تصعيد في العمليات الإرهابية ل”ميلشيات البوليساريو” في منطقة الساحل
محمد علي مبارك
أعلنت الحكومة المالية رسميا يوم الأربعاء الأخير عدم تورط الجيش المالي في الاتهامات الموجهة اليها من طرف موريتانيا، بخصوص “قتل” عدد من الموريتانيين على أراضيها مؤكدة أنه لا شيء يسمح حاليا باتهام جنود ماليين في ارتكاب مثل هده الجرائم.
وقال الناطق باسم الحكومة المالية الكولونيل عبد الله مايغا في بيان له، أن الأمر يتعلق بـ”عمليات قتل”، دون أن يذكر أي رقم، وشدد على أنه “في هذه المرحلة لا يوجد دليل على تورط القوات المسلحة المالية التي تحترم حقوق الإنسان وتعمل دائما بشكل احترافي”. وأضاف انه “يدين بشدة هذه الأعمال الإجرامية التي تهدف إلى تقويض النوعية الممتازة للعلاقات بين بلدينا”، مشيرا إلى أن رئيس المجلس العسكري المالي الكولونيل أسيمي غوتا أجرى محادثة مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني…
وحسب مراقبين فان المعلومات المسربة عن التحقيقات التي تجرى في مالي تشير إلى تورط جبهة البوليساريو بشكل مباشر وبدعم من مخابرات دولة بالمنطقة، في حادث مقتل ما لا يقل عن 15 موريتانيا على الأقل في المنطقة الحدودية جنوب عادل بكرو (شرق موريتانيا)، كما تحدثت تسجيلات صوتية متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ونُسبت إلى شهود عيان، عن اختفاء حوالي ثلاثين موريتانيا بنفس المنطقة…
هدا وأصبحت هذه القناعة حقيقة لدى خبراء عسكريين في المنطقة، بعد التعرف على هوية المنفذين المباشرين للجريمة، وأكدت تلك المعلومات أن جميع المنفذين لديهم ملفات لدى المصالح الأمنية والاستخباراتية ويعرف عنهم أنهم أصحاب سوابق جنائية…يتزعمهم إرهابي تابع لجبهة ” البوليساريو” يحمل اسم عدنان أبو الوليد الصحراوي ينحدر من مخيمات تندوف، متزوج من امرأة تحمل الجنسية المالية..
الى ذلك، تأكد بالملموس مدى صحة المعلومات المرتبطة بالملف الذي يكشف بتقارير موثقة الانحراف المتزايد لميليشيات البوليساريو، والدي يأتي عقب تحذير جدي صادر عن المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون، في شأن التهديد الإرهابي الحقيقي الذي تشكله جبهة “البوليساريو” في منطقة الساحل، وبالضبط في المناطق المتاخمة للحدود الموريتانية مع مالي…كما اظهرت التقارير المنجزة ، على ان هناك اذلة دامغة تبين ان ايران و حليفها ” حزب الله” يغديان المخططات المنظمة لميلشيات البوليساريو لزعزعة الاستقرار في شمال افريقيا و منطقة الساحل.
وفي ذات السياق أورد تقرير المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن، من أن ” جبهة البوليساريو” توجد حاليا في مرحلة متقدمة من التفكك والانحلال، تجعلها تشكل تهديدا جديا للاستقرار الإقليمي، وهو ما يجعل عددا من التحليلات الجيوسياسية ترجح توجه جبهة البوليساريو لأن تصبح حليفا استراتيجيا للجماعات المسلحة …
وكانت موريتانيا حملت بعنف على جارتها مالي، متهمة جيشها بارتكاب “أعمال إجرامية متكررة” على أراضيها ضد الموريتانيين إثر اختفاء عدد منهم في منطقة الحدود، ويعتبر هذا ثاني حادث من هذا النوع خلال بضعة أسابيع. فقد قتل سبعة موريتانيين في يناير في المنطقة نفسها، وجرى الحديث حينذاك عن تورط جنود ماليين.