هل تتحول بناية الخزانة الجهوية بوجدة غير المكتملة إلى أنقاض بعد توقف الأشغال ؟
عبدالقادر كتــرة
نضطر كلّ مرة إلى إثارة موضوع مشروع بناء وتجهيز خزانة جهوية بالمدينة بمنطقة الحي الحسني قرب المنتزه الترفيهي الجديد لوجدة والذي لم يَعُدْ، هذا الأخير، كذلك بعد تفويته إلى إحدى الشركات المستثمرة في قاعات التداريب الرياضية المشهورة المنتشرة في جميع أنحاء تراب المملكة المغربية.
ويتساءل المواطن الوجدي وسكان مُدن ومناطق الجهة الشرقية عن الأسباب التي جعلت الأشغال تتوقف وتترك البناية منتصبة بعد أكثر من 6 سنوات عن انطلاق الأشغال دون إنهائها، الوضع الذي قد يُعرض ما تمّ إنجازه إلى الإتلاف والتآكل والتدمير بفعل التغيرات والأحوال الجوية والعوالم الطبيعية وتضيع الملايين من الدراهم رصدت لهذا المشروع، مع العلم أن إرادة قوية من المسؤولين الساهرين على الشأن المحلي والجهوي قد تحسم الأمر.
بعض المواطنين علقوا على هذا الوضع بسخرية، قائلين “بما أن هذه الخزانة لم تتمكن من الخروج إلى النور، منذ سنوات، علينا أن نحتفل كلّ سنة بِعيد عدم ميلادها، وإنشاء لجنة وفتح حساب لجمع التبرعات والإعانات والصدقات، على غرار ما يقوم به بعض المحسنين، لإتمام الأشغال، قبل توجيه طلبات للمواطنين بالتبرع بالكُتُب والمؤلفات وكل ما ينفع في تحقيق الحكمة “العلم نور والجهل عار”.
للتذكير، انطلقت أشغال بناء وتجهيز خزانة جهوية بالمدينة بمنطقة الحي الحسني قرب المنتزه الترفيهي الجديد لوجدة ، خلال أكتوبر 2016، بكلفة مالية تقدر ب 15 مليون درهم بشراكة مع وزارة الثقافة ووكالة تنمية جهة الشرق.
هذه الخزانة الجهوية الهامة كان من المفروض أن ترى النور قبل عدة أشهر، لكن يلاحظ أن الأشغال لا زالت متواصلة منذ ما يقرب الأربع سنوات وشكل بطيء، الأمر الذي يبعث على الأسف والغضب خاصة أن جمهور القراء المتعطش في حاجة إلى مثل هذه الكنوز والتي تفتقدها الجهة الشرقية رغم وجود بعض الخزانات لكن تفتقد إلى مؤلفات مرجعية جديدة ومواكبة.
الأشغال متوقفة في مشروع المكتبة الجهوية لمدينة وجدة، وهي مكتبة ضخمة كانت ستعزز البنية الثقافية للمدينة والجهة الشرقية ككل حيث تقدر كلفة هذا المشروع بمليار ونصف سنتيم، والوحيدة في الجهة الشرقية التي ستمكن آلاف الباحثين والطلبة والأطفال والقراء بالجهة الشرقية وحتى بالمغرب، من الاستفادة من آلاف المراجع التي ستحتويها رفوف الخزانات، من جميع أصناف العلوم والآداب والثقافات، باللغات الأجنبية إلى جانب اللغة العربية.
وتتكون المكتبة، إن هو تحقق المشروع، من قاعة للقراءة لفائدة الشباب بمساحة 300 متر مربع، قاعة للقراءة مخصصة للأطفال مساحتها 200 متر مربع، وقاعة الوسائط المتعددة بمساحة 200 متر مربع، وثلاث ورشات، وقاعة معالجة، وقاعة متعددة الأغراض بمساحة 500 متر مربع.
ومن شأن هذه المكتبة، التي تسع ل575 شخصا، المساهمة في بروز مواهب جديدة في الكتابة والتأليف إضافة إلى تسهيل الوصول للمراجع والمعارف العلمية.
ولا شك أن أحسن هدية يمكن تقديمها لجمهور القراء بمدينة وجدة والجهة الشرقية من طرف مجلس جماعة وجدة الجديد، خلال هذه السنة 2021، هو افتتاح هذه الخزانة بعد تجهيزها وترصيعها بأمهات الكتب وجواهرها، وفتح المنتزه الترفيهي الجديد لوجدة وتوظيف جميع فضاءاته.