فضيحة : “بوليساريو” تستعرض أطفالا مجندين أمام “دي ميستورا” بمخيمات تندوف بالجزائر
عبدالقادر كتــرة
فضيحة تفجرت بمخيمات الذل والعار بتندوف بالجزائر وأمام أعين الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية وبغباء كبير، قام مرتزقة “بوليساريو” استعراض أطفال بلباس عسكري الأمر الذي يؤكد رواية المغرب حول تجنيد أطفال مخيمات تندوف وتحويلهم الى إرهابيين محتملين ووقود لحرب خاسرة يشرف عليها كابرانات النظام العسكري الجزائري وينفذها بالوكالة مسلحو الجماعة الإرهابية لميلشيات الانفصاليين.
وقد شهد “دي ميستورا” على هذا الخرق الفظيع لهذه الجماعة الإرهابية الممولة من طرف جنرالات ثكنة بن عكنون التي يقودها الفريق شنقريحة رئيس الأركان الجزائرية، وهو يستقبل من طرف أطفال بلباس عسكري في ضرب واضح لكل المواثيق الدولية المتعلقة بحماية الطفولة..
واستنكرت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد “بشدة ظهور أطفال بزي عسكري وهم يستقبلون، السبت بتندوف، المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، معتبرة ذلك “تمردا خطيرا على القوانين والمواثيق والعهود الإنسانية الدولية، ولا سيما تلك المتعلقة بحقوق الإنسان”.
وأشارت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، في بيان لها، إلى أنها “تستهجن خروقات عصابة البوليساريو للقانون والأعراف الدولية، والسكوت غير المبرر للمنتظم الدولي على هذه الانتهاكات، رغم الحماية التي يمنحها القانون الدولي وتمنحها الأعراف الدولية للأطفال في النزاعات المسلحة”.
وسبق أن عبر السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، السيد عمر هلال، الخميس، بشدة جميع أشكال العنف ضد الأطفال واختطافهم وتجنيدهم من قبل المجموعات المسلحة وتوظيفهم لأغراض إجرامية أو إرهابية أوعسكرية، بما في ذلك داخل مخيمات اللاجئين. وكان السيد هلال يتحدث خلال اجتماع نظمته الأردن بمناسبة انضمامها لمبادئ باريس بشأن الأطفال المرتبطين بالقوات المسلحة أو المجموعات المسلحة.
وسبق أن أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، السيد عمر هلال، في نونبر الماضي، أن التجنيد العسكري للأطفال من طرف المليشيات المسلحة “للبوليساريو” في مخيمات تندوف يعتبر “جريمة حرب “.
وقال السيد هلال، في مقابلة مع مجلة “نيوزلوكس” الأمريكية المرموقة، أن التجنيد العسكري للأطفال في مخيمات تندوف من قبل جماعة “البوليساريو” المسلحة هو “جريمة حرب” يحظرها ويدينها القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي.
وفي السياق ذاته، ذكر بأن البروتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف لعام 1977، واتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الطفل لسنة 1989 وبروتوكولها الإضافي لعام 2000، تدعو إلى القضاء العاجل على تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة.
واستحضر الدبلوماسي أيضا قرار مجلس الأمن الأخير (2601) الذي أدان بشدة جميع انتهاكات القانون الدولي المعمول به والتي تنطوي على تجنيد واستخدام الأطفال من قبل أطراف النزاعات المسلحة وكذلك تجنيدهم، لافتا إلى أن هذا القرار يطلب من جميع الأطراف المعنية الإنهاء الفوري لهذه الممارسات واتخاذ تدابير خاصة لحماية الأطفال.
وفي السياق ذاته، سلط السيد هلال الضوء على التزام المغرب الكبير بحماية الأطفال، وذكر بأن المملكة كانت من البلدان الأولى التي وقعت وصادقت على البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، ومبادئ باريس ومبادئ فانكوفر وإعلان المدارس الآمنة.
وسبق لعصابة قطاع الطرق “بوليساريو” من باب الرفع من معنويات مخيمات الذل والعار بتندوف بالجزائر، بعد صدمة تدخل القوات المسلحة للمملكة المغربية الشريفة بمعبر الكركرات وتطهيره من جرذان المرتزقة، أن قامت بترويج مشاهد فيديو يظهر فيها الأطفال وهم يُهيَّؤُونهم ليكونوا وقودا للحرب، ليتأكد للمجتمع الدولي أن قيادة “بوليسريو” تدفع بـ “الطفيلات” و”العزايز” إلى مهلكة الكركرات، وتكشف عن مخططها بتجنيد أعداد كبيرة من الأطفال والدفع بهم إلى أم المهالك كوقود للصراع … “، بتعبير أحد المواقع البوليسارية.
وأظهرت المقاطع، حسب نفس المصدر الشاهد على أهله، “أطفالا في عمر الزهور وهم يخوضون تداريب عشوائية فوق تربة إحدى المعسكرات الصحراوية بتندوف، ودون ملابس واقية، بل عراة في بعض الأحيان، من غير تجهيزات السلامة وفي ظروف مناخية تقهر حتى أشد الرجال قوة…، تجعل المجتمع الدولي يصنف قيادتنا ضمن التنظيمات التي تستغل الأطفال في الصراعات المسلحة…”.
نشطاء صحراويون يعانون من مرارة وقسوة هذا الاستغلال، يقودون حملة حقوقية ضد تسخير القيادة للأطفال ويتحفظون في التعبير عنه، وهم أيضا كانوا إلى زمن قريب، ضحايا نفس الاستغلال، و سرقت منهم طفولتهم في جزيرة الشباب بكوبا وبالجزائر وليبيا…، وغضبهم مبرر ويعد امتداد لغضب شعبي صحراوي داخل المخيمات بسبب فرض القيادة على الأسر الصحراوية التنازل على فلذات أكبادها لصالح الأسر الإسبانية ودور الرعاية التي تعِدُّهم للمجتمع الإسباني تحت رعاية الكنيسة الكاثوليكية، وتطمس هويتهم وتغير معتقداتهم وتحولهم إلى رعايا إسبان…
وسبق للبرلمان الأوروبي أن اعتمد ، الخميس 26 نونبر الماضي، في جلسة عمومية، قرارا طارئا يدين تدهور وضعية حقوق الانسان والحريات في الجزائر وأدرج فيه الأوضاع بمخيمات الذل والعار بتندوف، بدأ من السجن الرهيب الذهيبية، وما يحدث داخل أسواره من فضائع ومرورا بحرق المواطنين المنقبين عن الذهب، وصولا إلى مشاهد تجنيد الأطفال وتدريبهم على حمل السلاح على القتل والمعارك الضارية والمناورة واستخدام الأسلحة…
وضع بدفع الدول المكونة للمجتمع الدولي إلى تصنيف هذه المخيمات كمعسكر إعداد المقاتلين والمرتزقة، وتمنح نفس المنتظم الحق في إصدار قوانين تمنع الساكن بالمخيمات من الهجرة إلى الدول الأوروبية والأمريكية، بعد التأكد من أنه يتقن التعامل مع الأسلحة ويعرف تقنيات القتال غير النظامي، وبالتالي سيسهل تصنيفه ضمن لائحة المقاتلين المشكلين لدائرة الخطر داخل المجتمعات، على شاكلة المجاهدين الذين شاركوا إلى جانب تنظيم “داعش” في المعارك بالعراق وسوريا.
وحسب مصادر خاصة بـالأسبوع فإن جبهة “بوليساريو” حملت 80 طفلاً صحراويًا في شاحنات عسكرية ونقلتهم في حرارة شديدة وسط حقول الألغام المتواجدة بالمنطقة من أجل تلقينهم تدريبات قتالية، متحديةً كل قرارات مجلس الأمن وانتهاك المواثيق الدولية الخاصة بحماية الأطفال.
تضيف ذات المصادر على أنه طوال يوم كامل واجه فيه الأطفال جميع أنواع الأخطار وهم يتنقلون بين الألغام والقنابل العنقودية والأسلحة الخطيرة، بالإضافة إلى الاحتكاك المباشر بالمليشيات مما يعرضهم لاعتداء ( ..)، وهو سيناريو يتناقض مع كل معاني الطفولة والبراءة.
وحسب العديد من المنظمات التي تهتم بحماية الطفولة، فإن جبهة “بوليساريو” تشتهر منذ مدة بتجنيد الأطفال وتقديمهم إلى الصفوف الأمامية خارقة بذلك المعاهدة الدولية الموقعة من طرف 170 دولة تحرم مشاركة الأطفال في الحروب وأماكن الصراع في العالم تحت مسمى “البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة” وتنص المعاهدة على حظر تجنيد الأطفال تحت سن 18 عاماً في الجيش، وضمان إعفاء المتطوعين العسكريين تحت سن 18 عاماً من المشاركة مباشرة في الأعمال العدائية.
وبحسب الأسر المخطوفة في مخيمات تندوف في الأراضي الجزائرية، استنادا إلى نفس المصدر، فإن “بوليساريو” تسعى إلى تبرير المبالغ الضخمة التي تتلقاها من بعض المنظمات والعائلات الأجنبية كجزء من برنامج إجازة الأطفال.
وجدد التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات AIDL إدانته الكاملة وتجريمه لتجنيد الأطفال واستغلالهم والزج بهم في مناطق الصراعات والحروب باعتبار ذلك جريمة دولية توجب الملاحقة والمتابعة الدولية لكافة المتورطين بذلك .
وفي إطار التحقيقات والمتابعات التي يجريها بهذا الإطار، كشف التحالف الدولي AIDL توصله بشريط فيديو يجري تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر عدد من الأطفال يحملون السلاح فوق التراب الجزائري، والذي بحسب ما يشير المقطع أنه لأطفال في منطقة تندوف في الجزائر ويظهرهم وهم يتدربون على الرمي بالسلاح ويجري تلقينهم وتحريضهم على المشاركة في الصراع الجاري والقائم مع المغرب.
ويؤكد التحالف الدولي AIDL أن أي تجنيد للأطفال واستغلالهم واقحامهم في الصراعات والحروب أمر محظور تماما ومجرم في القانون الدولي ويضع كافة المسؤولين عن ذلك تحت المساءلة والملاحقة القانونية الدولية، موجها تقريره لكل من الجزائر التي تحتضن هذه الجرائم فوق أراضيها، داعياً البوليساريو لوقف هذه الخروقات الإنسانية.
كما دعا التحالف الدولي AIDL الأطراف للعودة للمفاوضات لإيجاد حل سلمي لقضية الصحراء