انفصام شخصية الجزائر: ملكة جمال المغرب بين الإشادة والتبرؤ ، مرة جزائرية وأخرى مغربية
عبدالقادر كتــرة
أصيب النظام العسكري الجزائري ومزابله الإعلامية وقنواته للصرف الصحي الإخبارية بمرض نفسي يطلق عليه “انفصام الشخصية” أو “ازدواج الشخصية” واختلطت عليه المشاعر والإحساسات بين الإعجاب والحقد، وبين الحُبّ والكُره، وبين الافتخار والاحتقار، وبين العُلْوية والدُّونية، وبين التقليد والغيرة…، ففقد التمييز والتركيز والمنطق والعقلانية، ثم أصابه الهذيان والإسهال الكلامي أدى به إلى التعبير عن الشعور والنقيضه بالكلمات وأضدادها…، وهو ما أكدته الأخبار التي تداولها الإعلام الجزائري حول الآنسة كوثر بن حليمة، ملكة جمال المغرب.
فهي تارة مغربية حين تمّ اختيارها لتمثيل المغرب في مسابقة ملكة جمال الكون بإسرائيل، ثم ما يلبث الإعلام الجزائري المنحطّ تجنيسها بالجنسية الجزائرية حين تحدثت عن أصولها الجزائرية ونزوح جدتها إلى المغرب والعيش فيه مطمئنة كريمة خلافا لما كانت تعيشه في الجزائر.
لقد كان الإعلام الجزائري ينتظر انسحابها كما فعلت بعض ملكات الجمال لبعض الدول من المسابقة لإقامتها في إسرائيل تضامنا مع فلسطين، حتى يستغلها في الترويج لشعارات النظام العسكري الجزائري “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، ويتبجح بأصولها ويعتبرها مناضلة ومجاهدة، بل كان يستعد لمنعها من المشاركة مثل ما فعل مع رياضييه، لكن خاب ظنه بعد ان تمسكت بمغربيتها ورفعت العلم الوطني، فأعادها إلى مغربيتها، قبل أن يطلق عليها كلابه لتشويه صورتها متبرئا من أصولها (في انتظار استرجاعها).
انتشت جريدة الشروق العسكرية الجزائرية حين كشفت كوثر بن حليمة عن أصولها الجزائري ونشرت مقالا عنونته ب”جدل في المغرب بعد كشف ملكة جماله الجديدة عن أصولها الجزائرية”.
وجاء في المقال المنشور “أثارت تصريحات كوثر بن حليمة، ملكة جمال المغرب الجديدة، خلال تتويجها جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قالت إنها من أصول جزائرية. وعبر نشطاء مغاربة عن استيائهم مطالبين بسحب اللقب من كوثر، التي قالت إن والديها سافرا للمغرب خلال الحرب الجزائرية التحريرية، وجدتها علمت الكثير من النساء المغربيات فن الخياطة”.
وأضافت الجريدة العسكرية “كما مدحت العادات الجزائرية والفن واللباس الجزائري، مؤكدة بأن لذلك أثرا إيجابيا كبيرا على المجتمع المغربي. ودخل جزائريون على خط النزاع بشأن الشابة التي ستمثل المغرب في مسابقة ملكة جمال الكون، وقالوا إن كل شيء جميل يسرقونه من الجزائر.”
ومما جاء في مزابله الإعلامية :”أثارت كوثر بن حليمة، ملكة جمال المغرب، السخط عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد إشادتها بإسرائيل عقب مشاركتها في مسابقة ملكة جمال الكون. وعبرت بن حليمة في تصريحات وصفها الكثيرون بالصادمة عن سعادتها بالمشاركة في إسرائيل والترحيب الذي وجدته هناك، وتحدثت بشغف عن الروابط المشتركة بين المغرب وإسرائيل.
ونقلت مواقع عبرية تصريحات لممثلة المغرب قالت فيها: “كانت مسابقة ملكة جمال الكون بالنسبة لي امتدادا للأنشطة التي أردت أن أوصلها بنفسي، لأن ملكة جمال الكون هي منصة تعزز الوحدة، وتعزز الشمول الاجتماعي، وتعزز التعاون والتمكين”.
وفي تغريدة نشرها موقع “إسرائيل بالعربية”، قالت: “زرت عدة مدن إسرائيلية وتعرفت على حضارتها وتاريخها”.
وأضاف المصدر الإعلامي الجزائري “قوبل وصول المتسابقة المغربية بترحيب كبير في ٍإسرائيل. وكتب السفير الإسرائيلي لدى الرباط ديفيد غوفرين في تغريدة: “يسعدني أن أرحب بالمغرب في إسرائيل من خلال كوثر بن حليمة… أتمنى لكوثر إقامة طيبة بإسرائيل وحظا موفقا في المنافسات”.
يذكر أن ملكة جمال المغرب المتوجة، فاطمة الزهراء الخياط، اضطرت للتخلي عن لقبها لصالح وصيفتها، كوثر بن حليمة.
وتوجت ملكة جمال الهند، هارناز ساندو، رسميا ملكة جمال الكون لسنة 2021، متفوقة على 79 متسابقة من مختلف البلدان، منها عربية