مدينة جرادة..هكذا أتذكر الألم الممزوج بالأمل
الكاتب منير الحردول
مدينة جرادة، المدينة التي ولدت وترعرعت ودرست بها وفيها منذ الصغر..مدينة كانت كلها تاطير من قبل النقابات عندما كانت النقابة اسم على مسمى..مدينة عاينت فيها كيف كان يخرج العمال من تحت الأرض وهم طلاء أسود! طلاء اسمه غبار الفحم الحجري، مدينة علمتنا الاعتماد على النفس والدراسة والعمل في آن واحد، مدينة علمتنا النضال الشفاف البعيد عن المزايدات المنصبية، مدينة تذكرني بالكثير من المآسي التي عاينتها جراء الأمراض المهنية التي ابتلي بها الكثير، ومآسي فقدان الكثير من أصدقاء الطفولة نتيجة عوارض كثيرة، ومؤسفة في بعض الاحيان، عوارض ادت إلى رحيل أغلب أبنائها البررة، الأبناء الذين عاشوا مرارة الألم بفعل ألم المرض المهني والذي فتك بالكثيرين..كأبي رحمة الله الواسعة عليه..فالرحمة الواسعة والمتجددة على من فقدناهم ولم نتمكن من رؤيتهم، والرحمة على من غادرونا لدار البقاء بدون رجمة، وصبر جميل لمن يعاني من مآسي الالم والمرض في صمت وحزن مستور..ولله ترجع الأمور في نهاية المطاف