عملية انقاذ الطفل ريان …أعقد عملية قيصرية في باطن الأرض لم تشهدها البشرية من قبل
امحمد داهي Mhamed dahi
بينما كنت أتابع عملية إنقاذ الطفل ريان كباقي المواطنين في المعمورة، أثارتني جملة بليغة لأحد الصحافيين وهو يصف ما يقع أمام أعين ملايير البشر” إنها أعقد عملية قيصرية في باطن الأرض لم تشهدها البشرية من قبل”. و رغم ذلك أبانت الفرق المتناوبة والمتطوعون؛ وفي مقدمتهم عمي علي الصحراوي -الذي يستحق التفاتة رمزية لقاء جهده وتضحيته- والصحافيون ورجال الدرك عن مهنية فائقة في إنقاذ الطفل ريان- الذي سقط في بئر بقرية إغران التابعة لإقليم شفشاون- بطرق علمية مدروسة لتفادي الأسوأ ( انهيار التربة) ولتأمين النفق الأفقي. أدى الجميع المهمة المنوطة به باستخراج الطفل بعد أن فارق الحياة. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.
عاش العالم- طوال خمسة أيام متتالية- ملحمة تلاحمت فيها المشاعر المرهفة والأعمال الجليلة، وتواشجت في قلوب العرب قاطبة عرى الأخوة الصادقة. كان المغرب على مرمى حجر لمعرفة كيف ستتعامل فرق الإغاثة مع هذه العملية القيصرية المعقدة. وما علينا –بعد أن عاينا أطوار منجزها عن كثب – إلا أن ننوه بجهدها المضني الذي توافرت فيه المواصفات المهنية المنشودة.
لن ينتهي الحدث المفجع بدفن الطفل في مثواه الأخير، بل ينبغي-في نظري المتواضع- للسلطات المحلية والمجالس المنتخبة بإقليم شفشاون على سد البئر والحفرة والنفق لتفادي منغصات الفضول وتكرار السيناريو نفسه، كما يستحسن أن يوضع نصب تذكاري بعين المكان يتضمن تعزية جلال الملك محمد السادس كما هو معمول به في كثير من الدول لاستدامة الحدث والتذكير به عبرة للأجيال القادمة. وفي السياق نسفه يستسحن أيضا أن يحتفظ أرشيف المغرب بأشرطة وصور تؤرخ للحدث.
إنا لله وإنا أليه راجعون…