وهم أحقاد الجيران وقوة منطق المشروعية التاريخية للمملكة المغربية
الكاتب: منير الحردول
لعل اللعبة الخطيرة التي تحاك ضد المغرب من قبل أعداء وحدة الأمة المغربية، أصبحت مكشوفة للعام والخاص بشهادة الجميع. فالوحدة المقدسة لأرض موحدة اسمها المملكة المغربية، بحدودها الحقة، المشروعة مشروعية التاريخ والجغرافيا، وحدة لن تخضع أبدا لمنطق المساومة أو التمادي في لعبة خبيثة اسمها استفزاز بلد حقق اختراقا كبيرا على المستوى الدبلوماسي فيما يخص القضية الوطنية الأولى، الصحراء المغربية، هذا الاختراق تجلى في سحب الاعتراف بوهم اسمه البوليساريو المزروع في منطقة حساسة، وهم مدعوم من قوى تتلاعب بمشروعية تاريخية وحضارية يعلمها من يعجزون عن اقناع شعوبهم، بالفشل التنموي، رغم الملايير التي تجنى من خيرات بلادهم.
فحدود الاستفزازات أمام المنتظم الدولي في معبر الكركرات والتي فشلت بحكم قوة الردع المغربية، وأمام صبر الجنود المغاربة الشجعان، المرابطون ليل نهار في مواقع التماس، بهدف السهر على تأمين الحدود البرية، والبحرية، والجوية بشكل دائم ومسترسل لا احد يمكن أن يتجاهل جسامتها وانضباطها، أمام جائحة اسمها ضعف التبصر ومحاولة الزج بالمنطقة إلى فوهة بركان مليء بالخراب والدمار والموت، والتراجع الرهيب لمستويات التنمية التي أخذت مجهودا كبيرا طيلة عقود من الزمن.
وأمام مواصلة سحب الإعتراف بجمهورية الوهم المزعوم من قبل الكثير من الدول، والتي انخدعت بالأطروحات الانفصالية المدعومة من دول تنكرت للحوار والوقائع التاريخية، وبقيت واقفة فقط على عقد تاريخية لها مالها وعليها من أخطاء ومآسي، صاحبت بعض المشاكل الموروثة عن فترة استعمارية، فرقت بين أخوة، كانت قائمة منذ القدم على الود ونكران الذات.
فالدفع بالمنطقة لحرب مدمرة من الصعب التكهن بمسارها، يعني الدفع بقوى دولية عديدة إلى التدخل، قوى لها مصالح ومطامع استراتيجية متضاربة في أغلب الأحيان.
قوى ستبدأ بالاصطياد في الماء العكر، قوى تستفيد من بيع أسلحة الخراب، مقابل أموال شعوب تريد أن تعيش في سلام وأمن ورفاه.
ولعل بعض المغرر بهم، من قبل من يأكلون ويشربون من مآسي سكان المخيمات، يجهلون تمام الجهل أن الدخول في حرب مع دولة محبة للسلام وتسعى لجمع ولم شمل أبناء بلد واحد، تحت راية واحد، ووطن يؤمن بالأخوة، ويسعى إلى مأسسة التنمية، واللحاق بمصاف الدول الصاعدة، هي حرب خاسرة بكل المقاييس.
إذ، أن الحقد والكراهية والخوف من دخول المغرب في مسار تنموي شامل، لا ينظر إليه ربما! بعين الرضى من قبل بعض القوى التي تأبى أن يستمر المغرب من التبعية والخصاص، وهو ماجعلها تفقد أعصابها، وتحرك ضحايا كثر في اتجاه مجهول، مجهول في كل شيء.
فيا عقل تعقل، الجوار لا يعني توظيف أناس مغرر بهم لتحقيق مطامع خارجة عن نطاق أخوة التاريخ والدين واللغة.
فبلدان المغرب الكبير تحتاج للم الشمل، وليس لتشتيته، أو زرع الأحقاد، والنفور بين الشعب الواحد، ووهم الدولة الكبرى المطلة على المحيط الأطلنتي، ووباء الحرب!فالمملكة المغربية، لم يسبق لها أن عاكست الوحدة الترابية لأي بلد في العالم، ولم يسبق لها ان دفع بالاخوة إلى الاقتتال، المغرب يسعى لأخوة السلام، أخوة تحترم أراضيه وتاريخه، أخوة تقر بأن أرض المغاربة للمغاربة وفقط، أخوة فتح الحدود، أخوة السماح بحركة الأفراد والجماعات، والسلع، والبضائع والأموال، أخوة اسمها المغرب الكبير المتعدد الروافد.