بعد زيارتها للجزائر، اللجنة الدولية لألعاب البحر المتوسط غاضبة من عدم جاهزية وهران لاحتضانها
عبدالقادر كتــرة
سببت سرعة الأنترنيت البطيئة في الجزائر، امتعاضا كبيرا لدى اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران، بعدما أعاقت اجتماعا هاما لها مع الجانب الجزائري، حسب ما كشفه بيان اللجنة السبت 27 نونبر 2021، كما أعرب رئيس لجنة التنسيق لألعاب البحر المتوسط هو الأخر عن قلقه الشديد من التأخر في تقدم الأشغال.
ونشرت اللجنة الدولية لألعاب البحر الابيض المتوسط بيانا شديد اللهجة للمكلّفين بتنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، عقب اجتماعها بأثينا اليونانية بحضور كل الأعضاء، ولم يستطع المسؤولون الاتصال برئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية سليم إيلاس لضعف الإنترنت في الجزائر، وطالبوا بضرورة لقاء المسؤولين عن أعلى هرم في السلطة من أجل التباحث على إيجاد الحلول.
وأكد رئيس اللجنة الأولمبية “تيزانو” حسب بيان اللجنة الدولية لألعاب البحر الابيض المتوسط ، احترامه الشديد للشعب الجزائري وجهوده، لكنه طالب في الوقت نفسه بضرورة التسريع في الإنجازات.
ووجهت اللجنة الدولية إنذارا شديد اللهجة للمسؤلين الجزائريين، بخصوص جاهزية مدينة وهران لاحتضان العرس المتوسطي الصيف المقبل.
وأبدت اللجنة مخاوفها الكبيرة، من تأخر وتيرة الإنجاز في بعض المنشآت الرياضية المخصصة لاحتضان الألعاب، إضافة إلى نقائص كبيرة ومشاكل عدة في الجانب التكنولوجي، وعدم إطلاق المناقصات الخاصة بالتظاهرة.
واعتبرت اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران، أن تلك التأخيرات في سير إنجاز المشاريع، هو “خرق خانق” وواضح من الجانب الجزائري، للهامش الزمني المُتفق عليه سالفا، حسب ما أكده البيان.
ورأت اللجنة الدولية أن تعاونها الفوري بات ضروريا مع اللجنة الجزائرية المنظمة للألعاب وهران 2022، بسبب الخوف من عدم انطلاق المنافسة في تاريخها المحدد، نظرا للبطء الكبير لسير الأشغال.
وأك أن رئيس اللجنة الدولية لألعاب المتوسطية “دافيد تيزانو”، سيقود وفدا في زيارة تفقدية لمدينة وهران تدوم ليومين، بداية من الـ10 دجنبر 2021، قد تصدر فيه قراراها النهائي وتحدد ما إذا كانت مدينة وهران جاهزة لتنظيم هذه المنافسة أو يتطلب الأمر نقلها إلى مدينة متوسطة أخرى.
وطلبت اللجنة عقد اجتماع طارئ مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وبعض من وزرائه ومسؤولين مباشرين عن الألعاب المتوسطية، بغض إيجاد حلول فورية لتأخر الأشغال، من أجل إنجاح التظاهرة.
وقدم وزير الشباب والرياضة الجزائري عبد الرزاق سبقاق عرضا للوزير الأول خلال اجتماع الحكومة بخصوص التحضيرات والتنظيم المادي لألعاب وهران2022، مشيرا إلى السلطات العمومية وضعت برنامجًا طموحًا لإنجاز منشآت رياضية جديدة، وكذا إعادة تأهيل الهياكل القائمة من أجل استضافة منافسات هذا الحدث الرياضي ذو البعد الدولي.
وأضاف يقول “لا يجب أن نمنح كل ما قيل بخصوص التحضيرات للألعاب من طرف اللجنة الدولية أكبر من حجمه أو أن ندخل في جدل لأن واقع الميدان يؤكد أن أشغال مختلف المرافق الرياضية قد دخلت مراحلها الأخيرة وسيتم استلامها في غضون الأسابيع المقبلة. ستكون للجنة الدولية فرصة الوقوف بنفسها على تقدم التحضيرات خلال زيارة ممثليها إلى وهران يومي 11 و12 دجنبر المقبل”.
وكشف الوزير الجزائري عن التقدم الذي بلغه إنجاز الـمشاريع، بما يضمن استكمال الأشغال في الآجال المحددة وسير الألعاب في أحسن الظروف الـممكنة، دون أن يحدد نسبة تقدم الأشغال التي لم تبلغ، حسب المتتبعين، أقل من 50 في المائة وهو ما يستحيل معه الجزم بجاهزية مدينة وهران لتنظيم الألعاب واستقبال مئات الرياضيين من مختلف دول البحر الأبيض المتوسط.
وختم وزير الرياضة الجزائري قوله ” أستطيع أن أوكد لكم أن المنشآت التي وفرتها الجزائر أفضل بكثير من تلك المخصصة خلال الألعاب السابقة التي احتضتنها مدينة تاراغونا الإسبانية سنة 2018.”
وأغلب المتتبعين يؤكدون على أنه من سبع المستحيلات أن تكون المدينة الجزائرية جاهزة في أفق مارس 2022 لتنظيم هذه التظاهرة الرياضية الكبرى التي تعد الثانية بعد الألعاب الأولمبية، مفصحين عن قناعتهم أن هذا الملتقى الرياضي في حكم أن ينقل إلى مدينة متوسطية أخرى قد تكون مدينة طنجة لؤلؤة المتوسط وبابه.
يذكر أنه كان من المفروض أن تنظم هذه الألعاب صيف 2021 بمدينة وهران وتقرر إرجاؤها إلى مارس 2022 من طرف الحكومة الجزائرية، بمعية اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، حفاظا على صحة الرياضيين، بسبب جائحة فيروس كورونا، الذي فرض تأجيل العديد من التظاهرات والمنافسات الرياضية الدولية.
وكان من المنتظر إقامة الألعاب المتوسطية بمدينة وهران الساحلية (ثاني أكبر مدن الجزائر) في الفترة بين 25 يونيو و5 يوليوز 2021، وهي الطبعة الـ19.
ونُظمت أول دورة لألعاب البحر المتوسط بمدينة الإسكندرية المصرية عام 1951، وتضم بلدان مشاركين من 3 قارات هي إفريقيا آسيا وأوربا، التي تطل على البحر المتوسط، كما أُقيمت آخر دورة لهذه الألعاب عام 2018 بمدينة تاراغونا الاسبانية.
وقبل أيام، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 إلى 2021 بسبب تفشي كوورنا.
كما أعلن الاتحاد الأوربي لكرة القدم تأجيل كأس أوربا للأمم لكرة الكرة “يورو 2020” إلى 2021 الذي بعده للسبب ذاته