نادي المولودية الوجدية كرة القدم …إلى أين؟
عبدالقادر كتــرة
ما أشبه بداية هذا الموسم الكروي من الدوري الاحترافي الحالي بتلك التي سجلها نادي المولودية الوجدية كرة القدم الموسم الماضي، الذي عرف تعثرا مرعبا وصراعا قويا مع المدرب المقال وادو ما زالت قضيته في ردهات المحاك الرياضية، كاد أن يعصف بمستقبل النادي لولا تدارك المكتب برئاسة محمد هوار الذي بدل جهدا كبيرا وصبرا أيوبيا لاحتوائه، لكن إذا نجح النادي في القيام من عثرة بداية الموسم الماضي وحقق نتائج مرضية، عثرة بداية هذا الموسم تبعتها عثرات.
ورغم أننا في نهاية الثلاث الأول من البطولة يبدو أن الطريق مملوءا بالأشواك والنفق مظلما ولا يلوح في الأفق بصيص أمل، اللهم إذا بزغ شعاع من خلال السحب الداكنة أو حلول معجزة، مع الإشارة إلى أن الفرق التي لا تنجح، مع نهاية الثلث الأول من البطولة، في اجتياز الخطوط الحمراء لذيل الترتيب، غالبا ما تعاني في نهاية الموسم الكروي إن لم تنهار وتندحر إلى القسم الموالي.
تحتل مولودية وجدة المركز ال 13 ب 9 نقاط الى حدود الدورة العاشرة (موسم 2021/2022) حصيلة انتصارين و3 تعادلات و5 هزائم، بثاني أضعف دفاع ومن أضعف خطوط الهجوم حيث تلقت مرماه 16 هدفا وسجل 9 أهداف (- 6 أهداف) بعد أن عاد من مدينة برشيد بهزيمة بهدف لصفر ، مقارنة مع الموسم الرياضي الماضي 2020-2021، الذي احتل فيه الرتبة السادسة برصيد 13 النقاط بعد أن عاد من برشيد بانتصار على اليوسفية بهدف لصفر، من سخرية القدر.
محمد هوار، رئيس نادي مولودية وجدة لكرة القدم، أوضح أنه سيعمل جاهدا على تشكيل مكتب مسير قوي، خلال الفترة المقبلة، من أجل إخراج “سندباد الشرق” من المشاكل التي يعيشها، وذلك بعد انتخابه لولاية جديدة، رئيسا للفريق الوجدي، خلال الجمع العام العادي الذي تمّ عقده يوم 29 أكتوبر 2021.
من حقّنا، كمنخرطين ومحبين ومتتبعين وصحافيين ومشجعين، أن نتساءل عن أسباب الوضح الحالي للفريق ومسببات هذه الأزمة وأين يكمن الخلل وإلى أين يسير نادي المولودية الوجدية، سندباد الشرق، شعار الجهة الشرقية “المولودية لجهة الشرق وجهة الشرق للمولودية”، وإن كان التسيير والتدبير يُنتهجان باحترافية أو الكلّ هاوٍ، رغم كلّ ما يقال عن الاحتراف على مستوى القوانين والنادي واللاعبين والشركة /المقاولة و…و…
نتساءل عن استمرار الفريق في حصد الهزائم داخل وجدة وخارجها، وتَعوُّدِ اللاعبين على دخول في إضرابات رغم أن هناك قنوات قانونية إذا أحسوا بظلم، كما لا يستوعب المتفرج تمسك اللاعبين بالاحتجاج على الحكام رغم علمهم باستحالة التراجع عن القرارات لتواجد “الفار”، الأمر الذي يعرضهم لحصد بطائق صفراء وحمراء (أرقام قياسية في عدد البطائق) إضافة إلى الاعتماد على اللعب العنيف والخشونة التي يتم اركابها داخل مربع العمليات وغالبا يتم معاقبتها بضربات الجزاء (عدد لا يستهان به من ضربات الجزاء التي تمّ تسجيلها).
كما لا يفهم المتتبع تجمع أربعة أو خمسة لاعبين كلما كانت هناك ضربة خطأ وتبادل المسؤوليات عن خطأ ما، مع العلم أن كلّ لاعب يعرف مركزه وعليه اتباع توجيهات المدرب وتعليماته، مما يوحي إلى أن سلوكات عناصر الفريق تفتقر للانضباط ، الوضع الذي يطرح أكثر من سؤال حول قوة حضور المدرب ومدى سلطته على مكونات الفريق…
مصدر من المكتب المسير صرح للجريدة أن الرئيس محمد هوار لا يؤلي جهدا للرقي بالفريق إلى مصاف النوادي العريقة ويعمل على استعادة بريقه وتاريخه والدليل على ذلك أنه مكّن النادي خلال المواسم الماضية من لعب أدوار طلائعية في البطولة الاحترافية ونجح في احتلال الموسم الماضي الرتبة الخامسة مما تخوله المشاركة في دوري كأس العرب، ولا زال يبذل قصارى جهده مع الفاعلين من أعضاء مكتبه للرقي به إلى الأعلى.
المصدر ذاته في سؤال حول الأزمة التي يعيشها الفريق، أكد على أن الأزمة مالية وتتطلب مزيدا من دعم المستشهرين والمسؤولين المنتخبين والمحبين وإلا سيعرف انتكاسة صادمة (ديون الفريق بلغت ما يقارب 22 مليون درهم)، مشيرا إلى أن الرئيس هوار منح الفريق من جيبه كمستشهر 16 مليون درهم خلال الموسم (أي 4 ملايين درهما سنويا لمدة أربع سنوات) وأقرض الفريق 27 مليون درهم.
وأكد محدثنا أن كلّ اللاعبين توصلوا بمستحقاتهم إلى حدود شهر شتنبر ومازال في ذمة النادي مستحقات شهر أكتوبر فقط، مشيرا في ذات الوقت إلى أن المكتب اتخذ قرارات قانونية مهمة تخص كل لاعب أضرب أو حرّض على الإضراب، مع الإشارة إلى أن بعضهم يفتقدون إلى الانضباط، وهو أمر غير مقبول ولا بدّ من معالجته الوضع.
مصدرة الجريدة ذكر بأن الفريق في حاجة إلى مهاجمين وعليه أن يفكر في ملء هذه المراكز خلال الميركاتو الشتوي، ولعل المتتبعين لاحظوا ذلك بعد أن كان المدرب يضطر إلى إقحام المدافع اللاعب خفيفي ، غير ما مرة، في خط الهجوم لملء هذا الفراغ لكن على حساب خط الدفاع.
الزميل الصحافي عبدالرزاق بونشوشن رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بجهة الشرق يقول عن أزمة المولودية الوجدية: “لم يتمكن الى حدود الساعة محمد هوار بعد انتخابه لولاية ثانية رئيسا لنادي مولودية وجدة من تشكيل مكتب مسير جديد بعد فشل المكتب السابق في تدبير المرحلة “.
ثم يضيف :”وبعد مرور أزيد من 14 يوما على انعقاد الجمع العام والذي عرف اعتراض بعض المنخرطين وانصار الفريق على تشكيلة المكتب المسير السابق لازال جدلا كبيرا حول عملية استقطاب أعضاء جدد الشيء الذي أثر على السير العادي للفريق بما فيه إدارة النادي، ويبقى عدم تكليف أي منخرط لمرافقة الفريق خلال تنقلاته لمباراتين متتاليتين وعلى راسها مباراة الديربي الذي جمع بين مولودية وجدة ونهضة بركان والذي خلف استياء كل المتتبعين وانصار فريق مولودية وجدة”.
“من جهة أخرى، يستطرد الصحافي الرياضي بونشوشان، لاحظنا تشتتا ذهنيا للطاقم التقني واللاعبين بحكم عدم اهتمام رئيس النادي بشؤون مولودية وجدة و تسريع تشكيل مكتب مسير من أجل الحسم في بعض الامور نذكر منها الخلاف الحاصل بين الحارس مروان فخر و مساعد المدرب والذي ادى الى ابعاد الحارس فخر من تشكيلة الفريق للمباراة الثالثة دون مبرر من طرف ادارة النادي “.
ويختتم تصريحه :”ويبقى احتلال مولودية وجدة المركز ال 13 ب 9 نقاط الى حدود الدورة العاشرة، إضافة إلى عدد البطاقات المحصل عليه من طرف اللاعبين حصيلة غير مشرفة مقارنة بالموسم الماضي”.
من جهته يرى محمد بختي أقدم عضو في النادي الوجدي(دون انقطاع) الكاتب العام والناطق للفريق الأسبق(2015/2016) أن أزمة نادي المولودية الوجدية يكمن في سوء التدبير، ولا يتعلق الوضع بمشكل مادي حيث إن المداخيل السنوية للنادي ارتفعت إلى حوالي ثلاثة (3) مليار سنتيم، مضيفا ، أن الأزمة مرتبطة بما هو تقني (أي الانتدابات التقنية للاعبين وقيمتهم المادية) حيث إن مردودية الفريق ككل أدت إلى عجز مالي بسبب سوء الانتدابات التي كان من المفروض أن تمنح مسؤولية ذلك للجنة تقنية متخصصة عارفة، بل أسندت لأناس بعيدين كلّ البعد عن ذلك، الأمر الذي أغرق النادي في أزمة مالية.
ثم أشار الكاتب العام الأسبق للمولودية إلى أن مكونات الفريق تفاقد للانسجام، سواء بين اللاعبين أو بينهم وبين المدرب أو بعض المكتب المسير، إضافة إلى أن قرارات لجنة الانضباط لا تنفذ حيث هناك تدخلات لإلغائها، كما جاء على صفحة الفيسبوك لرئيسها.
واكد بختي على أن التواصل منعدم بين مكونات النادي ، بين المكتب والمنخرطين والمحبين مع العلم أن الوصول إلى المعلومة حقّ دستوري لتجنب كل سوء تفاهم وتطاحن، إضافة إلى غياب إدارة فعلية ساهرة (خسارة اللاعب خافي الذي كان بالإمكان منح فريق حزينة المولودية الوجدية مبلغا مهما ولو تمّ تجنب هفوة):” الإدارة لا تردُّ على المكالمات ، ولم نتوصل بعدً ببطائق الانخراط…، دون الحديث عن غياب عمل قاعدي للفئات الصغرى ….”.
نأمل من كلّ قلوبنا وأعماقنا أن يسارع النادي إلى تشكيل مكتبه ويتدارك المكتب المسير الوضع بتنظيم ندوة يشارك فيها كل المنخرطين والمحبين والمتتبعين وممثلي الجمهور الوجدي، بهدف إخضاع النادي لتشريح رياضي ووضع خطة واستراتيجية للنهوض بالفريق والخروج من هذه الأزمات المتكررة، حقيقية أو مفتعلة، وضمان للفريق استقرارا حقيقيا يمكنه من استعادة تاريخه المجيد والتباري على الألقاب وليس على الرتب والتقاذف بين ضمان البقاء في قسم النخبة والهروب من المنطقة الحمراء والتمني الحصول على مرتبة مشرفة، مع الإشارة إلى أن هذا النادي جوهرة الشرق توج بآخر لقب سنة 1975 بالبطولة الوطنية المغربية، بعد أربع كؤوس عرش 1957، 1958، 1959 و1960، دون الحديث عن سنة 1972 التي توج فيها بكأس المغرب العربي.