قمة دول الجامعة العربية لن تنعقد بالجزائر إلا برضا المغرب وموافقته.
عبدالقادر كتــرة
قبل مباشرة كتابة أولى الحروف لهذا المقال، حضرتني حكاية جميلة وشيقة للغاية تحت عنوان “قصة الحمار الذي صار حصانا”، ذات عبرة حكيمة تُحكى للأطفال لاستيعاب دروس في الأخلاق والتهذيب والمعاملة، ارتأيت أن أحكيها:
“كان يوجد داخل قرية بعيدة حمار ثري للغاية وكان حزينا لأن كل من حوله ينادونه “حمار” فهو لا ينقصه مالا أو الشهرة. فقرر الحمار أن يتحول إلى حصان ولكن كان عاجزا أن يفعل هذا أو من يساعده في هذه الحيلة.
وفي يوما من الأيام كان يسير في الطريق حزينا مهموما وإذا به يلتقي بثعلب أمامه فاستوقفه، وقال له :” ما بك يا صديقي؟ لماذا أنت حزين مهموم ؟”. فقال له :”لا أريد أن ينادوني بذاك الاسم أريد أن أغير اسمي وأصبح حصانا”. صار الثعلب يفكر بماذا يساعد صديقه الحمار.
فقال الثعلب لصاحبه الحمار: “تستطيع بذلك المال الذي تملكه أن تشتري تلك الحيوانات . وما عليك إلا أن تشتري الطعام بأموالك لبعض الحيوانات. وأيضا تشتري لهم بعض المنازل بشرط أن يقولوا عنك أن سلالتك تكون سلالة نادرة من سلالة الأحصنة. وإن قصر ذيلك وقوامك القصير هذا ما يميزك”.
فصار يفكر الحمار في اقتراح الثعلب الذي قاله للحمار وبالفعل قرر أن يفعل هذا.
ومن ذلك الوقت بدأ الحديث في الغابة عن الحمار الذي صار حصانا وأقيمت الاجتماعات والعزومات من أجل إثبات هذا الكلام وصحة ما يقال. وصار الثعلب يجلس بجوار الحمار الذي صار حصانا وحولهم جميع الحيوانات والتي كانت سعيدة بما يقدمه لهم الحصان من شعير وقمح والجوز الذي اشتراه لهم الحمار الذي أصبح حصانا من ماله، وأن هذا من الحمار الثري ذات السلالة النادرة التي يتصف بقصر القامة وقصر الذيل.
وفي أحد الأيام، أقيمت مسابقة بين الأحصنة، فقرر الحمار أن يشترك في تلك المسابقة. فاستغرب الثعلب لقرار الحمار وقرر أن ينصحه وقال له:” يا صديقي أنك حمار. ولا تستطيع أن تجتاز هذه المسابقة فإنك حمار وهم أحصنة”. فغضب الحمار لما قاله الثعلب له وقال له سوف أفوز بأموالي وقام بطرد الثعلب.
فبدأت المسابقة بين الحمار الذي صار حصانا والأحصنة فوقف بينهم وتعالت أصواتهم وأخذه الغرور ولم يدرك ما يفعل، فبدأ الحمار الذي أصبح حمارا بالنهيق بين الأحصنة عندها أدرك الجميع أنه حمار. وقال الجميع أنه حمار وليس حصانا وبدأت السخرية منه وهم يتهافتون له هيا أيها الصغير السريع.
بدأت المسابقة وركض الجميع وتركوا الحمار الذي صار حصانا خلفهم مهزوما . خسر الحمار ذلك السباق، وخسر جميع أمواله وابتعدت عنه جميع الحيوانات التي كانت حوله طمعا بماله ورجع فقيرا لا يملك شيئا لأنه رفض حقيقته التي كان عليها وأراد أن يعيش حلما من المستحيل أن يتحقق أو يستمر. ”
مسؤولو قصر المرادية وجنرالات ثكنة بن عكنون في الجزائر خسروا السباق ويعيشون إحباطا سياسيا ودبلوماسيا وحتى شعبيا لا نظير له بل ذاقوا من الإهانة والمذلة والتجاهل ما هو جدير بالدراسة في جامعات العلوم السياسية ، ذلك أنه خلال هذا الأسبوع عاشت فيه الجزائر على وقع النكسات المتكررة، بدءا من فشل “لعمامرة” وزير الخارجية الجزائري العجوز و”المخضرم” المصاب بالزاهيمر في جولاته بالمشرق العربي من أجل عقد قمة عربية خلال شهر مارس المقبل، وعودة الرئيس الجزائري بعد رئيس أركانه في الجيش الوطني الشعبي الجزائري، خاويي الوفاض من زيارتهما لمصر الفراعنة، وحضور “لعمارة” مرة أخرى في اجتماع وزراء العرب بالكويت، وألجم لسانه وكمّم فمه لم يسمح له بالحديث إلا بعد رفع الأصبع…
وبعد نكسة تأجيل عقد قمة دول الجامعة العربية بالجزائر وربما إلغائها ونقلها إلى بلد آخر قد تكون السعودية أو مصر، والتي كان من متمنيات النظام العسكر الجزائري وبيادقه في قصر المرادية أن ينعقد في أواخر مارس المقبل، حاول وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمارة والد “الدكتورة صاحبة أطروحة” حول “بوليساريو”، أن ينفي بغباء أثار سخرية العالم العربي، أن الأمر لا يتعلق هنا بإلغاء أو حتى تأجيل، وقال السبت الماضي في لقاء جمعه بالسفراء المعتمدين في بلاده، وحسب بيان صادر عن وزارته، إنه “خلافا للمغالطات التي يتم تداولها هنا وهناك تحت عنوان تأجيل موعد القمة، في حين أن تاريخ التئامها لم يتحدد أصلا، ولم يتخذ أي قرار بشأنه بعد، ووفقا للإجراءات المعمول بها في إطار المنظومة العربية، يعتزم السيد رئيس الجمهورية طرح موعد ـ تاريخ – يجمع بين الرمزية الوطنية التاريخية والبعد القومي العربي، ويكرس قيم النضال المشترك والتضامن العربي”. أما متى سيحصل ذلك؟ فالأرجح وكما صرح رمطان لعمامرة في الجلسة نفسها، أنه سيكون خلال الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية في مارس المقبل.
ورغم أن مواصلة النظام الجزائري تقديم التبريرات التي هي بمثابة أعذار أكبر من الزلات ومواصلة الكذب بإسهال وجرأة حول عدم تحديد تاريخ للقمة العربية، يجب تذكير رئيس وقائد الدبلوماسية الجزائرية العجوز و”المخضرم” المصاب بالزاهيمر (وإذا لم تستحي فقل ما شئت)، أن رئيس عبدالمجيد تبون أكد، الاثنين 7 نونبر 2021 ، أن بلاده ستحتضن القمة العربية المقبلة في مارس/آذار 2022 بعد تأجيلها منذ عام 2020 بسبب جائحة كورونا.
وجاء ذلك في كلمة لتبون خلال إشرافه على اجتماع نظمته الرئاسة لافتتاح أشغال مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بقصر الأمم بنادي الصنوبر (الجزائر العاصمة)، كما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية وتناقلته جميع الوكالات العربية والدولية، كما أعلن أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن القمة العربية المقبلة ستعقد في الجزائر خلال شهر مارس/آذار المقبل..
وبشأن أبرز الملفات التي ستتناولها القمة، أوضح الرئيس الجزائري “أنها ستكون لتجديد الالتزام الجماعي العربي تجاه القضية الفلسطينية، وإصلاح منظومة عمل جامعة الدول العربية من أجل مواجهة التحديات الراهنة، دون تقديم تفاصيل أكثر حول طبيعة هذه الإصلاحات”.
وعلى المستوى القاري، أكد تبون أن حماية الاتحاد الافريقي من “المحاولات الخبيثة” التي تستهدف وحدة صفه ودوره المركزي، ستظل من أولويات العمل الدبلوماسي الجزائري.
ودعا الدبلوماسية الجزائرية الى “تكثيف جهدها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار على الصعيد الإقليمي، لاسيما من خلال المشاركة في حل الازمة الليبية وتعزيز الاستقرار في منطقة الساحل”.
قصر المرادية فشل فشلا ذريعا في تحقيق وعد تورط فيه الرئيس “عبد المجيد تبون”، بعدما قطعه أمام الشعب الجزائري بعزمه إحضار القادة العرب خلال شهر مارس المقبل من أجل قمة عربية ساخنة، قال عنها “لعمامرة” أنها ستكون قمة لإصلاح الجامعة العربية، ثم تراجع بعد الانتقادات وقال أنها ستكون قمة لإعادة سوريا إلى البيت العربي، ثم سحب عباراته وقال في لقاء آخر أنها قمة ستكون لإصلاح العلاقات البين-عربية ورأب الصدع بين الجوارات العربية، وتسرب إلى وسائل الإعلام الخليجية أن الجزائر تحاول جعلها قمة بين العرب وإيران…، فزاد الغضب العربي على “لعمامرة” واتهموه بالصيد في المياه الموحلة والعكرة والفاسدة، واللهث وراء أهداف مفضوحة.
ولاحقا أطلق “رمطان لعمامرة” جولات دبلوماسية في الخليج وأرض الكنانة، كانت جولاته هادئة وبدون بهرجة إعلامية، رغم أنه تعود على الضجيج الإعلامي واعتاد أن يصاحب ذلك تحركاته وقراراته وكان كثير الاستدعاء لوسائل الإعلام، ويفرط في عقد الندوات، وكثير الخرجات الإعلامية وبإسهال مزمن.
فجأة اختفى العجوز المخضرم المصاب بالزهايمر عن الأنظار وابتعد عن وسائل الإعلام… بعد توالي الصدمات ورفض استقباله من عدد من القادة العرب وصار مزعجا ومضيعة للوقت وموغلا في الثرثرة، ثم خرج بتغريدة على منصة تويتر استنكر خلالها الأسئلة التي تتكرر بشأن تاريخ عقد القمة العربية، وقال، كذبا وبهتانا وزورا، أنه لم يسبق أن منحت الدبلوماسية أو النظام الجزائري أي تاريخ للقمة…، ولم يسبق أن جرى طرح موعد لها من أي طرف كان…، لكن التدوينة لقيت ردا قويا من المتتبعين للدبلوماسية الجزائرية، و اتهموا “لعمامرة” بالكذب والتدليس والتأليف…، ونشروا على نطاق واسع مقطع للرئيس “عبد المجيد تبون” وهو يقول أن القمة ستعقد في مارس القادم.
خسر النظام العسكري الجزائري وبيادقه في قصر المرادية مساعيهم الدنيئة وفشلت كلّ خططهم الخبيثة حيث كان هدفهم خلق التفرقة بين العرب وزرع الفتنة بين الأشقاء واقتراح نقل مقر الجامعة العربية إلى الجزائر وتقديم مقترح إصلاح قوانينها لحرمان مصر من شرف احتضانها ونصب كامريات/أعين الشيعة الإيرانيين في مؤتمرات العرب، وعزل المملكة المغربية الشريفة المؤسسة للجامعة العربية والقوة الإقليمية ذات السياسة الحكيمة والرشيدة قائدها رئيس لجنة القدس ومحاولة إقحام المرتزقة بيادق النظام العسكري الجزائري، وإشعال الحرب بين الفرقاء الليبيين ودعم الإرهابين الحوثيين مقاتلي حزب الله وقوات الملات والآيات الإيرانيين، والدفاع عن إثيوبيا ودعمها ضدا على قضية الأمن المائي لكلّ من البلدين الشقيقين السودان ومصر، والدفاع بحرارة على عودة نظام بشار الأسد الذي يرفضه زعماء العرب حتى يستجيب لشروط…
تحول النظام العسكري الجزائري إلى دمية في أيدي الملات الإيرانيين الشيعة مع العلم أنه أينما حلَّت إيران حلّ الخراب والدمار والحرب والنزاعات والتفرقة وما تعيشه العراق وسوريا ولبنان واليمن لَخَيْر دليل…تحول النظام العسكري الجزائري إلى جرثومة وسرطان في الجسد العربي ينهشه بعد أن نهش جسد شعبه وقتل أكثر من 500 ألف بريء وأكثر من 250 ألف مفقود…
لقّنت الدول العربية دروسا لجنرالات ثكنة بن عكنون وبيادقهم في قصر المرادية بمعاقبتهم بعد أن كشفوا ألاعيبهم، فوضع زعماء العرب حدّا لتهورهم وذلك بدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقمة دول الخليج واجتماع وزراء الخليج العرب ونشر الخريطة الكاملة للملكة المغربية الشريفة وتصريح السفير المصري في الرباط يوم زيارة الرئيس الجزائري تبون لمصر يؤكد فيها على الوحدة الترابية المغربية، بل اشترط انعقاد القمة بحضور المغرب والعمل على إعادة العلاقات إلى طبيعتها…، أما التستر وراء الدعم الفلسطيني ومصالحة جميع الفرقاء الفلسطينيين، فلعلم النظام الجزائري ، عن القضية الفلسطينية هي قضية العرب كلهم ولا مجال للمزايدة، أم تصالح الفصائل الفلسطينية فهي من المبادرات المصرية ومن اختصاص الأشقاء المصريين.
لقَّنتْ الجامعة العربية للنظام الجزائري دروسا تاريخية لن ينساها، وطلبت منه عدم الحديث عن عودة سوريا لحضيرة الجامعة العربية والتزام السكوت حول قضية سدّ النهضة وعدم حشر نفسه فيها لأنها أكبر منه، ومنعته من التفكير في نقل الجامعة العربية أو اقتراح إصلاح قوانينها، كما عبّر عن استيائه من عدم إدانته بشكل صريح اعتداءات الحوثيين/الإيرانيين على البلدين العربيين الشقيقين الإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية، وأفهموه أن عليه الابتعاد عن القضية الليبية لأنها ليست من اختصاصاته بل يعتبر فتيل حرب في هذا البلد العربي الشقيق الجريح، كما استوعب أن جزائر/إيران غير مرغوب فيها…، وأن القمة لن تنعقد في الجزائر ولم تؤجل بل ألغيت وقد تنقل إلى بلد عربي شقيق قد تكون السعودية أو مصر وكفى الله المؤمنين شرّ المناورات الخسيسة والخبيثة والخطط الشيطانية لبثّ روح التفرقة والشقاق…