إلى “بونيف” حداء عسكر الجزائر المتشفي في الملاك “ريان”: دافع عن أطفال الجزائر المعتقلين بسبب مشاركتهم في الحراك وشراء الزيت
عبدالقادر كتــرة
سجّل تاريخ البشرية وللمرة الأولى عظمة هذا البلد الذي يسمى المملكة المغربية الشريفة وهذه الأمة المغربية المسلمة والتي اعتبر العالم بمختلف أجناسه ودياناته ولغاته ومؤسساته الدولية، هبَّة أبنائها وتضامنهم وتوسلاتهم ودعواتهم وصلواتهم، نساء ورجالا، صغارا وكبارا، مسؤولين ومرؤوسين، من أجل إنقاذ الملاك “ريان” أحد أطفالهم الذي سقط في بئر، (اعتبرها) نموذجا في الإنسانية غير مسبوق ودرسا يقتدى به…
لقد شقّ المغاربة الجبل وفتحوا جوفه وأزاحوا آلاف الأطنان من الأتربة والأحجار وغامروا بأنفسهم، مدة خمسة أيام ليل نهار دون راحة ولا توقف بالآلات والجرافات والأيدي والأظافر، لإنقاذ طفلهم “ريان”، وأخرجوه من بطن الجبل، عزيزا مكرما، لكن قضى الله بما شاء واختاره إلى جواره، ملاكا من طيور الجنة، ولم يبق لنا إلى الرضا بما قدَّر…
“إذا كان جواز السفر الأمريكي يحمل عبارة: “حامل هذا الجواز تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية فوق أي ارض وتحت أي سماء”، وفي الجواز البريطاني : “ستدافع المملكة المتحدة عن حامل هذا الجواز حتى أخر جندي على أراضيها”، والجواز الكندي: “سنحرك أسطولنا من أجلك”، فيحق للمغاربة الافتخار بأن جواز سفرهم بات يحمل ضمنيا أمام العالم بأن بلادهم ستزيل الجبال لأجل حامله…”، كما نشر ذلك أحد المواقع الإلكترونية الصحراوية.
توحدت الأدعية داخل المساجد والكنائس والأحبار…، حتى داخل معابد البوذية والشينتو والكونفوشيوسية… وتذرع وابتهل المريدون لإنقاذ الطفل “ريان”، لقد وحدت مأساة هذا الصغير كل الأجناس عن بكرتهم، بكى الأئمة على المنابر، ورفع شيخ الأزهر من مصر الدعاء بحرقة وإيمان من أجل نجاته، صلى لأجله الفلسطينيون في مسجد قبة الصخرة، واعتلى بابا الفاتيكان نافذة الكاتدرائية وأمامه الحشود التي حجت إليه تدعوه لإقامة قداس من أجل الصغير اليائس في ظلمات البئر….
“غنى السود الأمريكيون ترانيم الكنيسة تضرعا للمولى، شاعت مشاهد صلوات اليهود على حائط المبكي وهم يحملون صور البريء “ريان” كل القنوات والصفحات، ودَوَّن رؤساء الدول والحكومات والمنظمات تعاطفا مع أسرة الصبي، وحتى الأطفال اللاجئون من سوريا واليمن والعراق…، رفعوا لافتات الدعاء لـ “ريّان” كانت أياما خمسة قاسية على شياطين الإنس والجن، لأن منسوب الإيمان في القلوب و كمية الدعوات التي صعدت إلى السماء حولت هذا الكوكب إلى جنة للرحمة”، كما وصف المشهد أحد المواقع الإلكترونية الصحراوية.
لم يجرؤ المدعو “مصطفى بونيف بوخ..”، حداء جنرالات العسكر الجزائري بثكنة بن عكنون التنديد باعتقال الأطفال الجزائريين منهم المعاقين واغتصابهم ومحاكمتهم وسجنهم، أو الدفاع عنهم وعن براءتهم أو على الأقل الإشارة إلى معاناتهم والتذكير بحقوق الطفل رغم صدمة المصدومين ودهشة العقلاء وحمق الحمقى…
هذا الشُّويْعر الصُّحيِّف الجبان الذي وظَّفه النظام العسكري الجزائري لسبّ وشتم أسياده المغاربة والإساءة إليهم، هذا الخادم عميل الكابرانات سارق الأشعار ومزيف القصائد، لم يجد ما يتلفظ به في حقّ الملاك ذي الخمس سنوات، أمام السيول العارمة للتضامن العالمي الإنساني، إلا أن يتشفى في المغرب والمغاربة بقوله في إحدى تدويناته “يجب عل المغاربة أن يفهموا من خلال قصة “ريان” بأن عشرات الأطفال مثل ريان يدفنهم العدو الصهيوني تحت أنقاض بيوتهم…كم من ريان في غزة بعد كلّ قصف…؟”، “ريان” الطفل المغربي ابن العالم وابن البشرية والانسانية، هؤلاء الفلسطينيون صلوا لأجله في مسجد قبة الصخرة.
وفي الوقت الذي تعالت أصوات المناضلين الجزائريين والنشطاء والحقوقيين المنددة باعتقال الأطفال ومحاكمتهم ضد كلّ المواثيق الدولية والحقوقية والديانات السماوية والوضعية، لم يجرؤ كلب النظام العسكري الجزائري الخسّيس، بونيف بوخ..، أن ينبح ولو نباحا صامتا للتنديد بمحاكمة المعاق الحركي (100 في المائة) سيف الدين بن شلوش، والطفلة “سيرين زرفة” ذات ال14 سنة واعتقال طفل في سن الخامسة أو السادسة من عمره، وتم تداول صورته وهو محتجز داخل سيارة مصفحة للشرطة الجزائرية، واعتقال أطفال وقُصَّر بتهمة شراء الزيت…
لقد فاق النظام العسكري الجزائري كلّ التوقعات والتكهنات والابتكارات والاختراعات في إيجاد حلول للأزمات، إذ هذه الخطوة العجيبة الجديرة بالدخول إلى كتاب “غينيس” للأرقام القياسية والغرائب والعجائب، ليست إلى حلقة من حربه على الأطفال بعد أولياء أمرهم، حيث سبق أن أصدرت محكمة برج بوعريريج الجزائرية، بداية السنة الجديدة، حكمها على المعاق الحركي (100 في المائة) سيف الدين بن شلوش بستة (06) أشهر سجنا نافذا و20000 دينار جزائري بتهمة المشاركة في الحراك.
المعاق سيف الدين بن شلوش ابن مدينة برج بوعريريج تم اعتقاله في الجمعة 81 لحراكه وقامت الشرطة البوليسية بكسر يده قبل اقتياده للكوميسارية لتحرير محاضر بتهم ملفقة، كما تم متابعته في حالة سراح قبل استدعاء قي ماي الماضي.
وسبق لمحكمة عنابة بالجزائر أن استدعت الطفلة “سيرين زرفة” ذات ال14 سنة لمحاكمتها خلال دجنبر الماضي، بتهمة مشاركتها، بتاريخ 25 شتنبر 2020 ، رفقة والديها في تجمع بمدينة عنابة، وهي الطفلة التي تنضاف إلى ضحايا النظام العسكري الجزائري المستبد، من جميع الأعمار والأجناس، من العجوز إلى الطفل، أذاقهم تنكيلا وتعذيبا واغتصابا واعتقالا ومحاكمة بجميع أنواع التهم، من التجمهر والتظاهر إلى الإرهاب.
محاكمة جلبت لهذا النظام التنديد الواسع والاستنكار الدولي من جميع المنظمات والجمعيات العالمية المدافعة على حقوق الانسان بمن فيهم الأطفال، بعد أن تناقلت وسائل الإعلام والقنوات الإخبارية والمواقع الإلكترونية والجرائد العالمية (إلا الجزائرية) خبر محاكمة الطفلة الجزائرية التي تدعى سيرين زرفة وتبلغ 14 عاما، بتهمة “التجمهر غير المسلح” على خلفية وقائع مرتبطة بالحراك الاحتجاجي، وفق ما أفاد الخميس 24 دجنبر 2021، محاميها عبد الحليم خير الدين ومنظمة غير حكومية، حيث تمثل مع عشرين شخصا آخر أمام محكمة عنابة شرق البلاد.
وتابع المحامي محتجا “إنها سابقة خطرة لأننا نحاكم طفلة تبلغ 14 عاما على خلفية وقائع سياسية”، ووالد الطفلة في السجن منذ ثمانية أشهر، وهو متهم بحسب بالانتماء إلى منظمة “رشاد” الإسلامية المحافظة التي تصنفها الجزائر حركة “إرهابية”.
من جهته، قال نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، سعيد صالحي، إن “هذه سابقة. تجاوزت السلطات عتبة جديدة في تصعيد القمع، حتى الأطفال لم يسلموا”، مضيفا “هذا تنكيل بالعائلة بأكملها، السلطة تريد تثبيط الجزائريين ودفعهم للتخلي عن حقوقهم ونضالهم”.
وأعرب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر عن غضبهم واستيائهم عقب تقارير وطالب بعض النشطاء بإطلاق الطفلة سيرين معتبرين ما حدث تجاوزا على حقوق الإنسان.
وفي تغريدة أخرى، قال مدون آخر أن سيرين سوف تحاكم في 29 دجنبر الحالي، في قسم الجنح لمحكمة عنابة، قائلا: “إن السلطات لم تراع الطفولة فكيف سوف تحترم حقوق الإنسان”.
وعلق آخر “بقسم الجنح لمظلمة عنابة، القاصر سيرين التي لا يتعدى عمرها 14سنة بتهمة التجمهر الغير مسلح، ثم يطل علينا كانيش المرادية لزهاري ليقول: إنه لا توجد أدلة الاعتداء على حقوق الانسان، ان لم تحترموا الطفولة فما بالك بالإنسان”.
وعلق المناضل الجزائري المعرف كريم مولاي :”من أبكى الناس ظلما أبكاه الله قهرا ، غدا محاكمة سيرين زرفة بنت قاصر 14 سنة بجنحة التجمهر الغير مسلح، الظلم ظلمات يا بتوع حقوق الإنسان “.
وسبق أن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري، فيديو لطفل جزائري لا يتجاوز عمره 15 سنة، تحت صدمة نفسية لا توصف بعد أن قام عناصر الشرطة الجزائرية، السبت 3 أبريل2021، بعد اعتقاله من وسط مظاهرة في المسيرة 111 للحراك الشعبي.
السياسي شوقي بن زهرة صرح قائلا: “الوضع صار لا يحتمل السكوت والنظام ينتقل رسميا لإرهاب الدولة، بعد اغتصاب مراهق في سن 15 سنة المدعو “سعيد شتوان”.
وأضاف شوقي بن زهرة، أن سعيد القاصر تم اعتقاله في المسيرة التصعيدية يوم السبت بالعاصمة، حيث صرح مباشرة بعد خروجه من مركز الشرطة “كافينياك” :”دارولي لحرام”، مضيفا أن المراهق استحيى أن يذكر ما حدث له أمام والدته وهو تحت صدمة نفسية”.
وتابع شوقي بن زهرة، “صار الاغتصاب والاعتداء الجنسي سلاح لدى نظام الجنرالات للترهيب، ونحن بحق أمام إرهاب دولة”.
هذه الجريمة في حقّ الطفولة الجزائرية تأتي بعد جريمة اعتقال طفل في سن الخامسة أو السادسة من عمره، وتم تداول صورته وهو محتجز داخل سيارة مصفحة للشرطة الجزائرية، وهو متوشح بالعلم الجزائري، بعد إيقافه خلال مسيرات الجمعة 108 من الحراك الشعبي الجزائري (2021.03.12)، والذي شهد صدامات في عدة مناطق من البلاد بين الشرطة والمحتجين.
صورة الطفل الجزائري تسببت في غليان شعبي بالعاصمة، حيث أطلق النشطاء ليلة الجمعة نداءات إلى كل الشعب الجزائري، من أجل الخروج عن بكرتهم واجتياح الشوارع والساحات في مسيرات باتجاه مبنى وزارة الداخلية، احتجاجا على اعتقال الطفل وأيضا على ظروف تصويره من طرف رجال الأمن لإرهاب الآباء وتخويف النشء من المشاركة في الحراك والتعبير عن رأيه.
واستنكر النشطاء الحقوقيون في الجزائر هذه الأفعال الشنيعة والغير أخلاقية من النظام العسكري الجزائري، وأضافوا أن الشرطة الجزائرية لها تاريخ من الخرق السافر لحقوق الإنسان تجاه المستضعفين في البلاد من الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة…، حسب أحد المواقع الجزائرية المعارضة، كما صرحوا أنهم “يتوفرون على ملفات مخجلة وبحجم الجبال في هذا الشأن، وسبق أن راسلوا عدة منظمات دولية للتدخل ومنع هذه الخروقات ومحاسبة مرتكبيها”.
وقد تناقلت وسائل إعلام دولية صورة الطفل وعلقت عليها بعبارة “أصغر معتقل سياسي جزائري”، في إشارة إلى الحملة التي تقودها السلطات ضد السياسيين والنشطاء الجزائريين الذين يشاركون في الحراك، حسب نفس المصدر، وأضافت وسائل الإعلام الدولية أن السلطات في الجزائر تطلق أحكام البراءة لفائدة تجار المخدرات الصلبة وناهبي المال العام و قتلة العشرية السوداء…، وتتعقب المدونين على جدار الفايسبوك، ومن يرددون الشعارات المسيئة لها في شوارع الجزائر عند كل مسيرة، من أجل المطالبة بالإصلاحات وإسقاط “العصابة”.
وفي خطوة غريبة وغير مسبوقة في تاريخ الإنسانية والدول، أصدرت السلطات الجزائرية قرارا بمنع بيع الزيت “منعا باتا” للأطفال والقاصرين مبررة قرارها التافه بتوجيه تهمة ملفقة للمضاربين بـ”استغلال الأطفال القصّر” لـ”إفراغ السوق من مادة الزيت”، الأمر الذي يدعو إلى السخرية والتهكم.
تجريم الأطفال والقاصرين واعتقالهم بتهمة شراء الزيت دون بلوغ سنّ الرشد أثار سخرية مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا بالإجماع القرار غريبا ومضحكا في نفس الوقت باعتباره سابقة ربما في العالم بأسره، كما لو كانت الزيت من الممنوعات على غرار الخمر والمخدرات والزواج والطلاق والإدلاء بشهادة والمشاركة في الانتخابات و…و…
وكتب الصحفي بجريدة الخبر الجزائرية “محمد سيدمو” على حسابه بموقع فيسبوك منشورا ساخرا: “يبتهج والد الشاب مولود بوصول استدعاء الخدمة الوطنية لابنه الذي صار رجلا، لكن فرحة أم مولود لا تضاهى لأن ابنها سيتمكن أخيرا من شراء بيدون زيت بمفرده”.
أما الناشط والفكاهي أيمن ميمي فكتب موجها منشوره إلى وزير التجارة: “يا رزيڨ القصر راهم يبيعو ويستهلكو فالممنوعات مهمش يدهنو بالزيت كفانا خرطي”.
وغردت صفحة الجزائر توب على موقع تويتر، بمنشور ساخر مع صورة لطفلين والخبر الذي كُشف فيه منع بيع المادة للقصر: “تم القبض على شخصين قاصرين قاما بشراء الزيت بطريقة غير قانونية”.