دزاير” القوة الضاربة تسجل طوابير مليونية أخرى حول اقتناء الأدوات المدرسية ب”البون” نتج عنها شجارات وهجومات وغلق الطرقات وتدخل الشرطة
عبدالقادر كتــرة
بعد الطوابير اللامتناهية على الحليب والدقيق والزيت والبطاطا والماء والدواء والأكسيجين والسيولة المالية والنقل والخضر والفواكه …، “كرين دزاير” الجزائر القوة الضاربة والبلد القارة والقوة الإقليمية العظمى تسجل آخر طوابير مليونية حول نقط البيع (من بينها حمام دوش تحول إلى مكتبة) للأدوات المدرسية والكتب المدرسية المفقودة …، والتي تميزت باستعمال “البون” والأرقام وبالشجارات للظفر بالكتاب المدرسي، حسب شاهد من أهلها جريدة العسكر “الشروق”، وهجومات على المكتبات وغبق الطرقات.
وذكرت هذه الجريدة أن المئات من أولياء التلاميذ وحتى التلاميذ أنفسهم، “تجمعوا أمام مقر ديوان المطبوعات المدرسية بالطارف، بغرض الحصول على حاجياتهم من الكتب المدرسية لمختلف الأطوار، ولكن من دون جدوى، الأمر الذي أغضب الحضور وجعلهم في حيرة من أمرهم، خاصة بعد رفض مديري المدارس بيع الكتب، تنفيذا للتعليمة التي تنص على بيع الكتب خارج المؤسسات التربوية ولتكتفي هذه المدارس، بالتكفل بحاجيات المعوزين من الكتب في الإطار المعمول به سابقا، أما عن عملية البيع فتتم في مقر الديوان أو بعض مكتبات الخواص، التي لم تستطع مواكبة العملية نظرا للضغط الرهيب الذي أحدثه طالبو الكتب من التلاميذ وأوليائهم وبمختلف الأطوار لتتحوّل إلى فوضى وشجارات، ومنهم من أغلق مكتبته تماما أمام المدّ الجارف من التلاميذ والأولياء لتزداد حيرتهم في ظل فوضى عارمة وعدم تنظيم وتحكم في عملية البيع”.
وتتشكل، حسب نفس المصدر، ” منذ الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي، طوابير أمام محلات بيع الأدوات المدرسية والكتب، في ظاهرة هي الأولى في تاريخ المدرسة الجزائرية، وسط أوضاع وبائية غير مستقرة خاصة في عاصمة الشرق التي مازالت أرقام كورونا فيها تثير المخاوف ومستشفياتها مكتظة، وكان مقر ديوان المطبوعات المدرسية بحي بوالصوف بقسنطينة، قد شهد حالة استنفار يوم الخميس أدت إلى غلق الطريق وتدخل مصالح الأمن لفك الاختناق المروري، والتحق مئات من أولياء التلاميذ أمام المكتبات للحصول على الكتب المدرسية، فيما لم يتمكن الكثير من الحصول على رقم الدور بسبب الوصول المتأخر، وزادت إشاعات الفايسبوك، التي تتحدث عن الندرة المحتملة للكتب المدرسية والتي تم الترويج لها، تأجيج الوضع، فجعلت غالبية المواطنين يبدؤون رحلة بحث عبر كافة تراب الولاية، وانتهى المطاف بأغلبهم في طوابير أمام المكتبات الخاصة، تجلت أمس الجمعة وشابهت طوابير الزيت السابقة، في انتظار تدخل السلطات لإنهاء هذه المهزلة واستعادة سمعة التعليم والمدرسة على حدّ تعبير أحد الغاضبين من الوضع.
واختفى الكتاب المدرسي، وتحوّل إلى عملة نادرة في عنابة، تزامنا والدخول المدرسي للموسم الجاري الأمر الذي تسببّ في إحداث فوضى كبيرة، أمام مختلف نقاط البيع المعتمدة، التي تحولت إلى مسرح لطوابير طويلة وعريضة، لأولياء وتلاميذ يبحثون عن كتب مدرسية، بات الحصول عليها ليس مهمة سهلة، حسب نفس المصدر.
واقتحم العشرات من أولياء التلاميذ مقر الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بمدينة بالعباس، ما تسبب في حالة إغماء لإحدى عاملاته، ودفع بالمصالح الأمنية للتدخل في سبيل إخراج المقتحمين ووضع حد للفوضى التي سادت المكان، في الوقت الذي أعلن فيه القائمون على الديوان، وقف عملية البيع والاكتفاء بالعمل الإداري المخول لهم، خاصة عقب استغلال لصوص للحادثة لسرقة بعض السيدات اللواتي كن في الطابور تحت التهديد.
هذه الوضعية، حسب نفس المصدر، دفعت بالعديد من أولياء التلاميذ إلى اقتحام مبنى الديوان في سبيل الحصول عنوة على الكتب المدرسية لمختلف الأطوار التعليمية الثلاثة، بعد ما رفضت المؤسسات التربوية القيام بعملية البيع، عقب حجزها لكميات هائلة من الكتب بهياكلها، ما تسبب في ندرة حادة للكتب المدرسية بالمكتبات المعتمدة، هذه الأخيرة هي الأخرى رفضت مواصلة عملية البيع عقب نفاد مخزونها الأول، واستشراء الفوضى التي عجزت عن السيطرة عليها، ناهيك عن غياب هامش الربح، وكذا الاعتماد على إمكاناتها المادية الخاصة في نقل الكتب من المركز إلى رفوفها. وضعية ساهمت في توافد أعداد كبيرة من أولياء التلاميذ على نقطة البيع المتواجدة بالمركز، وصلت إلى حد محاولة الاعتداء على أعوانه.
مدير الديوان وضف ما يحدث بالكارثي، لغياب النظام وعدم التزام الأولياء بالطابور، ناهيك عن غياب أعوان الأمن لتوفير الحماية لهم. وضعية دفعت بالمدير إلى عدم استبعاد خيار غلق نقطة البيع والإبقاء على العمل الإداري فقط للديوان، قائلا “إن الظروف الحالية لا تساعدهم على العمل، وبأن انفلات الوضع يستدعي تدخل الوزير، خاصة في ظل إصرار المديرين على رفض الشروع في عملية بيع الكتب، واحتجازهم لها بعد ما تعذر على مديرية التربية حل هذا المشكل المتأزم إلى اليوم”.
وأضاف المتحدث ذاته بأن بقاء الوضع على ما هو عليه، سيحرم التلميذ من الحصول على الكتاب المدرسي، لأن العملية إذا استمرت على مستوى نقطة البيع التابعة للمركز، ستتواصل على مدار شهر كامل، بالنظر إلى العدد الكبير للمتمدرسين في مختلف الأطوار البالغ عددهم أكثر من 178 ألف تلميذ موزعين عبر 468 مؤسسة تعليمية.