يا شَرَّ من ضَغطَ الزِّنادَ تَجَبُّرًا
رمضان مصباح
رجَّـتْ بـشرقٍ ،والـصَّواعقُ صَيِّبٌ
شـمـطاءُ هَـوجـاءٌ، فـتـاها ثـعلبٌ
فـرسـانُـها شُـقـرٌ ،بـديـنٍ واحــدٍ
يـا حُزن عيسى،ما عَلاها هَيْدبٌ
يــا بـنتَ عِـمرانٍ حَـنانيكِ ابْـعثي
نَـفْـحاتِ سِـلم فـالقلوبُ مَـقالِبٌ
يــا أمَّ مـن فـي مـهدِه نـادى بـه
ديـنا لـحُبٍّ ، لا يُـرى بـهِ مُـغضَبٌ
مــا عـاد مـن تُـرْجى فـضائله إذا
احْـلـولَكتْ ظـلْـمًا وقـهـرا يُـرهِبُ
سـادتْ ضَـباعِنُها يُـراقُ لـها الدَّمُ
نــهــرًا فـــلا تـقـنـعْ ولا تَـتَـهـيَّبُ
مـن عـينِ طِـفلٍ جَـفَّ فـيه َريانُه
ذُعْـــرًا، ووجــهٍ لـلأمُـومةِ يَـنْـدِبُ
خَــــرَّتْ بِــقــربٍ أمّـــهُ فـتَـعـانَقا
مـاتا مـعًا ،والـليلُ قصفٌ مُسْهِبٌ
رحـمـاكَ ربِّـي حـين يـعودُ لـبَيتِهِ
مـاذا يـقولُ لَها ؟ ومن يَسْتَلْعِبُ؟
أيــنَ الـعزاءُ فـكلُّ جـارٍ قـد رحَـلْ
مــا عــادَ فـيـها غـيـرُ نـارٍ تُـلهَبُ
هــامَ الـقَـطِينُ وتــاهَ كـلُّ مُـجَرَّحٍ
حـتَّى الـطيورُ تـساقطَتْ تَـتَقلَّبُ
يــا شَـرَّ مَـن ضَـغطَ الـزِّنادَ تـجَبُّرا
يُـرْدي الـحَياةَ ،ومـا لَهُ مَنْ يضْرِبُ
يـا شـرَّ مَن ركِب القَشاعِمَ زاهِيا
والـطـيـرُ فـــي وُكُـنـاتِها تـتَـرقّبُ
يا بِئسَ من جلبَ الخرابَ لِموطن
مُـتـوهِّـما أنَّ الـمَـظـالمَ مَــرْكَـبٌ
مُـتـسَـربِـلاً بِــكـراهـةٍ ودِمـائِـهـا
والـصَّوتُ مـنه فـحِيحُ صِلٍّ يَعطِبُ
حـتى إذا دانـتْ لـهُ مُـسْتسْلِمهْ
وَطِـئَ الـحُدود مُهاجِما من يَقْرُبُ
يْـمـضي عـلـى نَـهـجٍ و لا يَـترَدَّدُ
وخِـــرافُ عـالـمِنا ثُـغـاءٌ يَـصْـخَبُ
فـي حـاضِرٍ أضْحى بدونِ فَضيلة ٍ
وشـجاعةٍ فـي الـغَوْثِ لا تَتذَبْذَبُ
وجدة:مارس2022