النقابات والنضال..لن أرضخ لأهواء الفراغ!!!
الكاتب: منير الحردول
أتذكر في زمن كانت النقابة تسمى نقابة، حين كانت تلجأ لسلاح الإضراب، إضراب بعد نفاد الصبر وتجاهل مطالب أساسية، فكانت الثقة أولوية قبل كل شيء مع عموم الأجراء والموظفين. فحين كانت تدعو النقابات للإضراب كانت الحكومة وعلى عجل تدعوها للحوار لدرجة أن بعض الإضرابات كانت تلغى بفعل الوصول لتوافق حول موضوع ما، بعد منتصف الليل..
فكان التأطير وكان الإجماع وكانت الكثير من الأحزاب تقدر قيمة المطالب الواقعية والملحة في حينها، فكانت النقابات والأحزاب تؤطر وتدافع وتعمل على خدمة الخاص والعام..اليوم للأسف، الإضراب وأخذ الصور أصبح بطولة ما بعده بطولة، وتمييع النضال بكثرة التشردم وللمطالب الآنية والفئوية وتحديد أيام متفرقة للوقوف عن العمل، فغيبت إكراهات الواقع مع استشراف النضال..وهكذا..
أنظروا لحال التشردم! أنظروا للحقوق التي هضمت بفعل الأنانية الزائدة عن الحد..أنظروا للاقتطاعات من أرزاق الناس..انظروا لحالنا واحوالنا..لذا أقولها وأؤكد دوما، لن أرضخ للأهواء، ولن أرضخ للفراغ..
فالواقعية تقتضي تقويم مسار النضال الحقيقي بهدف النهوض بالنقابات الجادة، النقابات التي تؤمن بالتناوب على المسؤوليات، والكراسي، النقابات التي تقدم الحساب لمنخرطيها بشكل دوري وسنوي، النقابات التي تدفع في اتجاه إخراج قانون للنقابات وتعويض المضربين ولو في الحدود الدنيا كلما دعت للإضراب..وزد على ذلك ليس بالقليل..وهكذا