الجزائر تُسجِّل أكبر حضور إلى جانب إسرائيل في “إكسبو 2000 دبي” بالأمارات المُطبِّعة مع إسرائيل
عبدالقادر كتــرة
دخلت الجزائر معرض إكسبو 2020 دبي بمشاركة لافتة ومختلفة عن المعارض السابقة هي الأكبر في تاريخ مشاركاتها بهذا النوع من المعارض الدولية صاحبة شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، إلى جانب مشاركة إسرائيل بجناح تحت شعار “نحو الغد” باللغتين العبرية والعربية، أقيم برعاية وإشراف وزارة الخارجية الإسرائيلية، بالعاصمة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة المطبعة مع إسرائيل بل حذفت التأشيرة على الإسرائيليين المتوجهين للإمارات .
ولم تفكر الجزائر هذه المرة في استثمار التحامل على إسرائيل والمتاجرة بالقضية الفلسطينية “ظالمة أو مظلومة” ولا التهديد بالمقاطعة ورفضها الجلوس إلى الموائد التي تشارك فيها إسرائيل، ولا سحب أو تجميد مشاركتها كما تفعل في المنتديات الدولية والملتقيات الرياضية أو المؤتمرات العالمية التي تعتبر انسحاب ممثليها أمام ممثلين إسرائيليين “أبطال أنداد أشداء أقوياء”، أو تندد بالبلد المنظم الذي وجه الدعوة ل”الكيان الصهيوني” للمشاركة…
لكن، للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها في المعارض الدولية الكبرى، سجلت الجزائر أكبر حضور لها في إكسبو 2020 من خلال جناح خاص ببناية مستقلة صمم على طراز مدينة القصبة العتيقة بالجزائر العاصمة.
والجزائر عضو في اللجنة القيادية لمعرض إكسبو 2020 دبي بالإضافة إلى محافظين عامين من 30 دولة من بين 170 دولة أخرى تعد عضوا في المكتب الدولي للمعارض.
الخبير الاقتصادي الدكتور عبد المالك سراي شدد على الأهمية القصوى لمعرض إكسبو 2020 دبي خصوصاً في هذا الظرف الذي قال إنه بدأ يشهد تعافٍ تدريجي للاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا، واصفاً المعرض بـ”المرجع الدولي للاقتصاد”.
وأوضح الخبير الجزائري إلى أن المعرض “خطوة ممتازة جدا بالنسبة للبلد العربي الشقيق الإمارات وأيضا على المستوى العالمي ويمكن أن يكون مرجعاً دولياً للاقتصاد العالمي وللعلاقات الدولية، مشيرا إلى أهميته بالنسبة للجزائر من خلال فرص جلب الاستثمار، لكنه ربط ذلك بعدد رجال الأعمال المشاركين بالمعرض، مضيفاً بأن “المعرض ملتقى كبير جدا، وهو فخر كبير لنا كعرب، وسيوفر فرص كبيرة جدا للجزائر”.
الدكتور “سراي” نوه كذلك لأهمية معرض إكسبو 2020 دبي للاقتصاد العالمي، وشدد على أنه “متنفس للاقتصاد العالمي الذي تعثر بفعل جائحة كورونا، وكل ما فيه من فرص وأفكار وعلاقات ولقاءات وتبادل فهي متنفس لاقتصاد العالم وفرصة لتقوية النسيج الدولي الاقتصادي”.
في السياق ذاته، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة الجزائر الدكتور علاوة خلوط إن “دبي معروفة بكونها منصة تجارية واقتصادية عالمية، وكل الشركات العالمية تعرض منتجاتها حتى العسكرية منها، وهذا النوع من المعارض الكبيرة العالمية هو تقليد إماراتي، وهي منطقة متفتحة كثيرا على رأس المال الأجنبي وهي أكبر منطقة لاستقطاب رؤوس الأموال”.
وتشارك إسرائيل بجناح برعاية وإشراف وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو مفتوح وضعت له أرضية توحي بوجود كثبان رملية وكسي سقفه بشاشات كبيرة وممرات مصنوعة من طبقة رقيقة من الخرسانة ومطلية لون الرمال.
وقال مسؤول التواصل في الجناح “مناحيم غانتز” لوكالة فرانس برس “نحن سعيدون للغاية. هي المرة الأولى التي (ينظم) فيها إكسبو في الشرق الأوسط، والمرة الأولى التي تشارك بها إسرائيل في حدث بهذا الحجم والأهمية. حدث عالمي بهذه الأهمية في دولة عربية”.
وبحسب “غانتز”، أقيم الجناح الإسرائيلي “من عناصر مشتركة بيننا تظهر كم نحن نتشابه”، موضحا “على سبيل المثال، الرمال التي نقف عليها ترمز إلى الكثبان الرملية. جغرافية إسرائيل والإمارات متشابهة للغاية”.
تستعد الإمارات لإبهار العالم طوال 6 أشهر هي مدة الحدث متعهدة بأن يكون الأفضل في التاريخ.
وبحسب “غانتز”، أقيم الجناح الإسرائيلي “من عناصر مشتركة بيننا تظهر كم نحن نتشابه”، موضحا “على سبيل المثال، الرمال التي نقف عليها ترمز الى الكثبان الرملية. جغرافية إسرائيل والإمارات متشابهة للغاية”.
ومرّ عام على توقيع الإمارات اتفاق إقامة علاقات مع إسرائيل في 15 أيلول/سبتمبر 2020، في خطوة تتطلع الدولة الخليجية الثرية أن تعود عليها بتريليون دولار من التبادلات الاقتصادية.
ومنذ توقيع اتفاق تطبيع العلاقات، أبرمت الإمارات وإسرائيل عددا من الاتفاقات التجارية، وارتفع عدد الشركات الإسرائيلية الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والزراعة في البلد الخليجي.
وتأمل الإمارات وإسرائيل اللتان تضرّر اقتصاداهما بفعل فيروس كورونا، تحقيق مكاسب كبرى من اتفاق التطبيع، لا سيما بالنسبة الى دبي الباحثة عن شركاء جدد في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والأعمال.
والإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقّع اتفاق تطبيع للعلاقات مع الدولة العبرية، وتلتها البحرين، ثم السودان وأخيراً المغرب، بعد اعتراف الأردن (1994) ومصر (1979) بإسرائيل.
وتحضر فلسطين بقدسها معرض “#إكسبو #دبي 2020″، لإيصال رسالتها وثقافتها وصوت المناضل الفلسطيني إلى كلّ العالم. وجناح خاص لفلسطين في المعرض، تزيّنت واجهته بلوحات ضخمة للقدس الشريفة وساحة الأقصى ومسجد القبّة.
يشارك في الحدث الاستثنائي في دبي أكثر من 192 دولة في العالم بينها الدولة المضيفة الإمارات ، لكّل منها جناحاً خاصّاً، تجتمع معاً لعرض ابتكارات تكنولوجية متنوعة وقطع هندسية، إضافة إلى نقل ثقافتها إلى البلدان الأخرى.
واختارت الإمارات شعار ” تواصل العقول.. وصنع المستقبل” عنوانا لحملة استضافة “معرض إكسبو الدولي 2020” في دبي، وهو شعار سيصل إلى الجمهور فورا بمجرد الحضور إلى الحدث، الذي انطلقن فعالياته رسميا اعتبارا من فاتح أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حتى نهاية مارس/ آذار 2022.
ويركز إكسبو 2020 دبي على إيجاد الحلول للتحديات بتوظيف الابتكار وتسخير التكنولوجيا المتقدمة وتعزيز التعاون وتبادل الأفكار وتوفير المنصات الملهمة و المحفزة على الإبداع لضمان استمرار التقدم البشري في جميع المجالات، وخاصة فيما يتعلق بالقطاع الصناعي الصديق للبيئة.
وبينما يقف العالم على أعتاب تحول لا سابق له بفضل الثورة الصناعية الرابعة، يسلط إكسبو 2020 الضوء بقوة على وعد بمساهمة كبيرة للابتكار والتكنولوجيا في حل أهم التحديات التي تواجه العالم حاليا.
وبالإضافة إلى توفير شبكات الجيل الخامس للاتصالات من قبل شركة اتصالات، وهي شريك أول رسمي للحدث، فإن الروبوتات الموجودة في الموقع وأحدث الابتكارات ستتيح للزوار تجارب مميزة.
كما سيبرز إكسبو مدى الدعم الذي يحصل عليه المبتكرون من خلال برنامج منح الابتكار المؤثر وبرنامج إكسبو لايف، وكيفية اختيار الأفكار الجديدة من أجل برنامج أفضل الممارسات العالمية، وهي كلها برامج تعمل على مساعدة الملايين في المجتمعات المهمشة في مختلف أنحاء العالم.
ويقام إكسبو 2020 على مساحة إجمالية تبلغ 4.38 كيلومتر مربع، وسيدعم الاقتصاد الإماراتي بإجمالي قيمة مضافة تبلغ 122.6 مليار درهم بين عامي 2013 و2031، وسيدعم ما يصل إلى 905.200 سنة عمل بين عامي 2013 و2031، وهو ما يساوي نحو 49 ألفاً و700 وظيفة بدوام كامل سنوياً، وفقا لدراسة مستقلة أجرتها شركة التدقيق والاستشارات المالية إرنست ويونج.
ويتوقع القيّمون على المعرض العالمي استقبال قرابة 25 مليون زائر خلال الحدث الذي يستمر ستة أشهر، والذي يحمل شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”.