إسبانيا تفكك منظمة إجرامية جزائرية لتهريب البشر والاتجار في المخدرات والمسروقات
عبدالقادر كتــرة
كشف الموقع الرسمي للشرطة الإسبانية عن فضيحة دولية قد تصل إلى محكمة الجنايات الدولية حيث تم تفكيك شبكات إجرامية جزائرية منظمة تخصصت في التهريب الدولي للبشر عبر تهجير الجزائريين إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر قوارب غير قانونية والاتجار الدولي في الممنوعات خاصة منها المخدرات الصلبة والحبوب المهلوسة.
وأوضح الموقع الأمني الإسباني أن مصالحه قامت بعملية مشتركة مع الإوروبول (شرطة الاتحاد الأوروبي) بتفكيك منظمة إجرامية تتشكل من شبكتين منظمتين متعددة الإجرام عناصرها جزائريون متخصصة في تهريب المهاجرين غير الشرعيين من الجزائر إلى إسبانيا ومنها إلى فرنسا حيث تم ّ توقيف 24 عنصرا مقيمين بمقاطعة أليكاطي (22) ومدن ألميريا (1) وخايين (1) ومورسيا.
هذه المنظمة الإجرامية الجزائرية تتشكل من 4 خلايا، الخلية الأولى توجد على هرم المنظمة وهي بمثابة العقل المدبر تصدر عنها التوجيهات والأوامر لعناصرها، والثانية تتكلف باستقبال المهاجرين غير الشرعيين عند وصولهم إلى الشواطئ وتوزعهم على شقق بمختلف المناطق المذكورة وتسهر على أمنهم وإخفائهم، فيما تقوم الخلية الثالثة على توفير المأكل والمشرب والأدوية والهواتف للمهاجرين المعنيين، أما الخلية الرابعة فتتكلف بصرف مبالغ مالية بالعملة الصعبة للمهاجرين لأداء الواجبات المطلوبة من طرف المهربين.
عناصر الشبكات الجزائرية كانت تقوم بتهريب المجرمين الجزائريين المتابعين قضائيا في مختلف القضايا والفارين من العدالة الإسبانية إلى مدينة وهران بالجزائر عبر الرحلات البحرية بالإضافة إلى المخدرات خاصة منها الكوكايين والمسروقات التي يتمّ السطو عليها بمختلف أنحاء إسبانيا وفرنسا وحتى بعد دول أوروبا.
واقتحمت عناصر الشرطة الإسبانية 9 منازل وأربع محلات أخرى للموقوفين بمدينة ” أليكنطي” حيث أسفرت عمليات التفتيش عن حجز مبالغ مالية مهمة ومسروقات وكميات من لأنواع المخدرات من بينها “الكوكايين الوردية” تتكلف بها خلية جزائرية أخرى لترويجها بمدينة وهران ومنها لمختلف المدن الجزائرية.
وتتراوح مبالغ التهريب من الجزائر إلى مكان الوصول بإسبانيا من 500 أورو إلى 2000 أورو ، إذ تبلغ عملية التهجير من الجزائر إلى ألميريا 500 أورو، ومنها إلى أليكانتي ما بين 200 أورو و600 أورو ومنهما إلى فرنسا ما بين 700 إلى 1000 أورو.
وبلغ عدد الضحايا الذين تمّ تهجيرهم، حسب الأمن الإسباني، 250 ضحية ضمنهم نساء ورجال وأطفال، في 54 رحلة عبر قوارب الموت.
وإضافة إلى الاتجار الدولي للبشر، نشطت هذه العصابة في نقل المسروقات إلى الجزائر والتهريب الدولي للمخدرات، حيث تمكنت المصالح الأمنية الإسبانية من حجز 40 ألف أورو من العملات الصعبة (الدينار الجزائري والأورو) و4 ناقلات و3 كيلو ونصف من المخدر القوي “إكستازي” عبارة عن مسحوق يطلق عليه اسم “توسي” المعروف بالكوكايين الوردية و56 غرام من مخدر “فينسيكليدين phencyclidine “، و710 علبة سجائر مهربة، إضافة إلى مجموعة من المسروقات منها 61 هاتف نقال و3 دراجات هوائية للسباق، وعدد من الدراجات النارية من نوع “سكوتير” والعديد من الأجهزة الإلكترونية وعدد من بطائق التعريف لأشخاص وبطائق إليكترونية بنكية ومجموعة من الوثائق لها علاقة بالتحقيق.