جرادة : الجبل الأسود بين الأمس واليوم
محمد حمداوي
في خضم النقاش الدائر حول مصير الجبل الاصطناعي من مخلفات الفحم الحجري منذ بداية استخراج الفحم إلى غاية التسعينات من القرن الماضي. إذا كان البعض يعتبره إرثا جماعيا يستحق الحفظ والعناية ويمكن تحويله إلى معلمة سياحية و استقطاب الزوار ودر الدخل..
فريق ثان يرى في المعلمة مجرد ركام بقايا فحم ملوثة للفضاء وتقبع على وعاء عقاري هام يمكن الإستفادة من مداخيل بيعه إذا ما صاح لأي استعمال… إضافة إلى استغلال موقعه لأغراض عقارية والتخلص من آثاره البيئية على السكان وعلى الفرشة المائية…
فريق ثالث يرى أن الجبل الأسود فرصة ثانية للمدينة بعد نفاذ الفحم وشح الموارد… وكنز ثمين على الدولة والجهات المسؤولة أن تحسن إستغلاله بأي طريقة تمكن من خلق مورد تستفيد منه الساكنة والمدينة…إذ لا يهمها تحويله إلى إرث ثقافي او إلى آجر أو بيعه لشركات بناء الطرق او حتى تصديره إلى باناما…
الأهم توفير مورد ومصدر أموال لفائدة المدينة.
بين هاته الفئة او تلك تقوم الدولة بصفتها المسؤولة عن شؤون البلاد والعباد بعمليات سحب العينات وتحليلها كيميائيا وميكانيكيا لمعرفة مدى صلاحياتها… كما أن جهات عدة تمثل الساكنة بالتأكيد تعرف وعلى اطلاع بما يجري وعليها إن توفق بين آراء الفرق الثلاث وتفكر في وضع آليات المتابعة والبحث في كيفية الاستفادة من مداخيل محتملة و توظيفها في تنمية الأنشطة الإقتصادية والاجتماعية…
ويبقى تساؤل المواطن مشروعا في ظل تضارب الأخبار وكذا الآراء وغياب الأطراف المسؤولة عن تنوير الرأي العام خصوصا المجالس المنتخبة والسلطات المحلية. في انتظار ذلك. نتمنى الخير كل الخير. نتمنى أن يكون مصيره مختلفا عن مصير مخلفات الشركة التي تعرضت للنهب والسطو وحررت محاضر في شأنها ضد شباب وأطفال بعد فوات الأوان. كالسكة الحديدية ولاكاج والمغاسل وغيرها… حلمنا ألا يتعرض الجبل الإرث الركام لما تعرض له تاجه ذات يوم…كما نتمنى أن تحترم كل الآراء في هذا الشأن وان نتجاوز لغة الرأي الواحد و الآخرون خونة.. قردة… لصوص… بياعة… فالحقيقة ما لم تبنى على معطيات علمية ودراسات مالية ومعرفة بالامكانات… تبقى مجرد آراء تقبل الخطأ وتحتمل الصواب.
Mohammed Hamdaoui