عن الحرب المرتقبة بين الجزائر والمغرب
محمد اسليم
إذا نجحت الجزائر في جر المغرب إلى حرب، فما توقيت هذه الحرب؟ وأين ستقع؟ وما مداها؟ وما غايتها؟
بعجالة شديدة، سيكون التوقيت ما بين الأيام المقبلة، تاريخ بث المحكمة الأوروبية في الدعوة التي رفعتها البوليساريو ضد المغرب بشأن الصادرات القادمة من أقاليمنا الجنوبية، وتاريخ انعقاد مجلس الأمن المقبل في موضوع الصحراء؛
مكان وقوع هذه الحرب هو رمال الجنوب، لأن جيش كوريا الشمالية لا يملك «خصيتين نحاسيتين» لشن هذه الحرب في شمال المملكة، لأن هزيمته شنيعة نكراء وستكون هذه المنطقة مقبرة له؛
ستأخذ الحرب شكل مناوشات، وليس حربا شاملة؛
أهدافها:
أ) توقيف كافة أشكال الاحتجاجات في الجزائر بإنزالات عقوبات قاسية بكل من يحتج على النظام أو ينتقده، تحت تهمة الخيانة الوطنية والإضرار بالجيش الوطني الشعبي وخدمة الخارج؛
ب) جعل وساطات دولية عديدة تتدخل لإيقاف الحرب، بعد أن واجه المغرب كل الإجراءات التي اتخذتها الجزائر مؤخرا ضده بصمت لا يعني سوى السخرية والاستهزاء؛
ج) ضرب اقتصاد المغرب، من خلال إعطاء الانطباع بأن الصحراء المغربية مكان غير آمن، ما سيحمل المستثمرين الأجانب على المغادرة، وثني من يعتزم الاستثمار في الأقاليم الجنوبية عن العزوف عن ذلك، وربما حتى قطع معبر الكركارات مجددا، لمنع تدفق البضائع المغربية إلى البلدان الإفريقية؛
د) إعادة ما يسمى بملف الصحراء إلى نقطة الصفر، من خلال جعله يتصدر اهتمام الإعلام والرأي العام والهيئات الدولية، عبر إخراج الحرب التي انطلقت منذ إعادة فتح الجيش المغربي لمعبر الكركارات، والتل لم يسمع بها أحد، إخراجا إلى حيز الوجود.
فقط، ينسى مخبولو الجارة الشرقية أن من يملك قرار الحرب، وتوقيتها، لا يمكنه التحكم في مداها ولا في توقيت نهايتها، بالتالي لا يضمن نتيجتها. في رأيي، إن يتجرؤوا على هكذا جماقة، فالجيش المغربي مطالب برد حازم وصاعق وكاسح وقصيرا زمنيا، فلا تتوقف جيوشنا إلا بعد استعادة صحرائنا الشرقية كاملة غير منقوصة ولو بشبر واحد. آنذاك، سيستيقظ العالم على مفاجأة مدوية، وهي استقبال أهالينا هناك للجيش المغربي بالعلم الوطني معبرين عن فرحتهم بعودتعهم أخيرا إلى الوطن الأب….